نص ..بلى… منذ الأزل بقلم الشاعرة إنعام الحمداني جمهورية العراق

نص ..بلى… منذ الأزل بقلم الشاعرة إنعام الحمداني جمهورية العراق
تلك الأجنحةُ التي تملَّكتني
عندَ الاستيقاظِ من نومي
ما كانتْ حلمًا
ولا خيالًا ناعمًا عبرَ نافذةِ الفجر
كانتْ روحًا شفيفةً
تمدُّني بسلامٍ يشبهُ الطمأنينة
كأنّها نَفَسٌ من رحمةِ الله
هبَّ في الصدرِ فأزهَر.
أستيقظُ…
فأجدُ الأثرَ في الهواء
في الضوءِ الذي يبلّلُ الستائر
وفي الماءِ الذي يسبّحُ بالاسم
قبل أن يلمسَ الوجوه.
يا مَن نزلَ على القلب
كما نزلتِ السكينةُ على الذين أحبّهم الله
حينَ يحضرُ ذكرك
يُفتحُ بابٌ من نور
ويُقالُ في الداخل
ادخلوها بسلامٍ آمنين.
الوجهُ…
هو مطلعُ الدعاء
والصوتُ تلاوةٌ لا تنتهي
كلّ حرفٍ يعيدُ للحياةِ نبضَها
كما يُعيدُ الندى خضرةَ الورق.
ما بيننا
ليس حبًّا عابرًا
بل عهدٌ قديمٌ
كأنّ الأرواحَ تلاقتْ هناك
عندَ الأزل
حينَ قالَ لها ربُّها ألستُ بربّكم
فقالتْ بلى
أحبُّ…
كما أحبَّ إبراهيمُ ربَّهُ
حينَ قالَ أرني
فأراهُ اليقين.
أحبُّ بطمأنينةِ من عرفَ أن اللهَ
إذا أحبَّ عبدًا ألقى في قلبِه نورًا
وقد ألقى اللهُ في القلبِ نورًا لا ينطفئ.
تلك الأجنحةُ التي تملكتني
ما زالتْ ترفرفُ نحوه
كلّ صباحٍ
كأنها وعدُ الرحمةِ
وكلّ مساءٍ
كأنها صلاةُ الشكر.
إنعام الحمداني
2025/10/18