قصيدة (وجهة نظر) بقلم الأديبة د. تغريد طالب الأشبال/العراق🇮🇶
…………………
(وجهة نظر)من ديواني(ثورة فكر)
………………
عَجَبي لِمَن ظَنَّ التَدَيُّنَ بِالصّلا
ةِ،الصّومِ والتَسبيحِ والهِجرانِ
عّجّبي لِمَن ظَنَّ التَحرُّرَ فُسحَةً
للعُريِّ والإفسادِ بِالأبدانِ
يا صاحِ لا تَخلَطْ أموراً أصلَها
أنقى مِن الماِء الزلالِ الهاني
إنَّ التَدَيُّنَ في الأصولِ إدانَةٌ
مِن رَبِّكَ المَنّانِ والديانِ
كلُّ امرئٍ مِنّا مُدانَ لِرَبِّهِ
بالطَوعِ والإقبالِ والعُرفانِ
مِن بَعدِ ما وَهَبَ الرؤوسَ عقولَها
وغَدا ابنُ آدمَ بِالحِجا مُزدانِ
أضحى حَريَّاً أنْ يُقابِلَ رَبَّهُ
بِالخُلقِ والإحسانِ بالإحسانِ
أنْ يَسلُكَ الدَربَ القَويمَ وَيَستَقِمْ
يَنأى عنِ الإتيانِ بِالعِصيانِ
ولإنْ تَسَلني:وَالتَعَبُّدَ أيّنَهُ؟
:إنَّ التَعَبُّدَ واجِبٌ رَبّانِي
هوَ طاقةُ التَشغيلِ زيتُ نُفوِسنا
وَِبدونِهِ يَغدو الأديمُ أناني
مُتَمَرِّدٌ مُتَكَّبِرٌ مُتَجَبرٌِّ
لا يَقبَلُ التَرويضَ للإنسانِ
إنَّ التَعَبُّدَ للنفوسِ رياضةٌ
يَسجو بِهِ مَن كانَ في طُغيانِ
أمَّا العِبادةَ إنَّها مَشروطةٌ
بالعَقلِ،تُحييِّ الجانِبَ الإنساني
مِثلَ التراحُمِ والتعاطُفِ حينها
يَغدو التواصُلُ شيَمةَ الإخوانِ
هوَ في كِتابِ الّلهِ كانَ مُنَزَّلاً
فاقرَأ كتابَ الّلهِ في إمعانِ
هوَ جاءَ دَرساً خالِداً في سورةٍ
بِلِسانِ لقمانَ عنِ المَنّانِ
أعطى دروساً كل درسٍ آيةً
تتدبرُ الأخلاقَ دونَ تواني
فَبِهِ يكونُ الآدَميُّ مُحَرَّراً
جَسَداً وفِكرَاً كامِلَ الإيمانِ
أصلُ التَحَرّر مَنطِقاً وَمَبادِئاً
قَد كانَ مُنطَلِقاً مِن القُرآنِ
ليسَ التَحَرّرُ أنْ تَصيرَ بِمَوضِعٍ
كلُّ العيونِ تَراكَ كالحَيوانِ
أو مِثلَ حَلوى لَم يُلَفَّ غِلافُها
