
معركة ذي قار وانتصار العرب على الفرس. بقلم الأستاذ حليم عباس الأعرجي جمهورية العراق
يروي صاحب كتاب (العقد الفريد ) للمؤرخ ابن عبد ربه الاندلسي هذة الروايه
ذات يوم جلس ملك الفرس (كسرى انوشروان ) الحكيم ولقب بلقب ( افلاطون الثاني ) لذكائه وحلمه وحسن ادارته بالملك قال ذات يوم لجلسائه وحاشيته بعدما جمعهم عندة في قاعه العرش : اريد ان اصاهر العرب فانتفض الجميع من كلامه وقالوا (كيف تصاهر رعاة الابل العراة العرب الجلف هذا غير ممكن ايها الملك ) فسكت ولم يرد عليهم ولكنه استدعاهم لمجلسه باليوم الثاني واحضر صندوقا كان يحتفظ به وقال لهم انتم الوزراء والقادة والحاشيه انظروا مافي هذا الصندوق واخرج عقدا من اللؤلؤ وايضا فيه مجوهرات ثمينه من الياقوت والزمرد بانواعها فاندهش الجميع لما راوها وتعادل ثمنها اليوم بالملاين من الدولارات
فقال انا اعط هذا العقد الثمين وما في الصندوق من مجوهرات لكن بشرط ان يقوم احدكم بخلع ملابسه امامي الان ويكون كما ولدته امه ؟! فتعجب الجميع من كلامه وقد ضنوة يمزح معهم لكنه اصر على كلامه فاندهش الكل ولكن بدافع الطمع قام الجميع بخلع ملابسهم الواحد بعد الاخر امام الملك والملك ينظر اليهم وهو ساكت لايتكلم
ضحك الملك لما راهم جميعهم وقد خلعوا ملابسهم عراة امامه حالا دون تردد كما ولدتهم امهاتهم بالمجلس فقال لكن لمن ندفع الصندوق وما فيه من مجوهرات ؟؟! فعم الخصام بينهم كل واحد يقول انا اولكم خلعت ملابسي واخر يقول لا بل انا الاول فعم اللغط حتى امرهم بالسكوت
سكت الملك برهه وعم السكوت الرهيب قاعه العرش فقال الملك لوزيرة سمعت حدادا من العرب يعمل بالسوق احضرة الان امامي فقام الوزير بارسال احد رجاله لاحضار الحداد وفعلا حضر امام الملك الحداد وهو مستغرب لماذا طلبه الملك وفي هذا المجلس بالذات فقال له الملك انت عربي وتمتهن الحدادة وهو عمل شاق ماذا تقول لو اعطيتك هذا الصندوق وبما فيه من مجوهرات وراها امامه عقود من اللؤلؤ ومجوهرات لايقدر ثمنها وتترك عملك المتعب ؟ ولكن بشرط ؟! استغرب الحداد فقال ولكن ماهو الشرط ؟ فقال تخلع ملابسك امامنا بالقاعه كمن ولدتك امك ؟
وقف العربي بشوخ وقال هذا غير ممكن ايها الملك ولا اقوم به حتى لو انك اعطيتني املاك بلاد فارس وأطرافها راح الملك يغريه ولكن الرجل يرفض طلبه واصر على موقفه والكل يسمع كلام الحداد العربي حتى اندهشو ا من كلامه ؟! عندها امرة الملك بان يجلس ليسمع مايقوله لكبار رجالات مملكته فجلس الاعرابي والتفت الملك اليهم قائلا:
نحن الفرس نمتلك القوة والمال والعظمه والشجاعه لكننا ينقصنا (الشرف ) ولما اردت مصاهرة العرب لهذا السبب اجدة في العرب منعتمو ني ورفضتم طلبي بمصاهرة العرب في حين العرب هم افضل منا شرفا وفضيله ولهذا السبب اخترت مصاهرة العرب من اجله وانتم رايتم مافعل هذا الحداد رفض ملكنا ومجوهراتنا امامك الان وهو رجل فقير ماديا وانتم الاثرياء بشرط خلع ملابسه ورفض وسمعتم كلامه وانتم جميعكم خلعتم ملابسكم بدافع الطمع للمال دون ان تحسبوا للشرف حسابا ثم امرهم بالخروج من القاعه وهم مخذولين وتعجب بقول الحداد العربي
ولو عدنا ايضا الى معركه ذي قار لوجدنا ان السبب الرئيسي لمعركه ذي قار التي وقعت مابين العرب والفرس قبل الاسلام نجدة (يتعلق بالعرب وشرفهم) وملخص الحكايه ان الملك الفارسي لما اراد ان يتزوج وعرض على كبار رجاله اوصاف الزوجه المثاليه التي يرغب بالزواج منها قال احدهم هذة لاتجدها الا عند بنات العرب وبالاخص بنات واخوات ملك الحيرة (النعمان بن المنذر )ولما بعث بكتاب الى النعمان ملك الحيرة يطلب منه ان يزوجه احدى بناته او اخواته رفص باباء ولم يقبل ان يزوج العربيات من الفرس بدافع الشرف مما اثار غضب الملك وامر بسجنه ثم قتله فهب العرب وقفه رجل واحد لنناصرة موقف ملكهم و لمحاربه الفرس وكانت معركه ذي ذي قار التي ابلى بها بني شيبان بقيادة زعيمها هاني بن مسعود الشيباني وقبيله بكر بن وائل وكان النصرفيها للعرب بدافع الشرف والحميه لما اهين ملك الفرس العرب وقتل ملك العرب النعمان بن المنذر وهو على دين النصرانيه آنذاك وقال النبي محمد صلى الله عليه عن المعركه ( هذا اول يوم انتصف فيه العرب من العجم وبي نصروا )
اما المصادر التي ذكرت هذة الحادثه ومعركه ذي قار هي :
١- تاريخ الطبري الرسل والملوك ا لمجلد ا لثاني
٢ـ العقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي
٣ـتاريخ ابن خلدون العبر وديوان المبتدا والخبر المجلد الثاني والثالث
٤ـ حسن الجاف موسوعه تاريخ ايران السياسي
٥ـ محمد سهيل طقوس تاريخ العرب قبل الاسلام
هنا بيت القصيد اقول ان للعرب حميه وشرف انذاك ايام الجاهليه وقبل الاسلام لايتنازل عن شرفه من اجل المال ولا يخضع للاقوى منه بدافع الخوف ابدا مفضلا الموت على الذله وليتنا نتعض اليوم من تراث اجدادنا ونفهم قبل ان نقرا من تاريخينا العريق هذة المواقف الحميدة للعرب ونتعض منها العبر وما التوفيق الا من عند الله للجميع والله من وراء القصد