الرئيسية

سجدة الاخزان ( للإمام علي بن الحسين ع)  بقلم/حسين شاكر الخفاجي. من ديوان جراحات الأئمة 

 

سجدة الاخزان ( للإمام علي بن الحسين ع)

بقلم/حسين شاكر الخفاجي. من ديوان جراحات الأئمة

 

في سَجدَةِ الطهرِ والأحزانُ تَـلتَهِمُ

صَوتُ الدُعاءِ مع الافواهُ تنتَظِمُ

 

سِبطُ النبيَ ومِن نورِ النبوةِ قد

فاضَت مآثرُهُ والفضلُ والشِيَمُ

 

في سِجدَةٍ طالَ فيها الدمعُ وانسكَبَت

أسرارُهُ ودموعُ الليلِ تُحتَرمُ

 

ما زال في خَدَهِ المحزونِ مُنحدرٌ

دمعٌ يُسبحُهُ المِحرابُ والشيمُ

 

يا (زينَ) قد سادَ فوقَ الأرضِ منزلةً

فيكَ التُقى والهدى والعزمُ والكرمُ

 

كالسيفِ أنتَ ولكن دونَ مشهَرهِ

حلمٌ بهِ تنثني الآلامُ والنقَمُ

 

يا من أتيتَ الأسارى بعدَ فاجِعَةٍ

تمشي بثوبِ العُلى والناسُ تلَتَطمُ

 

جِئتَ الشهادةَ طفلاً ثم صِرتَ لها

راياتِها ولسانَ الحقِ يعتزمُ

 

ماذا رأت كربلاءُ فيكَ من وَلَهٍ

والصبرُ فيكَ دُموعٌ فوقها قَسَمُ

 

قد كنتَ دوماً صدى الزهراءِ حينَ بكت

من كربلاءَ وفيك الصبرُ والهِمَمُ

 

لا الليلُ يُطفئُ جمرَ الحزنِ في ولهٍ

ولا المدى حين يُدعى فيكَ يَنتقِمُ

 

أبكيتَ كُلَ الدُنا لما نطقتَ بهمْ

فالسَيرُ فيكَ دعاءٌ ليسَ ينفصمُ

 

اعطاكَ ربُكَ في العلياءِ رحَمتهُ

يا روعةَ النورِ يا إشراقَ يا نَعمُ

 

في وجهِكَ النورُ قد عمَ الوجودَ ضيا

وفي خُطاكَ سُكونٌ خاشعٌ عَظَمُ

 

علمتَنا كيفَ تبقى الروحُ في دمِنا

وإن سَقَونا الأسى يحدوا بهِ السَقَمُ

 

ما بينَ دمعِك والأذكارِ ذاكرةٌ

قد خطها الليلُ والأسرارُ تُحتَكمُ

 

يا من بكى خوفَ ربً لا يُرَى أبداً

عينُ الخشوعِ على الأعتابِ تزدحمُ

 

ما نالَكَ الهمُ إلا قلتَ يا سندي

فانجابَ عنكَ الأسى واستنَزُفَ الألمُ

 

صلى عليكَ الذي في ذكرهِ شَرُفَت

أرواحُنا ومضى في خُلقِكَ القَسَمُ

 

تبقى السجوداتُ في محرابِك ارتعشت

من خشيةِ اللهِ فيها الصمتُ والكلمُ

 

علمتنا أن فَوقَ الدمعِ منزلةً

هيَ الصلاةُ إذا لانت بها القدمُ

 

فيك المروءةُ إذ خافَ العِدى وهَنُوا

وقلبُك الثابتُ السجادُ والحرَمُ

 

أنتَ الذي أنطقَتهُ النارُ وانكَسَرَت

من هيبَةِ السجدةِ الكبرى لهُ الهِمَمُ

 

قامت قلوبُ الورى للهِ ساجدةً

إذ كنتَ ساجِدَها في طيَها الكَرَمُ

 

سَل زينباً كيفَ يوماً لا تزالُ ترى

نورَ الإمامةِ إن أرخى بها الظُلمُ

 

تروي لياليكَ في المحرابِ باكيةً

كأنها في رجاءِ الغيبِ تحتدمُ

 

هذا عليُ بن زينِ الدينِ نُورُ هُدىً

أنتَ السجود وفيكَ الحقُ يختتِمُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار
الأنا وأوليات الدفاع تأليف: آنا فرويد (Anna Freud)ترجمة: جورج طرابيشي بقلم / د. حنان حسن مصطفي. جمهو... البرلمان العربي: حماية الأطفال من التبني غير القانوني يجب أن تكون جزءًا رئيسيًا من الاستراتيجيات الو... بيت العود بغداد يستقبل وفد الإنتربول الدولي في أجواء موسيقية مفعمة بالأصالة إليزا ماسيا تُعيَّن نائب المستشار لشؤون أوروبا لتعزيز الثقافة والفنون البصرية والشعرية بين الأطفال صدور كتاب «أحلام عازف الخشب – رحلة جمالية مع نصير شمه وموسيقاه» عن دائرة الشؤون الثقافية العامة في ب... بوجودك سعادة غامرة  بقلم/ د. حنان حسن مصطفي    نحن والحرب:وقفه في خراب الإنسان بقلم :حسين عبدالله جمعه  كتبتُهُ عموديًّا فحَزِنتُ بقلم سليمة مالكي . المغرب   دراسة وتقييم وتفسير لقصيدة سأكرهك في السر للشاعر والأديب  مصطفى الحاج حسين أ. (محي الدين سراج). رئيسة وزراء إيطاليا: فخورة بحضور افتتاح المتحف المصري الكبير ومصر تواصل إبهار العالم بحضارتها كتب/ ...