المقالات

((رجال حول الرسول))+الحلقة الثانية++إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

((رجال حول الرسول))+الحلقة الثانية++إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

((اسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء))

اعز الله الإسلام بحمزة ووقف شامخا قويا يذود عن رسول الله وعن الفقراء من أصحابه ٠٠ولقد رآه ابو جهل في صفوف المسلمين فأدرك انها الحرب لامحالة ٠ ومنذ اسلم حمزة نذر نفسه للإسلام وكانت أو سرية خرجت للقاء العدو كان أميرها حمزة ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر كان اسد الله وأسد رسوله هناك صنع الاعاجيب وعادت فلول قريش تتعثر في هزيمتها ورجع ابو سفيان مخلوع القلب وقد ترك خلفة في أرض المعركة جثث سادة قريش امثال ابي جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن ابي معيط والاسود بن عبد الأسد المخزومي والنضربن الحارث؛ والعاص بن سعيد ؛ وطعمة بن عدي وعشرات من رجال قريش وصناديدها ٠٠ولكن قريش ذهبت لتعيد سيرتها الاولى وأصبحت تعد العدة للثأر٠٠٠وجاءت (غزوة أحد ) حيث خرجت قريش على بكرة أبيها ومعها حلفاؤها من القبائل بقيادة أبي سفيان مرة أخرى ٠ ولقد اختاروا قبل الخروج الرجل الذي وكلوا إليه أمر حمزة وهو عبد حبشي اسمه من صفاته قلما يخطيء في رمي الحربة وكان ذا مهارة عالية ووعدوه بثمن غال وعظيم وكان عبدا لجبير بن مطعم وكان عم جبير لقي مصرعه يوم بدر فقال له جبير:(( أخرج مع الناس وإن قتلت حمزة فأنت حر عتيق))

ثم احالوه إلى هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان لتزيده تحريضا ودفعا إلى الهدف الذي يريدون ورسموا الدور الذي عليه أن يقوم به ٠ وقد وعدت هند في قتل حمزة بأثمن ماتملكه المرأة من متاع وزينة فلقد أمسكت باناملها الحاقدة قرطها اللؤلؤي الثمين وقلادتها الذهبية التي تزدحم حول عنقهاثم قالت وعيناها تحدق في. وحشي :((كل هذا لك؛ إن قتلت حمزة)) وسأل لعاب وحشي وطارت خواطره ٠٠وكانت المؤامرة وكلها تريد حمزة رضي الله عنه ٠٠والتقى الجيشان وتوسط حمزة ارض الموت والقتال وعلى صدره ريشة النعام التي تعود أن يزين بها صدره في القتال؛ وراح يصول ويجول في الميدان وفرت قريش وانهزمت أمام صمود أصحاب رسول الله ( ص) ولكن حدث مالم يكون في الحسبان أن الجماعة الذين تركهم النبي (ص) في الثغرة المتوقعة أن يكون فيها خرق للمسلمين تركوا مواقعهم على سفح الجبل لحماية ظهورالمسلمين وقد حذرهم في عبقرية نافذة إذ هو لاينطق عن الهوى فقال لهم : ((إن رايتمونا نغنم لاتشاركونا وإن رايتمونا نهزم فلا تنصرونا)) ورغم هذا كله خالفوا أمر النبي (ص) عندما رأؤوا فلول قريش أنهزمت وتركوا مواقعم وكان فتى قريش وحامل لواؤها خالد بن الوليد يتربص الفرصة السانحة وعندما شاهد نزول الرماة من سفح الجبل وقام بالالتفات حول الجبل بخطة نافذة واطبق على جيش المسلمين وتغيرت كل الموازيين ولنترك المشهد المؤثر في استشهاد هذا البطل الذي يرويه وحشي فيقول : كنت اتبصر حمزة حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الاورق ؛ يهد الناس بسيفه هدا؛ لايقف أمامه شيء وأخذت استتر منه بشجرة لأتقحمه أو ليدنو مني ؛ إذ اقدمني إليه(سباع بن عبد العزى)فلما رآه حمزة صاح به؛ هلم الي يابن مقطعة البظور ثم ضربه ضربة لم يخطأ راسه٠٠ وعندئذ هز ت حريتي حتى اذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه٠٠ونهض نحوي فغلب على أمره ثم مات٠ واتيته وأخذت حريتي ثم رجعت إلى المعسكر فقعدت فيه إذ لم يكن لي فيه حاجة فقد قتلته لأعتق)) ولابأس نترك وحشيا يكمل حديثه: فيقول : فلما قدمت مكة اعتقت ثم أقمت بها إلى أن دخلها رسول الله (ص) يوم الفتح فهربت إلى الطائف ٠٠فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله (ص) ليسلم تعبت وقلت في نفسي اذهب الى الشام أو اليمن أو سواهما ٠٠فو الله إني لفي همي ذلك إذ قال لي رجل:((ويحك !!! إن رسول الله لايقبل أحدا دخل في دينه ))فخرجت حتى قدمت على رسول الله ( ص) في المدينة فلم يرني إلا قائما أمامه اشهد شهادة الحق ٠٠فلما رآني فقال: أو حشي انت؟؟ قلت نعم يارسول الله قال النبي (ص) حدثني كيف قتلت حمزة٠٠ فحدثته فلما فرغت من حديثي قال : ويحك غيب عني وجهك٠٠ فكنت اتنكب طريق رسول الله ((ص)) حيث كان؛ حتى لايرااني حتى قبضه الله اليه٠٠ فلما خرج المسلمون إلى لقاء مسيلمة الكذاب عدو الله صاحب اليمامة ورايته قائما وبيده السيف فتهيأت له وهززت حربتي فقلت لأن قتلت بحربتي هذه خير الناس حمزة سوف اقتل بها شر الناس وهو مسيلمة. فدفعت حربتي وارديته قتيلا وارجو أن يغفر الله لي بها قتلة حمزة٠٠ وهكذا سقط اسد الله وأسد رسوله شهيدا مجيدا ولن يكتفي اعداؤه بقتله بل أمرت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان وحشيا أن يخرج كبده ومضغتها هند بانيابها راجية أن تطفئ نار غضبها واعجزتها واستعصت الكبد فلم تستطع مضغها وعلقت بانيابها٠٠واخذت تنشد وتقول::

نحن جزيناكم بيوم بدر ***والحرب بعد الحرب ذات سعر٠

ماكان لعتبة لي من صبر *** ولا اخي وعمه وبكري٠

شفيت نفسي وقضيت نذري***أزاح وحشي غليل صدري٠

* وانتهت المعركة وامتطى المشركون ابلهم وساقوا خيلهم إلى مكة ونزل رسول الله (ص) إلى أرض المعركة لينظر شهدائها٠٠وهناك في بطن الوادي وإذ هو يتفحص وجوه اصحابه الذين باعوا لله أنفسهم وقدموها قرابين لربهم الكبير ووقف فجأة ٠٠ونظر فوجم وضغط على أسنانه وأسبل جفنيه فما كان يتصور أن يهبط الخلق العربي إلى هذه الوحشية البشعة فيمثل بجثمان ميت على هذه الصورة رأى عمه الشهيد المجيد حمزة بن عبدالمطلب اسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء وفتح الرسول عينيه التي تألق بريقهما كومض القدر ٠٠ وقال وعيناه على جثمان عمه:((لن اصاب بمثلك ابدا ٠٠ وما وقفت موقفا قط اغيظ إلي من موقفي هذا ثم التفت رسول الله إلى أصحابه قائلا: لولا أن تحزن (صفية اخت حمزة ) ويكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير٠٠ولئن اظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم) وفي رواية أخرى بسبعين رجل منهم) وجاء الوحي بهذه الآيات

﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِیلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَـٰدِلۡهُم بِٱلَّتِی هِیَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِیلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ﴾ [النحل ١٢٥]

((رثاء حمزة))

قال حسان بن ثابت

ابيض في الذروة من هاشم**لم يمر دون الحق بالباطل٠

مال الشهيد بين اسيافكم***شلت يدا وحشي من قاتل٠

وقال في رثائه عبد الله بن رواحة

بكت عيني وحق لها بكاها ***وما يغني البكاء ولا العويل٠

على اسد الله غداة قالوا ***احمزة ذاكم الرجل القتيل٠

اصيب به المسلمون جميعا *** هناك وقد اصيب به الرسول٠

وقالت فيه صفية بنت عبد المطلب:

فذلك ماكنا نرجي ونرتجي***لحمزة يوم الحشرخير مصير٠

فو الله ما انساك ماهبت الصبا***بكاء وحزنا محضري ومسيري٠

على اسد الله الذي كان مصدرها***يذود عن الإسلام كل كفور٠

وبهذا كرم رسول الله الشهداء فصلى على كل شهيدصلاة وصلى على حمزة سبعين صلاة بعدد الشهداء

(( منقبة عظيمة بعزاء النبي))

++++++++++++++++++ الأقدار كانت تظهر لرسول الله (ص) اجمل عزاء ففي طريقه من (أحد) إلى داره مر عليه الصلاة والسلام بسيدة من بني دينار استشهد في المعركة ابوها وزوجها واخوها٠٠٠ وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو سارعت نحوهم تسألهم عن انباء المعركة فنعي إليها زوجها وأبوها وأخوها وإذا بها تسألهم في لهفة : ((وماذا فعل رسول الله))؟؟!!

قالوا خيرا ٠٠هو بحمد الله كما تحبين ))

قالت: ((ارونيه٠٠ حتى أنظر إليه)) ولبثوا بجوارها حتى اقترب النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم فلما رأته اقبلت نحوه تقول ؛:((كل مصيبة بعدك أمرها يهون))

كان هذا اجمل عزاء لرسول السماء صل الله عليه وآله وصحبه وسلم

إعداد السيد جعفر طاهر العميدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار