(رجال حول الرسول)(عمار بن ياسر ((الحلقة الثانية))اعداد السيد جعفر طاهر العميدي
اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
*لنكمل سيرة هذا الطود الشامخ والتلميذ المجتهد في مدرسة النبوة الملهم باصغائه لمعلمه ومعلم البشرية جمعاء ٠٠٠حيث أن عمار كان من خاصة الخواص في هذه المدرسة وكان يصغي لتوجيهات الحق من عميد رسالة السماء وكان يتلقى الدروس الخاصة من معلمه ويهضمها بيقين وعقيدة راسخة ٠٠حيث كان محض عناية محمدية ٠٠كان يوصيه الرسول دائما باتباع الحق والنور الذي يصدره الحق وكان يوما يتلقى أوامر السماء من معلمه فيقول له ولخاصة الخواص منهم ابو ذر٠٠ والمقداد٠٠وحذيفة بن اليمان٠٠و عبدالله بن مسعود : ((اذا سلك الناس وادي وسلك علي بن ابي طالب وادي فاسلكوا وادي علي)) فعرف ا أن الحق هو علي وماتنجلي عليه من فتن تمر على هذه الأمة كقطع الليل المظلم ٠٠وقال له الرسول يوما((ويح ابن سمية ٠٠!!٠ تقتله الفئة الباغية)) لقد أصغى عمار للنبوءة اصغاء من يعرف صدق البصيرة التي يحملها رسوله العظيم فهو مرشح للموت والشهادة في كل يوم منذ أن اسلم ٠٠انتقل الرسول إلى جوار ربه ومر عصر ابي بكر وعمر وصولا إلى خلافة عثمان بن عفان وتعددت اتجاهات الصحابة فمنهم من نفض يديه من الخلاف واوى إلى بيته جاعلا شعاره كلمة (عبد الله بن عمر):(من قال حي على الصلاه أجبته ٠٠ومن قال حي على الفلاح أجبته٠٠ ومن قال حي على قتل أخيه المسلم وأخذ ماله٠٠ قلت : لا. )) ومنهم من انحاز إلى معاوية ومنهم من وقف إلى جوار (علي) صاحب البيعة وخليفة المسلمين ونرى اليوم اين يقف( عمار) الذي قال فيه رسول السماء ((اهتدوا بهدي عمار)) اين يقف الرجل الذي قال فيه رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ((من عادى عمارا عاداه الله)) والذي كان يسمع رسول الله صوته يقترب من بيته فيقول :((مرحبا بالطيب المطيب ؛ ائذنوا له)) لقد وقف إلى جوار علي بن ابي طالب عليه السلام لا متحيزا ولا متعصبا بل مذعنا للحق وحافظا للعهد٠٠وصاحب البيعة بإجماع المسلمين ومكانته الذي أشار إليها رسول السماء (علي مني بمنزلة هارون من موسى ٠٠٠)) أن (عمارا) الذي يدور مع الحق حيث دار. ليهتدي بنور بصيرته وإخلاصه إلى صاحب الحق الأوحد في هذا النزاع والحق يومئذ في يقينه سوى ((علي بن ابي طالب)) فأخذ مكانه إلى جواره٠٠٠وجاء يوم (صفين) الرهيب وخرج الامام علي بن ابي طالب عليه السلام يواجه العمل الخطير الذي اعتبره تمردا يحمل هو مسؤلية قمعه وخرج معه عمار وكان قد بلغ من العمر ثلاثا وتسعين عاما ويخرج للقتال٠٠اجل مادام يعتقد أن القتال مسؤوليته وواجبه ولقد قاتل أشد القتال٠٠ثم أخذ الراية بيده وصاح في الناس ((والذي نفسي بيده٠٠لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ؛ وها أنا اقاتل بها اليوم٠٠والذي نفسي بيده لو انا حتى إذا هزمنا ويبلغوا سعفات هجر أعلنت اننا على الحق وأنهم على الباطل))ولقد اتبعوا الناس عمارا وامنوا بصدق كلماته٠٠وكانت نبوءة الرسول تأتلق أمام عينيه بحروف كبيرة:((تقتل عمار الفئة الباغية)) من أجل هذا كان صوته يجلجل في أفق المعركة بهذه التعويذة٠٠ ((اليوم القى الأحبة محمدا وصحبه)) لقد قالها له يوما رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ((اشتاقت الجنة لعمار)) وهذا دليل أن عمار كان يدور مع الحق حيث يدور ٠٠ ولقد أدى الأمانة في ذمة ؛ وانجزها في غبطة وحين كان تراب قبره يسوي بيد أصحابه فوق جثمانه كانت روحه تعانق مصيرها السعيد هناك في جنات الخلد التي طال شوقها لعمار٠
اعداد السيد جعفر طاهر العميدي