الرئيسية
قصيدة ..صبورٌ وإنْ أدمَى الفراقُ بقلم رزاق عزيز عزام الحسيني/ العراق 🇮🇶

- صبورٌ وإنْ أدمَى الفراقُ فؤاديا
- عزيزٌ وإنْ أزرَى الزمانُ بحاليا
- فما شاقَني إلا هديلُ حمائمٍ
- فألهبنَ محزوناً عَنِ الأهلِ نائيا
- تَئنُّ كما أَنَّ الغريبُ تشوّقاً
- كنايٍ حزينٍ يستدرُّ المآقيا
- فأذكتْ لظى التحنانِ بين جوانحي
- وباحَ فؤادي بالذي كانَ خافيا
- أثارَ بي الشدوُّ الحزينُ خواطراً
- وطافتْ بيَ الذّكرى تُحلّقُ عاليا
- إلى خيرِ ساعاتٍ وأطيبِ منزلٍ
- بها عشتُ حيناً ناعمَ البالِ هانيا
- ملاعبِ أترابي وملهى طفولتي
- وشرخُ الصِّبا يُغري الحسانَ الغوانيا
- تولّتْ سراعاً مثلَ أحلامِ نائمٍ
- وعافتْ هموماً ترتعي في جَنانيا
- فأمسيتُ رهنَ الذكرياتِ ملوّعاً
- أُكابدُ ليلاً مُفعمَ الهمِّ داجيا
- حزيناً معنّىً واجمَ الفكرِ ساهداً
- أُناجي خيالاتٍ تعنُّ أماميا
- وندّتْ منَ الأضلاعِ زفرةُ عاشقٍ
- تكادُ لظاها أنْ تذيبَ الحوانيا
- على ما مضى منها أذوبُ تحسّراً
- فمَنْ ذَا يوافيني الليالي الخواليا ؟
- فتلكَ الليالي الهانئاتُ بقربِكُمْ
- تظلُّ الى نفسي أحبَّ اللياليا
- فبتُّ على جمرِ الجوى متقلّباً
- أكابدُ شوقاً جاحماً في بعاديا
- فيا طائراً إمّا مررتَ فبلّغنْ
- حبيبي و أهلي في العراقِ سلاميا
- سلامٌ على النخلِ الأشمِّ وزهوهِ
- على سيّدِ الأشجارِ رمزِ بلاديا
- ويا وارداً عذبَ الفراتينِ شارباً
- الا رشفةٌ تُشفي غليلَ أٌواميا
- وجدتٌ شفائي في العراقِ ولن أرى
- مكاناً سوى بغدادَ للقلبِ شافيا
- رحلتُ بجسمي عن ديارِكَ موطني
- وخلّفتُ روحي والحبيبَ ورائيا
- فليتَ الثرى تُطوى ويدنو بعيدُها
- لأروي فؤاداً للحبيبةِ صاديا
- أخطٌّ لها شوقي ودمعيَ واكفٌ
- فتمحو دموعي ما يخطٌّ بنانيا
- فلا تحسبوا أني تغيّرتُ بعدكم
- عهودي وأشواقي بواقٍ كما هيا
- ولم أسلُ يوما مُذ تغرّبتُ عنكمُ
- لحى اللهُ قلباً كانَ عنكمُ ساليا
- شكوتُ النوى لمّا اصطليتُ بنارِها
- وما كنتُ قبلَ البعدِ أُسمَعُ شاكيا
- وإنْ أنسَ لن أنسَى غداةَ وداعِها
- وقد جاذبتْني في الوداعِ ردائيا
- تقول وقد أدمى البكاءُ جفونَها
- أ نقضي سنينَ العمرِ نشكو التنائيا
- فقلتُ ودرُّ الدمع في صحنِ خدّها
- كطلّ الندى فوقَ الشقائقِ غافيا
- كفاكِ بكاءاً لاتزيدي مجرّحاً
- تكادُ جراحي أنْ تبوحَ بما بيا
- فأصمتْ فؤادي نظرةٌ فاضَ دمعُها
- عتاباً كما فاضتْ أسىً وتشاكيا
- فيا حبّذا تلكَ العيونُ وسحرُها
- رأيتُ بها نبعَ المحبةِ صافيا
- يشعُّ بريقُ الحسنِ منها تألّقاً
- كما شبَّ فيها لاعجُ الوجدِ واريا
- وثغرٍ تعالى اللهُ أبدعَ رسمَهُ
- إذا افترّ أبدى لؤلؤاً وأقاحيا
- يطيبُ لقلبي أنْ يكونَ أسيرَها
- ولذَّ لروحي أنْ تشدَّ وثاقيا
- بكيتُ هواها حينَ شطّ مزارُها
- وما كنتُ قبلَ البينِ أُنظرُ باكيا
- إليكِ ببغدادِ الهوى رفَّ خافقي
- وحنَّ اشتياقاً يستحثُّ التلاقيا
- أُنادي على بعدِ المسافاتِ بيننا
- فوالهفتي لو تسمعينَ ندائيا
- سيبقى هواكِ العذبُ منبعَ بهجتي
- وأُنسي ودائي في الدُّنى ودوائيا
- يشبُّ كبركانٍ هواكِ بأضلعي
- وآبى حفاظاً أنْ يبوحَ لسانيا
- تركتِ فؤادي يستغيثُ من الجوى
- ودمعي على خدّيَّ كالوبلِ جاريا
- رأتْ كبريائي ذا البكاءَ مذلّةً
- إذا ازدادَ هجرانُ الحبيبِ تماديا
- فأرخصتُ دمعاً في نواكِ صبابةً
- وكان عصيّا كالجواهرِ غاليا
- لعينيكِ قد هانتْ جميعُ مواجعي
- وإنْ كان قلبي بالجراحاتِ داميا
- أُعلّلُ نفسي في لقائكِ آملاً
- فيضحكُ دَهري ساخراً مِنْ رجائيا
- عسى نلتقي عمّا قريبٍ وترتوي
- قلوبٌ تلظّتْ للقاءِ ظواميا
- يرفرفُ قلبي حولَ روضكِ لهفةً
- مهيضاً كعُصفورٍ على الأيكِ شاديا
- لحونَ الهوى كي تسمعيه مُغرّداً
- جميلَ المعاني حامل الشوقَ وافيا
- فجودي بحلو الوصلِ حتى تبدًّدي
- بنورِ مُحيّاكِ البهيِّ الدَّياجيا
- حياتي أراها في اقترابكِ جنّةً
- ستغدو جحيماً إنْ أطلتِ التجافيا
- فما لي بذي الدّنيا سواكِ حبيبةٌ
- فأنتِ مُنى نفسي وجُلُّ مُراديا
- مَلَئْتِ عيوني غيرَ وجهكِ لا ترى
- (وَإِنْ كثُرتْ حولي) الملاحَ الغوانيا
- يطيبُ لقلبي في هواكِ مقيّداً
- وروحي تمنّى أن تشدّي وثاقيا
- وجدتُ الهوى حلواً لذيذاً عذابُهُ
- فلا خيرَ في قلبٍ من الحبِّ خاليا
- أما والذي أعطاكِ فيضَ جمالِهِ
- وأشقى فؤادي في هواكِ وباليا
- وألقى بروحي في يديكِ رهينةً
- وأعطاكِ قلباً كالحجارةِ قاسيا
- وألهبَ أضلاعي جوىً وصبابةً
- سأبقى على ذكراكِ أشدو القوافيا
- رزاق عزيز عزام الحسيني

