القراءة التحليلية لقصيدة التفعيلة خرائب الخرائط للشاعر الدكتور حسين شاكر الخفاجي بقلم الدكتورة سابرينا عشوش

القراءة التحليلية لقصيدة التفعيلة خرائب الخرائط للشاعر الدكتور حسين شاكر الخفاجي بقلم الدكتورة سابرينا عشوش
1. الموضوع والرسالة
النص يندرج في سياق الشعر السياسي الاحتجاجي، حيث يجعل من خور عبد الله (الميناء الحدودي المختلف عليه) رمزًا للخيانة الوطنية والتنازل عن الأرض والسيادة. الرسالة المركزية واضحة: فضح التنازل السياسي وبيع الوطن تحت ذرائع السلام أو المصالح، والتأكيد على أن الشعب هو الضمانة الأخيرة للكرامة والسيادة.
2. البنية الشعورية
القصيدة تتحرك على منحنى تصاعدي:
البداية: انكسار داخلي (توضأت بالحزن، بكيتُ على وطن).
الوسط: كشف الخيانة (باعوا، خرّوا سجودًا، وقعوا).
النهاية: انفجار الغضب الشعبي وتهديد الخونة (سيأتي الشعب… ليقتلع الخائنين).
هذا المنحنى يُظهر تطور الشعور من الألم → إلى الفضح → إلى الأمل الثوري.
3. اللغة والصور
اللغة مباشرة، حادة، مشبعة بالاتهام والتعرية: (باعوا، خيانة، توقيعات، ذل، اغتيالات…).
الصور الشعرية جاءت رمزية-واقعية:
توضأتُ بالحزن: استعارة دينية قوية تعكس الطهر وسط الخراب.
ارتعاش الخرائط: صورة مدهشة لزلزلة الحدود والخيانة السياسية.
من يشتري دجلةً؟: سؤال بلاغي يعكس بيع الوطن كما لو كان سلعة.
التكرار: سيأتي… سيأتي… يخلق إيقاعًا نبوئيًا، يحاكي لغة البيانات الثورية.
4. الإيقاع والموسيقى
النص ليس موزونًا على بحر كلاسيكي صارم، لكنه يعتمد على الإيقاع الحر (شعر التفعيلة/قصيدة النثر) مع التكرار والجمل القصيرة لإحداث موسيقى داخلية. مثال:
سيأتي / سيأتي / بلا موعدٍ أو رسائل
هذا التكرار يضرب مثل الطبول، ويصعّد نبرة التهديد.
🔹 القراءة النقدية
القوة
صدق الانفعال، حرارة اللغة، ووضوح الرسالة تجعل النص قريبًا من القارئ الشعبي.
قدرة على خلق صور سياسية مؤثرة (باعوا الميناء وقالوا هذا فداء السلام).
استخدام الرمزية الوطنية (خور عبد الله، دجلة، النخيل) يربط الخاص بالعام.
الملاحظات
أحيانًا يغلب المباشر السياسي على الجمالي الشعري، فتتحول بعض المقاطع إلى بيان سياسي أكثر من قصيدة (مثلاً: باعوا الميناء… وقعوا…).
تكرار مفردات الخيانة/البيع/الوثائق كثيرًا قد يُضعف التأثير لو قُرئت القصيدة أكثر من مرة.
لو أُدخلت صور مجازية أعمق، ستكسب النص بعدًا أدبيًا أعلى، لا مجرد صيحة احتجاج.
المكانة
القصيدة تندرج ضمن شعر الموقف، أي النصوص التي تُكتب لتسجيل لحظة سياسية/تاريخية مشحونة. قيمتها الأدبية تأتي من كونها توثيقًا وجدانيًا للخيانة الوطنية، وفيها رائحة قصائد مظفر النواب وأدونيس في لحظات الغضب.
🔹 الخلاصة
قصيدة خراب الخرائط لا تشترى هي صرخة وطنية ضد التنازل والخيانة، تمتاز بحرارة الانفعال واللغة الصدامية، وتؤسس خطابًا شعريًا احتجاجيًا يضع الخونة في مواجهة الشعب. قوتها في صدقها ووضوحها، لكن جمالها الفني كان سيزداد لو توازن البعد السياسي مع عمق الصورة الشعرية.
رأي خاص/..
“قصيدة صاخبة بصدقها، تسجّل وجع الخيانة وتفضح بيع الوطن بلغة نارية، تحمل حرارة الموقف أكثر من زخرف القول، فتأتي كصرخة احتجاجية تهزّ الضمير وتوثّق اللحظة.”
عن الادارة/
International Federation of Arab Author’s
Sabrina Sari
خرابُ الخرائطِ لا يُشترى
خور عبدالله عنوان الخيانة
بقلم/ حسين شاكر الخفاجي
توضأتُ بالحزنِ
حتى جفاني الندى
وبكيتُ على وطنٍ
باعوهُ بالأختامِ
والغدرِ
والقَسَمِ الرديءْ
خَرُوا لأمريكا سجوداً
ثم قاموا( لل صها ينةِ) احتراماً
ثم باعوا الميناءَ
وقالوا هذا فِداءُ السَلامْ
خورُ عبد الله
منزلقُ الخيانةِ
مدادُ الخطيئةِ في موضعِ التوقيعات
حكامُنا صادقوا السيفَ
ضد البلادِ
وأهدوا الخليجَ ارتعاشَ الخرائط
هذا العراقُ
ولكن بلا حارسٍ
يسهرُ النارَ في نخلهِ
أو يُكفكفُ دمعَ الملايينِ
حينَ تُباعُ الموانئُ
باسمِ المصالحِ
أو باسمِ (خَوفِ النيات)
فمن يشتري اليومَ نخلاً؟
ومن يشتري دجلةً من حطامِ المعاهدات؟
ومن يشتري وجعي؟
من يشتري لهفتي؟
من يشتري آهاتي المُحترقات؟
سَلاماً على وطنٍ
جعلوهُ رهينةَ غازٍ ومِلحٍ
وختمِ الذلَ على الجواز
سلاماً على حبرِنا
حين نكتبُ بالخنجرِ الوطني
ونختمُ بالاغتيالات
صراخُ الجياعِ
هديرُ الكرامةِ في الساحات
زئيرُ العيونِ التي لا تنام
وصوتُ الأنينِ الذي لا يُباع
هو الشعبُ
حين يُزمجرُ مثلَ الصواعقِ
تخرُ القصورُ من الرعبِ
تنهارُ تلك العروشُ الرخِيةُ
مثلَ الخيامِ
على ساحلِ الغدرِ
والأمنيات
هو الشعبُ
حين يُنادي الخيانةَ باسمِ الخيانةِ
لا يرتدي غيرَ نارِ الغضبْ
ولا ينحني للقيودِ
ولا ينتظرُ الفتات
سيأتي
سيأتي
بلا موعدٍ أو رسائل
سيأتي كأن العروقَ انفجرت
كأن الترابَ اشتعل
كأن الشهادةَ تنبتُ في كل دار
وفي كلَ جبهةْ
وفي كلَ رايةْ
سيأتي ليقتلعَ الخائنينَ
من الجذرِ
من أصلِهم
من خيوطِ الدمى
من عروشِ الهوانِ
من الوهمِ
من كلَ طاولةٍ
قد وُقعَ فيها (البيعُ)
باسمِ العراقْ
فويلٌ لكمْ يا عبيدَ الوثائقِ
يا كَتبةَ العارِ
يا شهَقاتِ الجغرافيا الذاويةْ
إذا الشعبُ صاحَ
فما من عميلٍ ينجو
ولا من خيانةٍ باقية
الاعلامي حسين الخفاجي
https://arabauthorsfederation.blogspot.com/2025/08/blog-post_17.html

