((في ظلال الأسرة))إعداد السيد جعفر طاهر العميدي.. جمهورية العراق

((في ظلال الأسرة))إعداد السيد جعفر طاهر العميدي.. جمهورية العراق
((الحلقة الأولى))
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
+ أهدي هذا البحث في حلقات إلى كل أسرة من باب التذكرة في إنشاء جيل تسوده المحبة والمودة ٠
++++++++++++++++++ وكان من أهم ماعني به الإسلام في برامجه الإصلاحية العناية البالغة بالأسرة فقد بنى واقعها على أسس سليمة تنعم في ظلالها؛ وتسعد في رحابها وقد أقام لها الروابط التالية:
١// شيوع المودة:
++++++++++++++++
إن الأسرة التي بناها الإسلام تقوم على المودة والتعاطف والعلاقات الطيبة ٠ قال تعالى ((وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰا لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَیۡهَا وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ))الروم آية ٢١
إن الأسرة في ظلال الإسلام يجب أن لا تبارحها اللوازم التالية:
١- السكن النفسي الدائم٠
٢- المودة والرحمة ؛ وهما ثمرتان للانسجام في الطباع والأخلاق بين الزوجين؛ ويجب أن تنمو المودة بين الأطفال وتسود بينهم الرحمة التي في نفس الأبوين ٠ وقد أثبتت الدراسات في علم النفس أن الطفل الذي ينشأ في أسرة متحابة ومتماسكة يكون بمنجى عن الأنانية والاعتداء على الغير ؛ وقد تتبع العلماء أصول الاضطرابات النفسية فوجدوا أعراضها- على الأكثر – مستندة إلى مرحلة الطفولة المبكرة ؛ وهي في السنوات الخمس الأولى أو الست التي يقضيها الطفل في ظلال أسرته قبل ذهابه إلى المدرسة ٠
*إن السمات البارزة عند المنحرفين ليست إلا امتداد لمرحلة الطفولة ؛ وقد أفادت البحوث الكلينكية التحليلية أن البيوت التي يغشاها الود والتفاهم القائمان على الثقة والاحترام هي التي يتخرج منها الأسوياء من الراشدين ٠
+أما البيوت التي تبث في نفوس الأطفال النقمة والحنق والقائمين على الخوف والغيظ هي التي تخرج للحياة قوافل المنحرفين والجانحين ؛ فمن نشأ في بيئة عدائية لم يشعر بالصداقة في كبره أينما ذهب ٠
إن من أوثق الأسباب في تلاحم الأسرة وتماسكها هو شيوع المودة بين الزوجين وعلى المرأة الناضجة أن تمنح زوجها الحب الخالص وتستجيب لما يقوله طالما ما فيه معصية لله عز وجل ؛ وإلا فإنها تهدد حياتها للخطر٠
٢//التعاون :
++++++++++++++++-++
أما التعاون بين الزوجين في شؤون الحياة فهو من الأسباب الوثيقة في تماسك الأسرة ٠
إن الزواج شركة بين الرجل والمرأة لا في إنجاب الأطفال فقط؛ وإنما شركة في جميع الحياة المنزلية وغيرها؛ وهي تقضي بأن يتجاوز ويغضي كل منهما عن بعض أغلاط شريكه ؛ وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مثلا أعلى للتعاون بين زوجاته ؛ فكان على سمو مكانته يشارك زوجاته في إدارة شؤون المنزل ؛ وكان يقول لأصحابه ((خيركم خيركم لأهله ؛ وأنا خيركم لأهلي))
وقد اقتدى به وبسلوكه أخوه؛ وباب مدينة علمه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فكان يساعد زوجته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام في جميع شؤون المنزل ؛ وكانت حياتهما الطاهرة أسمى مثل للرابطة الزوجية المقدسة في الإسلام٠
ومن الجدير بالذكر أن قيام المرأة بشؤون البيت وتهيئة الطعام لزوجها وأبنائها؛ ليس عليها في ذلك واجبا شرعيا وإنما هو لطف منها ؛ وخدمة إنسانية تسديها لهم.
إلى اللقاء في الحلقة القادمة
إعداد السيد جعفر طاهر العميدي


