الدوليةالسياسية

حلف الناتو في مواجهة التحديات التي تواجه القارة الاوروبية

 

حلف الناتو في مواجهة التحديات التي تواجه القارة الاوروبية

 

كتب.. محمد المصري

28 فبراير 2025

 

لقد شهدت العلاقات الأوروبية اضطرابات شديدة في الأسابيع الأخيرة، بسبب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جانب واحد عن محادثات سلام مباشرة مع روسيا بشأن أوكرانيا

دون التشاور المسبق مع كييف أو الحلفاء الأوروبيين. وتصاعد الموقف أكثر عندما

ألقى نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس

خطابًا مواجهة في مؤتمر ميونيخ للأمن، مدعيًا أن التهديد الأعظم لأوروبا ليس روسيا أو الصين، بل “العدو الداخلي”. في وقت لاحق، غذى ترامب التوترات من خلال وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “ديكتاتور” وإلقاء اللوم على أوكرانيا، وليس روسيا، في الحرب. لقد أرسلت هذه التصريحات المثيرة للجدل من قبل كبار المسؤولين الأمريكيين موجات صدمة عبر العواصم الأوروبية، مما ألقى بظلال من الشك على التزام واشنطن الطويل الأمد بالأمن الأوروبي وزعامتها للغرب السياسي – وهي السلطة التي حافظت عليها منذ الحرب العالمية الثانية وعززتها من خلال انتصارها في الحرب الباردة.

 

في حين أن الدعوات إلى زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي ليست جديدة، فإن العداء المفتوح من رئيس أمريكي حالي تجاه أقرب حلفاء أمريكا غير مسبوق. الواقع أن تبني ترامب مؤخرا لخطاب الكرملين بشأن أوكرانيا، إلى جانب حرصه على التوصل إلى اتفاق سريع مع موسكو وتطبيع العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ــ مع تجاهل الأمن الأوروبي ــ يشكل تحديا وجوديا لأوروبا. والآن يجد الزعماء الأوروبيون أنفسهم يقاتلون على جبهتين: مواجهة روسيا العدوانية التوسعية وفي الوقت نفسه التعامل مع واشنطن التي تنظر على نحو متزايد إلى أوروبا باعتبارها ضعيفة وانتهازية وعقبة أمام التوصل إلى حل سريع في أوكرانيا. ولم تكن هذه اللحظة غير متوقعة تماما. ومع ذلك، فضلت أوروبا منذ فترة طويلة فى الغفوة بدلا من مواجهة حقيقة مفادها أنه لكي تؤخذ على محمل الجد على المسرح العالمي، يتعين عليها أن تعزز دفاعاتها، وأن تشحذ سياستها الخارجية، وأن تتبنى نهجا أكثر مرونة واستباقية في التعامل مع الشؤون العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار