الرئيسية

ندوة “فلسطين… كتابات من السجون”: إضاءات فكرية على أدب السجون الفلسطيني في معرض الكتاب الدولي تصريح الدكتور: عبد الحق شعلان  كتبت: سمية معاشي 

ندوة “فلسطين… كتابات من السجون”: إضاءات فكرية على أدب السجون الفلسطيني في معرض الكتاب الدولي

تصريح الدكتور: عبد الحق شعلان

كتبت: سمية معاشي

تُعدّ ندوة “فلسطين… كتابات من السجون” واحدة من أبرز الفعاليات الفكرية التي شهدها معرض الكتاب الدولي هذا العام، حيث ناقشت بعمق الأدب الفلسطيني الذي نشأ وتطور داخل أسوار السجون الإسرائيلية. قدم هذه الندوة مجموعة من الأساتذة الأكاديميين البارزين، وهم الدكتور لونيس بن علي، الدكتور اليامين بن تومي، والدكتور طارق بوحالة، وأدارها الدكتور سعيد فتاحين.

تناولت الندوة مجموعة من المواضيع الأدبية التي سلطت الضوء على التجربة الفلسطينية في السجون، وما حملته من رسائل فكرية وأدبية استثنائية. وبدأ الدكتور طارق بوحالة مداخلته بتقديم مقاربة جديدة لمفهوم “النسوية” في أدب السجون الفلسطيني، مشيرًا إلى أن النسوية في هذا السياق لا تعني التحرر من الذكورية فحسب، بل هي مقاومة للنظام الاستعماري الإسرائيلي. فقد لفت بوحالة إلى أن المرأة الفلسطينية، التي تواجه أشرس أنواع التعذيب في السجون، تصبح نموذجًا فريدًا من نوعه، تعيد صياغة مفهوم النسوية كقوة تصنع التاريخ وتكسر قيود القهر والطغيان.

من جانب آخر، تناول الدكتور لونيس بن علي رواية “قناع بلون السماء” للكاتبة باسم خندقشي، التي كتبتها داخل السجن وحازت على الجائزة الأولى في “البوكر”. اعتبر بن علي هذه الرواية إشكالية من حيث موضوعها، حيث تقدم مفهومين للسجن: السجن المكاني الذي يمثل الحيز الجغرافي، والسجن الهووي الذي يفرضه الاحتلال على الفلسطينيين. ورأى بن علي أن هذه الأعمال لا تهدف إلى الجمال الأدبي والشاعري، بل إلى طرح قضايا وجودية وفكرية عميقة تتعلق بالهوية والوجود الفلسطيني، مما يستدعي منا مقاربة نقدية واقعية لمفاهيمها وتفاصيلها.

أما الدكتور اليامين بن تومي، فقد تناول رواية “الشوك والقرنفل” للشهيد يحيى السنوار، التي كتبها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. وصف بن تومي هذه الرواية بأنها “نص مقاوم” يحمل لغة مقاومة تعكس واقعًا مغايرًا يسعى إلى تحدي الإمبراطورية والطغيان. وقال بن تومي إن الأدب المقاوم لا يمكن فحصه باستخدام النظريات الأدبية التقليدية، بل يجب أن يتم تناوله بلغة خاصة تعبر عن حقيقة الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.

كما طرح بن تومي فكرة فلسفية عميقة حول النظرية النقدية، مؤكدًا على ضرورة أن يعمل المفكر والناقد على تطوير مفاهيم نقدية خاصة به تتناسب مع واقع النصوص المكتوبة، بدلًا من تقليد النظريات الغربية التي لا تتماشى مع سياق الواقع الفلسطيني. وأوضح أن الأدب الفلسطيني المقاوم ليس مجرد مسألة تحرر، بل هو “مسألة عقيدة” تنبع من الفرد وتصل إلى الأمة.

كانت الندوة فرصة غنية لاستكشاف أبعاد الأدب الفلسطيني، حيث تفاعل الحضور مع الأفكار التي تم طرحها، وناقشوا عمق التجربة الفلسطينية في السجون وأثرها في تشكيل الأدب المقاوم. وفي الختام، أعرب الحضور عن شكرهم للأساتذة الذين قدموا إضاءات فكرية قيمة، جعلت من هذه الندوة واحدة من أنجح الفعاليات في هذا المعرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار