الرئيسية

المملكة العربية السعودية، بوابة العالم الإسلامي ومهد الرسالة السماوية ..كتبت سمية معاشي

المملكة العربية السعودية، بوابة العالم الإسلامي ومهد الرسالة السماوية ..كتبت سمية معاشي

، تحمل على عاتقها مسؤولية عظيمة لا تقتصر فقط على رعاية الحرمين الشريفين، بل تمتد لتكون منارة للأمة الإسلامية بأسرها. ففي تاريخها العريق، كانت السعودية دائمًا رمزًا للوحدة والالتزام بالقيم الدينية والتعاليم السمحة التي دعا إليها الإسلام.

 

ومن هذا المنطلق، فإن المملكة ملزمة أن تكون مثالًا يحتذى به في السلوك والأخلاق، نموذجًا للعدالة والمساواة، وقوة حافظة لروح التضامن العربي والإسلامي. إذ يجب أن تكون قدوة في التمسك بالمبادئ السامية التي أرساها الدين الحنيف، والتي تدعو إلى التراحم والتعاون، وبذلك تصبح مرشدًا للأمة العربية والعالم الإسلامي في مسيرتهم نحو التنمية والرفعة.

 

لكن، في الآونة الأخيرة، ظهرت مواقف وسلوكيات تثير العديد من التساؤلات حول مصداقية الدور الذي تقوم به المملكة كمنارة أخلاقية ودينية. ففضائح الأخلاقيات التي تكررت، خصوصًا في الفعاليات والمناسبات التي تحتضنها، أصبحت تثير القلق والدهشة. كان آخر تلك التساؤلات ما جرى في أحد الاحتفالات الكبرى التي تم فيها تجسيد مجسم الكعبة، وهو أمر يتنافى مع قدسية المكان، وسط مشهد تم فيه إدخال عناصر غريبة مثل الرقصات التي لا تنتمي لأصولنا الثقافية والدينية. ثم كان الأشد تأثيرًا ما حدث في الحفل الذي أحيته الفنانة جينيفر لوبيز، حين قدمت عرضًا يتضمن رقصًا مبتذلًا في حضور جمهور عريض، ليصبح المشهد صورة مشوهة لما كانت عليه المملكة من قبل.

 

هذه الحوادث التي أصبحت متكررة لا تنعكس فقط على سمعة المملكة كدولة، بل تشوه صورة العالم الإسلامي بأسره، بالنظر إلى قداسة المملكة بوصفها قلب الإسلام ومنزل الحرمين الشريفين. السعودية، بحكم موقعها ودورها المحوري، لا يمكن أن تبقى بمنأى عن مسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية، حيث أنها تمثل رمزًا للإسلام وقيمه السامية. فعندما تظهر هذه المشاهد، تصبح المملكة عرضة للانتقاد، ليس فقط من الداخل، بل من العالم الإسلامي الذي يراقبها بعين الفاحص.

 

إذا استمرت المملكة في السير بهذا الاتجاه، فإن سلوكياتها قد تؤدي إلى تآكل مكانتها التاريخية والدينية. فالمملكة التي كانت على مر العصور مرشدًا للأمة الإسلامية، لن تستطيع أن تظل كذلك إن أظهرت نفسها كمركز للعار والتفاهة. والأمل أن تعود السعودية إلى التمسك بقيمها الأصيلة، وتعيد النظر في مواقفها، لتحقق التوازن بين الحداثة والتمسك بالمبادئ الأخلاقية التي طالما كانت جوهر رسالتها.

 

كتبت سمية معاشي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار