أوزار ُالحرب — سعد المشهداني جمهوريةالعراق.

أوزار ُالحرب
———— سعد المشهداني
حين تضع الحرب ُ أوزارها ينتهي هدير القنابل يختفي صداه يخفت ازيز الموت حينها يغادر الحوم سماء الموت منتشيا ًجيفا ً بشرية ً، باحثا ً عن تخوم التخلف والأضطراب والقلقلة والفتن تأتي الريح فلا تجد للمزنجرات صوتا ً ولا تلامساً للمدافع أو مصدا ً يعيقها ،
المدافع إلتي كانت تتخذ من ظلال الأشجار مخبىءً وستيرا ً لها ومنه لاتخجل.
الأشجار إلتي فقدت زهوها وافل شموخها هجرتها ألونها ها هي صفراء شاحبة نعم ماعادت خضراء تشع ُ رونقاً أو تفيض ُ عبقا ً لقد أُشبعت برائحة البارود حتى تقيأت خريفًا لم تألفه منذ نعومة براعمها .
هاهي الطيور إلى حيث اعشاش ٍ كانت منها قد فرت تعود تطير تصفق بأجنحتها بجنون ٍ لايشبه اخر تلف وتلف حول المنازل المهدمة المنتهكة ُ حرمتها والمنهك ُ حَجرها عشرات وعشرات المرات .
الشمس تتنفس ُشروقها ليرفع آذان الفجر بخجل ٍ من جديد دون مكبر ٍ للصوت هذه المرة بعد أن غاب صداه المرنم ُ عام أو يزيد لكن احداً لم ينتبه ذاك َ إن المؤذن لم يك ُ ابو داوود مؤذن ُ الحارة ذاته ذو الصوت الشجي والخلق الحسن والرفيع الكل هنا منشغل ٌ بما فيه قد فُجع َ َوماطاحنة الحرب ثُكلا ً قاسيا ً به رمته ُ دونما رحمة ٍ
هذه ِ إذا ً مشيلا الساحر جمالها بحزن ٍ يمزق الفؤاد يعلو نعي زوجها هاهي تذكر حبيبها الذي دارت عليه دائرة الحرب خطفته منها دون رجعة تاركا ًلها ثلاث بنات كالزهور وبعمره وولد ٍ لم يبلغ الحلم بعد ُ لقد فقدت معيل بناتها و لم يعد لها سقفاً أو حضنا ً حنينا ًودافئا ً إليه تلجأ كل شيءٍ اصبح بمهب الريح كل آمالها وامانيها خطفتها ألة الحرب الوحشية الظالمة اصبحت هباء ً إدراج الرياح .
تلك سُمية بنت النجار هي الأخرى عَشرها على رأسِها القرفصاء منذ ذهولا ً عند احدى زوايا حديقتها العطشى تجلس تارة تتفحص ما به فُجعت و اخرى تدير ناظريها إلى ذات المكان الذي كان سيصبحُ مسرحا ً يضح بالموسيقى والفرح والبهجة ورائحة الشواء ها هو الآن عزاءً يندب احلاما ماعدت يمكنها إن تتحقق .
للموت أكثر من عنوان
أكثر ُ من صدر شجاع
وللدمار اشباحا ً
وللوجد ذكريات
وللحرية اثمان
وللشهادة فردوس وجنان
وللوطن رجال أشداء ٌ
هكذا كانت جدتي تسرد لنا حكايتها ذات مساء ٍ كنا فيه أطفال وربما لم نزل في عيون تلكم البطولات .



