الرئيسية

لقاء مع الشاعر القس جوزيف إيليا  حاورته: سمية معاشي مديرة وكالة الراصد فرع الجزائر

لقاء مع الشاعر القس جوزيف إيليا

حاورته: سمية معاشي على وكالة الراصد الدولي للأنباء

في عالم الأدب والشعر، يبرز اسم القس جوزيف إيليا كشاعرٍ سوريٍّ متميز، يجمع بين العمق الروحي والحنين إلى الوطن. وُلد عام 1964 في سوريا، حيث قضى معظم حياته في مدينة المالكيّة، متقلدًا رئاسة الطائفة الإنجيلية لأكثر من ربع قرن. إلا أن الحرب الأليمة في بلاده أجبرته على مغادرة وطنه والانتقال إلى ألمانيا، حيث استمر في إبداعه الأدبي.

تتنوع أعماله الشعرية بين الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة، بالإضافة إلى الأناشيد المخصصة للأطفال. صدرت له عدة دواوين، منها “أنا لغةٌ أخرى” و”أحبك حتى وإن”، مما يعكس رؤيته الفريدة للعالم وللإنسانية. لقد حظي بتكريم واسع في العديد من المحافل الأدبية في بلدان مثل سوريا ولبنان ومصر والأردن وفلسطين وأستراليا، حيث غنت العديد من المطربين والمطربات من أشعاره، مما جعل صوته يتردد في أرجاء الوطن العربي.

يمتاز القس جوزيف إيليا بقدرته على صياغة مفاتيح جديدة لبحور الشعر العربي، مستكشفًا البحور المهملة التي لم تُذكر في كتب التراث الأدبي. إن مسيرته الأدبية ليست مجرد رحلة شخصية، بل تمثل أيضًا صوتًا للأمل والتجدد في زمن التحديات، مما يجعله واحدًا من أبرز الشعراء المعاصرين في الساحة الأدبية العربية.

مرحبا بكم

١ – ما الّذي ألهمك لكتابة الشِّعر؟

_ سؤالك هذا ليس من السّهل معرفة إجابته بدقّةٍ وذلك لكوني وجدت نفسي وأنا بعدُ طفلٌ صغيرٌ هائمًا غارقًا بعشق الأدب وخصوصًا الشِّعر منه وسائحًا في عوالمه

فلربّما هي الموهبة الّتي ما فتئت تصرخ لتجد لنفسها مكانًا ما من الوجود

وربّما ليكون بمقدوري من خلال الشِّعر أن أعرض لأفكاري وأحمل رسالتي وأطلق لمشاعري العنان

وربّما لأنّني أتقنته أكثر من باقي الأصناف الأدبيّة ووجدته خير من يعبّر عنّي

مع كلّ ما سلف لعلّي لا أجانب الحقيقة إذا ما قلت : إنّني لا أدري تمام الدّراية.

٢ – كيف تتداخل الرّوحانيّة مع إبداعك الشِّعري؟

_ إنّها متداخلةٌ فيه إلى حدٍّ كبيرٍ وظاهرةٌ فيه كلّ الظّهور

فإن كانت الرّوحانيّة تنادي بالسّمّو والارتقاء وتدعو إلى النّقاء والجمال فإنّني في جميع ما كتبته حاولت بقدر المستطاع أن أستظلّ بأفياء هذه القيم الرّفيعة السّاميةوألّا أنأى بنفسي عن دنياها.

٣ – هل هناك موضوعاتٌ معيّنةٌ تفضّل الكتابة عنها؟

_ لقد تناولت جميع المواضيع ولم أترك شيئًا لم أكتب عنه ولكنّني أجدني ميّالًا أكثر إلى القضايا الفكريّة الذّهنيّة الفلسفيّة والنّفسيّة.

٤ – كيف ترى دور الشِّعر في التّعبير عن القضايا الاجتماعيّة والدينيّة؟

_ إنّ دور الشِّعر عمومًا تقلّص وتضاءل ولم يعد له للأسف الدّور الّذي كان له قديمًا ولا سيّما بعد بروز الفضائيّات وما تلاها من الثّورة الرّقميّة وتصدّر الصّورة للمشهد مع هذا على الشِّعر ألّا يستسلم ويخنع ويلقي أسلحته وعليه أن يحاول بطريقةٍ أو أخرى أن يعود لتولّي دوره من جديدٍ.

٥ – ما هي الرّسالة الأساسيّة الّتي تحاول إيصالها من خلال قصائدك؟

_ أولّا أريد أن يرجع النّاس إلى الكلمة الجميلة الرّاقية المتقَنة وأن يوقظوا الإنسان في دواخلهم ويترنّموا بالمحبّة والسّلام والتّعقّل ويتركوا كلّ ما يشتّت جمعهم ويزيد من مساحات الخراب لديهم.

٦ – كيف تؤثّر تجاربك الشّخصيّة على كتاباتك؟

_ إنّها تؤثّر تأثيرًا كبيرًا فأنا أنا في كلّ ما أكتبه ويتجلّى هذا أشدّ وضوحًا في ألفّيتي.

٧ – ما هي التّحديّات الّتي تواجهها كقسٍّ وشاعرٍ في نفس الوقت؟

_ عدم فهم بعضهم واستيعابهم لحقيقة أنّه ليس ثمّة تعارضٌ حقيقيٌّ بين الشِّعر الهادف النّقيّ ذي الرّسالة السّامية وبين رسالة رسالة رجل الدِّين الأخلاقيّة

مع هذا فأنا مازلت مصرًّا على تقديم نفسي عبر وسائل التّواصل المختلفة قسًّا متيّمًا بالشِّعر ناظمًا له.

٨ – هل لديك طقوسٌ معيّنةٌ أو عاداتٌ تساعدك في عمليّة الكتابة؟

_ لا أبدًا فالقصيدة يمكن أن تأتيني في أيِّ وقتٍ وفي أيّ مكانٍ وتحت أيّ ظرفٍ.

٩ – كيف تتعامل مع النّقد الأدبيّ لقصائدك؟

_ باحترامٍ وتقديرٍ شديدين حتّى ولو كان فيه شيءٌ من السّلبيّة والتّجريح مع كثيرٍ من الاهتمام بالموضوعيّ منه.

١٠ – ما هي نصيحتك للشّباب الّذين يرغبون في كتابة الشِّعر؟

_ أن يتأكّدوا بدايةً من وجود موهبةٍ حقيقيّةٍ لديهم ثمّ ليقرؤوا كثيرًا للكبار ويتعلّموا أصول النّحو ويتقنوا أوزان الشِّعر وأبحره ويثابروا على الكتابة.

– وفي الأخير ماهي الكلمة الّتي تريد أن توجّهها الى العالم من خلالنا.

_ أقول قبلها لحضرتك وقد أسعدتني جدًّا بحوارك هذا : شكرًا جزيلًا وثمّ أقول لجميع الواقفين عنده باهتمامٍ : قراءةً شائقةً ممتعةً نافعةً أرجوها لحضراتكم

مع مودّتي وتقديري وأكثر من تحيّةٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار