المعرض الدولي للكتاب في الجزائر : بين التحديات والآمال كتبت سمية معاشي

المعرض الدولي للكتاب في الجزائر : بين التحديات والآمال
كتبت سمية معاشي
رغم بعض التحديات التي تواجه المعرض الدولي للكتاب، مثل غياب الرقمنة وضعف التكييف، يبقى هذا الحدث الثقافي علامة بارزة في مسار الثقافة الجزائرية والعربية. هذه الفعالية التي تجمع بين الأدباء، المثقفين، والقراء من مختلف الأعمار، تحولت إلى ساحة فكرية حية تنبض بالمعرفة، ورغم النقائص، كانت بحق نعمة حقيقية على مستوى الاستقبال الحار والابتسامات التي استقبل بها الزوار في معظم الأجنحة.
لكن ما يجعل هذا المعرض مميزًا في نسخة هذه السنة هو الروح الوطنية التي تجلت فيه، خاصة من خلال ذكرى القضية الفلسطينية، التي كانت حاضرة بشكل لافت في العديد من الأجنحة. وجاءت المشاركة الفعالة لمؤسسات الدولة، مثل الجمارك والجيش الوطني الشعبي، لتضيف بعدًا آخر لهذا الحدث الثقافي، بمناسبة الذكرى السبعين لثورة نوفمبر المجيدة، وهو ما يبرز العلاقة العميقة بين الثقافة والهوية الوطنية.
ومع ذلك، يلفت الانتباه شعار المعرض “نقرأ لنتصر”، الذي ينبغي أن يتجاوز كونه شعارًا ظرفيًا في مناسبة ثقافية ليكون حصة تربوية مستمرة في مدارسنا. فمن المؤسف أن يقتصر مثل هذا الشعار على حدث سنوي، بينما هو في الواقع رسالة تربوية تحتاج إلى التفعيل على أرض الواقع في كافة مراحل التعليم.
ومن أبرز اللحظات المؤثرة في المعرض، كانت تلك التي شهدت حضور أطفال المدارس، الذين كانت عينهم مليئة بالفضول وحب الاستكشاف. وفي حديثه عن الزوار، عبّر الدكتور عبد الحكيم صايم، أستاذ في جامعة وهران (2)، عن سعادته بلقاء الأصدقاء من المثقفين والجامعيين، مشيرًا إلى أن زيارة المعرض في يوم واحد لا تكفي لإشباع رغبة القارئ في البحث عن الكتب والمراجع التي يطمح إليها، ولفت إلى أهمية تسهيل إقامة الزوار في المستقبل.
وفي ختام حديثه، أشار الدكتور صايم إلى أن النقائص التي قد يراها البعض لا تقلل من قيمة هذا الموعد الثقافي الهام، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية الجزائرية. وناشد المسؤولين بتنظيم فعاليات مستقبلية تضمن للقراء والمثقفين الاستفادة القصوى من هذا المعرض، الذي يبقى رغم كل شيء مصدرًا للثروة الفكرية والمعرفية.
نحو المستقبل الثقافي الأفضل
بالتأكيد، سيظل المعرض الدولي للكتاب نقطة انطلاق للأجيال القادمة، ودعوة مفتوحة للاستمرار في بناء وعي ثقافي وطني ينبع من الكتب ويشعّ على العالم.
كتبت سمية معاشي
