تساؤلات حول الأسماء المكررة والمشهد الثقافي في الجزائر.. كتبت سمية معاشي

تساؤلات حول الأسماء المكررة والمشهد الثقافي في الجزائر.. كتبت سمية معاشي
إلى السيد/ محافظ الصالون الدولي للكتاب، محمد إيقرب
نود في هذا التصريح أن نلفت عناية سيادتكم إلى تساؤلات مشروعة تثيرها بعض الظواهر المتكررة في كل دورة من دورات المعرض الدولي للكتاب بالجزائر. حيث لوحظ في السنوات الأخيرة تكرار أسماء بعينها من الأدباء والشعراء على قائمة المشاركين والمكرمين، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الظاهرة هي مجرد صدفة، أم أن وراءها تخطيط ممنهج من قبل جهات تدير المشهد الثقافي بشكل موجه.
إن هذا التكرار للأسماء لا يمكن أن يُقرأ بمعزل عن الواقع الثقافي في الجزائر، خصوصاً في ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية التي تؤثر على المجال الأدبي. ومن هنا، نطرح السؤال الأهم: هل هذه الظاهرة جزء من خطة ممنهجة لزعزعة تنوع المشهد الأدبي في الجزائر، وتفتيت جهود الأدباء والشعراء الذين يسعون إلى إبراز أصوات جديدة وإثراء الثقافة الوطنية؟
من المؤكد أن الأدب يجب أن يكون ساحة مفتوحة لجميع الأصوات، بعيداً عن أية تدخلات خارجية قد تفرغ هذا الفضاء من تنوعه، وتُحد من فرص الإبداع وتطور الفكر الأدبي في البلاد. وإذا كانت هناك هيمنة على بعض الأسماء، فإن هذا قد يؤدي إلى تهميش المواهب الشابة والمتجددة التي تُسهم في تجديد لغة الأدب وفي إثراء النقاش الثقافي.
نناشد سيادتكم واللجنة المنظمة للصالون الدولي للكتاب بالجزائر بإعادة النظر في اختيار المشاركين والمكرمين في المستقبل، بحيث يتم توفير الفرصة للأسماء الجديدة والواعدة، وتشجيع التنوع الأدبي والتوجه نحو خلق بيئة ثقافية حرة تُعزز من الحوار بين مختلف المدارس الأدبية والفكرية.
إن مثل هذه الخطوات من شأنها أن تُساهم في دعم المشهد الثقافي الجزائري، وتفتح أبواباً جديدة أمام الأدباء والشعراء من جميع الأطياف والتوجهات. نحن نؤمن بأن المعرض الدولي للكتاب هو فرصة حقيقية لبناء جسر بين الأجيال والأفكار، وعلى الجميع أن يعمل على حماية هذا الفضاء الثقافي من أي محاولات لتوجيهه لخدمة مصالح ضيقة قد تؤثر على أصالة الإبداع الأدبي في الجزائر.
كتبت سمية معاشي

