فضيلة الرضا *إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

*فضيلة الرضا *إعداد السيد جعفر طاهر العميدي
في المنظور القرآني والسنة النبوية المطهرة وآل البيت عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
+++++++++++++++++++
*الرضا بالقضاء أفضل مقامات الدين ؛ وأشرف منازل المقربين ؛ وهو باب الله الأعظم ؛ ومن دخله دخل الجنة قال تعالى ((﴿وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَـٰجِرِینَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِینَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَـٰنࣲ رَّضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدࣰاۚ ذَ ٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [التوبة ١٠٠]
*الرضا في المنظور النبوي*
++++++++++++++++++++
* قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (( من لم يرض بقضاء الله، ويؤمن بقدره، فليلتمس إلهاً غير الله))
* ((قال رسول الله ﷺ : “إنّ خير الرجال: مَن كان بطيء الغضب سريع الرّضا، وشر الرجال: مَن كان سريع الغضب بطيء الرّضا))
* وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ((رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد))
(( لما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم على الأنصار فقال : أمؤمنون أنتم فسكتوا ، فقال عمر نعم يا رسول الله ، قال : وما علامة إيمانكم ، قالوا : نشكر على الرخاء ونصبر على البلاء ونرضى بالقضاء ، فقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : مؤمنون ورب الكعبةوفي خبر آخر قال : ((من حديث أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت أبا سليمان الداراني قال : حدثني علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي ، قال : حدثني أبي عن جدي سويد بن الحارث قال : وفدت سابع سبعة من قومي على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فلما دخلنا عليه وكلمناه ، أعجبه ما رأى من سمتنا وزينا ، فقال ” ما أنتم ؟ ” قلنا : مؤمنون . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( إن لكل قول حقيقة ، فما حقيقة قولكم وإيمانكم ؟ ” قلنا : خمس عشرة خصلة ؛ خمس منها أمرتنا بها رسلك أن نؤمن بها ، وخمس أمرتنا أن نعمل بها ، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية ، فنحن عليها الآن ، إلا أن تكره منها شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ” وما الخمس التي أمرتكم بها رسلي أن تؤمنوا بها ” ؟ قلنا : أمرتنا أن نؤمن بالله ، وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت . قال : ” وما الخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها ” ؟ قلنا : أمرتنا أن نقول : لا إله إلا الله ، ونقيم الصلاة ، ونؤتي الزكاة ، ونصوم رمضان ، ونحج البيت الحرام من استطاع إليه سبيلا ، فقال : ” وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية ؟ ” قالوا : الشكر عند الرخاء ، والصبر عند البلاء ، والرضى بمر القضاء ، والصدق في مواطن اللقاء ، وترك الشماتة بالأعداء . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : ” حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء ” ، ثم قال : وأنا أزيدكم خمسا ، فتتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون ، فلا تجمعوا ما لا تأكلون ، ولا تبنوا ما لا تسكنون ، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدا تزولون ، واتقوا الله الذي إليه ترجعون ، وعليه تعرضون ، وارغبوا فيما عليه تقدمون وفيه تخلدون ) فانصرف القوم من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وحفظوا وصيته وعملوا بها .))
* وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ((إن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه ، فإن صبر اجتباه فإن ، رضي اصطفاه .
وقال صلى الله عليه واله وسلم : تحبون أن تكونوا كالحمر الضالة لا تمرضون ولا تسقمون .)) قال ابن مسعود رضي الله عنه تجد المؤمن أصح شيء قلبا وأمرضه جسما ، وتجد المنافق أصح شيء جسما وأمرضه قلبا فلما عظم الثناء على المرض والبلاء أحب قوم المرض واغتنموه لينالوا ثواب الصبر عليه فكان ، منهم من له علة يخفيها ولا يذكرها للطبيب ويقاسي العلة ويرضى بحكم الله تعالى ويعلم أن الحق أغلب على قلبه من أن يشغله المرض عنه ، وإنما يمنع المرض جوارحه وعلموا أن صلاتهم قعودا مثلا مع الصبر على قضاء الله تعالى أفضل من الصلاة قياما مع العافية والصحة ففي الخبر : إن الله تعالى يقول لملائكته : اكتبوا لعبدي الصالح ما كان يعمله فإنه في وثاقي إن أطلقته أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه وإن توفيته توفيته إلى رحمتي .
وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النفوس .
* * وقال أيضا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (( أعطوا الله الرضا من قلوبكم؛ تظفروا بثواب فقركم))
* * ((اقوال آل البيت عليهم السلام في الرضا))
* +++++++++++++++++
* قال الإمام زين العابدين عليه السلام (( الصبر والرضا رأس طاعة الله؛ ومن صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه فيما أحب أو كره ؛ لم يقض الله عز وجل له فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له))
* ويروى أن أن رجلا سأل علي بن الحسين عليهما السلام عن الزهد فقال : الزهد عشرة أجزاء ):
فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع، وأعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضى. وإن الزهد في آية من كتاب الله: ” لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم (3) “.
* عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أحق خلق الله أن يسلم لما قضى الله عز وجل، من عرف الله عز وجل، ومن رضي بالقضاء أتى عليه القضاء وعظم الله أجره، ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره))
* + “عن أبي عبد الله عليه السلام قال: “إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله”
* اسْتَضْحَكَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقال: عجِبْتُ لأمْرِ المؤمِنِ، إنَّ اللَّهَ لا يَقْضي له قَضاءً إلَّا كان خيرًا له.
الراوي : أنس بن مالك
* ++في اخبار موسى عليه السلام++
* +++++++++++++++++
* عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فيما أوحى الله عز وجل إلى موسى ابن عمران عليه السلام: يا موسى بن عمران ما خلقت خلقا أحب إليَّ من عبدي المؤمن فإني إنما أبتليه لما هو خير له وأعافيه لما هو خير له وأزوي عنه لما هو خير له وأنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضاي وأطاع أمري . ))
* قال الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاث من علامات المؤمن: علمه بالله، ومن يحب، ومن يبغض
* وقال الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ((ينبغي لمن غفل عن الله ألا يستبطئه في رزقه ؛ ولا يتهمه في قضائه))
* وروي أن موسى عليه السلام قال : رب دلني على أمر فيه رضاك حتى أعمله . فأوحى الله تعالى إليه : إن رضائي في كرهك ، وأنت لا تصبر على ما تكره . قال : يا رب دلني عليه . قال : فإن رضائي في رضاك بقضائي وفي مناجاة موسى عليه السلام : أي رب ، أي خلقك أحب إليك ؟ قال : من إذا أخذت منه المحبوب سالمني . قال : فأي خلقك أنت عليه ساخط ؟ قال : من يستخيرني في الأمر ، فإذا قضيت له سخط قضائي. وقد روي ما هو أشد من ذلك وهو : إن الله تعالى قال : أنا الله لا إله إلا أنا ، من لم يصبر على بلائي ولم يشكر نعمائي ، ولم ، يرض بقضائي فليتخذ ربا سوائي . ومثله في الشدة قوله تعالى فيما أخبر عنه نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنه قال الله تعالى : قدرت المقادير ، ودبرت التدبير ، وأحكمت الصنع ، فمن رضي فله الرضا مني حتى يلقاني ، ومن سخط فله السخط مني حتى يلقاني وفي الخبر المشهور : يقول الله تعالى : خلقت الخير والشر ، فطوبى لمن خلقته للخير وأجريت الخير على يديه ، وويل لمن خلقته للشر وأجريت الشر على يديه ، وويل ثم ويل لمن قال : لم وكيف .
* ((اللهم ارض عنا وكفر عنا سيئاتنا إنك أنت السميع العليم))
* إعداد السيد جعفر طاهر العميدي
