شفرة القلم”سابرينا عشوش /الجزائر

“شفرة القلم”سابرينا عشوش /الجزائر
أتفضحني… وتكشف سِرّي علانية؟
وتُخبِر الشعراء كيف سمّيتُ قصيدتي: الشفرة؟!
أيُعقل؟
وأنا من خططتُ بها على صدر القصيدة جِراحةَ نبضٍ لا تُخيطها البلاغة؟
تعلّمتُ كيف أشدّها كمن يشدّ مشرطًا يشبه القلم،
لا يكتبُ… بل يرسم بوحًا.
أنا من أجرحُ وأُداوي،
وأجبرُ الخواطرَ قبل أن تتهشّم القلوب،
أربّتُ على شقوق المعنى بضمّادة استعارة،
وأزرعُ في جرح المجاز ساعة رجاءٍ لا تتوقّفُ عقاربها.
أحيكُ بالكلمات رداءًا لقصيدةٍ باردةٍ وعارية،
وأعلّقُ في جوف صدر الليل قافيةً داميةً كمِبضعٍ نازف…
فلا تسألوني: من تكون الشفرة؟
إنها مخيلةُ شاعرٍ أشرف بي حين أنكرني الحرف،
وشهق باسمي قبل أن أولد.
أنا النبضُ إذا ارتجف الجسد،
أنا التي تسقي القصيدة من وريدها الأيسر،
وتهمسُ في أذن المجاز:
“قُم، هذا وقتُ الحبر لا النوم.”
أنا شريان النصّ،
والجذوة التي تحرق وجه البلاغة إذا تكاسلت،
أنا من تسحب الدم شِعرًا إلى القصيدة،
وتعصرُ من العتمة دقاتٍ تليقُ بسطرٍ وحيد.
أنظر في القصيدة،
كما تنظر الروحُ في مرآة مئزري،
أقول لها:
كوني صدقي حين يكذب الأطباء،
كوني صمتي حين يعلو الضجيج في نجاح عملية الحرف،
كوني “شفرتي”،
لا لتقطع، بل لتكتب،
لا لتؤذي، بل لتفتح مغاليق الحبر،
وتنحت دهشةً على فم البياض.
قولي لمن لم يقرأني بعد:
هكذا تنبضُ الأنثى،
حين تُجري للروحِ عملية إنعاشٍ بالشِّعر.
سابرينا عشوش /الجزائر
