المقالات

((الرسول الاعظم والعلاقات الأسرية))إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

((الرسول الاعظم والعلاقات الأسرية))إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

(( الدرس الثالث. ))

اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما

*. (( خيركم خيركم لأهله؛ وانا خيركم لأهلي))

—————————————-

*هكذا يتحدث الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مركزا على العلاقات الإنسانية داخل الأسرة ٠

أن الأسرة أول وحدة اجتماعية يتدرب الإنسان فيها على ممارسة علاقاته كلها مع المجتمع ٠٠وهي المجال الحيوي الاول الذي تمر فيه الشخصية وتترعرع فضائلها٠ومن ثم تتجه احاديث الرسول إليها بحفاوة وثقى٠ فبر الوالدين الذي يجعل منه الرسول فريضة مقدسة لايعني واجب الوفاء لها فحسب بل ويعني مع ذلك تدريب الإنسان على اكتساب فضيلة التعايش القويم والودود مع الناس جميعا ٠لقد سئل عليه السلام يوما هذا السؤال:

((يارسول الله إن لي مالا وولدا وإن أبي يحتاج مالي٠٠ فأجاب عليه الصلاة والسلام سائله:((انت ومالك لأبيك))!!!!

وفي هذه العبارة الموجزة يصوغ الرسول الاعظم العلاقات الانسانية داخل الأسرة في تعبيرها النهائى ٠٠٠كما يعطيها الانعكاس الشامل خارج الاسرة حيث الجماعة العريضة والبيئة الواسعة ٠٠٠فمبدأ((انت ومالك لأبيك)) يعطي علاقة الولد بوالديه صيغة قانونية تجد امتدادها خارج الأسرة في كل التبعات المالية التي يفرضها الإسلام والرسول صلى الله عليه وآله وسلم على الإنسان تجاه وطنه ومجتمعه٠٠٠

وكذلك سئل عليه الصلاة والسلام مرة أخرى من إحدى المسلمات هذا السؤال:

((يارسول الله ٠٠ان اني ماتت وكان عليها صيام شهر أفأصوم عنها؟؟

قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ((نعم صومي عنها))

قالت:((وأنها لم تحج أفأحج عنها٠٠؟

قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ((نعم حجي عنها))

وهنا ايضا نجد صيغة قانونية لعلاقة المرء بوالديه إذ يحمله الحديث الشريف تبعات فات الوالدين أداؤها وهو اليوم قادر على هذا الاداء٠٠

وهذه الصيغة القانونية نجد امتدادها هي الأخرى خارج الأسرة في كل تبعات التكافل الأسري والاجتماعي الذي يفرضها الإسلام ورسوله على الانسان تجاه غير القادرين في المجتمع من معسر في معيشته أو عاجز عن أداء دينه أو غاز في سبيل الله لايجد مايقاتل به أو أرملة أو مسكين٠

*فالبر المتبادل بين الآباء والابناء يشكل جزءا هاما من المركز الحيوي للعلاقات الأنسانية كلها – ليس بسبب المعنى العبادي في هذا البر وحسب بل ولأنه كنا ذكرنا الدرس الاول الذي يشكل مقدرتنا على احترام العلاقات الإنسانية في شتى أوضاعها وآفاتها٠وكلمة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ((خيركم خيركم لأهله أنا خيركم لأهلي))

قال تعالى((﴿۞ وَٱعۡبُدُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُوا۟ بِهِۦ شَیۡـࣰٔاۖ وَبِٱلۡوَ ٰ⁠لِدَیۡنِ إِحۡسَـٰنࣰا وَبِذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡیَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِینِ وَٱلۡجَارِ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِیلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَیۡمَـٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالࣰا فَخُورًا﴾ [النساء ٣٦]

((اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا واجزهما بالاحسان إحسانا وبالسيئات غفرانا يا ارحم الراحمين) ) امين امين

إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار