الأمنيةالاقتصاديةالرئيسيةالرياضيةالسياسية

بورتريه صحفي: “ما الذي يحول دون اتحاد القوى العربية نصرةً لفلسطين؟”كتبت سمية معاشي على وكالة الراصد الدولي

 

في خضم النقاش الدائر حول أسباب تشرذم الأمة العربية وعجزها عن التوحد في دعم القضية الفلسطينية، تتباين الآراء وتتعدد الأسباب التي يراها المفكرون والشعراء والسياسيون وراء هذه الظاهرة. فقد تناول العديد منهم عوامل عدة تؤثر في تعثر الوحدة العربية، ما بين القيود السياسية والاقتصادية والخيانة الداخلية.

 

رأي الأستاذ عبيدي محمد الوردي يتوجه إلى القيود الخفية التي ترافق اتفاقيات الاستقلال التي أُبرمت بعد الاستعمار، مما جعل الدول العربية في وضع هش اقتصاديًا وسياسيًا. هذا بالإضافة إلى ضعف الجبهة الداخلية وتفشي الخيانة والعمالة في بعض الأحيان، التي تجعل الوحدة العربية أمراً بعيد المنال. يرى الوردي أن هذه القيود الخفية تمنع تفعيل الإرادة السياسية في خدمة فلسطين.

 

أما الشاعر كفاح وتوت، فيرى أن المصالح السياسية والتزام بعض الدول العربية بمعاهدات مع القوى الاستعمارية هي العائق الرئيسي. من وجهة نظره، تخشى بعض الأنظمة من زعزعة الكيان الصهيوني لأن ذلك قد يهدد استقرارها الداخلي، فكل دولة تسعى لتحقيق مصالحها الذاتية، بينما الغرب يعمل على إضعاف الشرق العربي ليحافظ على مصالحه. يرى أن الوحدة العربية قد تعيد لهذه المنطقة قوتها وتطورها، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للمصالح الغربية.

 

 

 

أما الأستاذ أبو بلقيس عريبي فيرصد السبب في أن الحكام العرب ليسوا عربًا حقيقيين، بل هم أدوات تم تنصيبها من قبل الغرب والصهاينة، وبالتالي فهم فاقدون للإرادة السياسية الحقيقية ولأي ارتباط عميق بالشعوب. ويعتبر أن الشعب العربي قد أصبح مجرد “عنوان” دون مضمون ديني أو قومي، وهو ما يساهم في ضعف الاهتمام بالقضية الفلسطينية.

 

وأخيرًا، نجد في رأي الأستاذ شهاب الزهري إشارة إلى أن العرب لا يجمعهم سوى الدين. ولكن عندما يبتعدون عن مبادئ دينهم، يصبح من الصعب عليهم إيجاد جامع حقيقي يربطهم. ويعبر الزهري عن أمله في أن يعود العرب إلى دينهم وقيمهم الأساسية ليتمكنوا من كسر قيود الوهن والضعف، كما حدث في مراحل تاريخية سابقة.

 

الاستنتاج: رغم تباين الآراء حول العوامل المؤثرة في غياب الوحدة العربية، يتفق الكثيرون على أن الغياب الإرادي والسياسي من قبل الأنظمة العربية، بالإضافة إلى الهيمنة الغربية والخيانة الداخلية، هو ما يحول دون اتحاد العرب بشكل جدي لدعم القضية الفلسطينية. تبقى الوحدة العربية في نظرهم حلمًا بعيد المنال في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الحالية.

 

كتبت سمية معاشي على وكالة الراصد الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار