الثقافة والفن

نص.. خاطره.. بقلم الشاعرة ربا رباعي 

نص.. خاطره.. بقلم الشاعرة ربا رباعي

في صمت الليل، حيث يخيّم السكون على الأرجاء، كانت هناك، بمفردها، تنتظر. أضاءت الشموع، وأشعلت النار في المدفأة، لكن قلبها كان أبرد من الرياح التي تعصف خارج النافذة. أعدّت له الشاي، لكن الماء فقد حرارته قبل أن يلامس شفتيه. كما كانت أحلامها، لا تكتمل إلا في خيال بعيد، في فضاء مستحيل.

 

تنهدت، وضعت عطرها على معصمها، وتخيلت أن يديها تلامس يده، مثلما كانا يفعلان قبل أن تغيب الكلمات بينهما. ارتدت ثوبها المفضّل، ذلك الذي كان يدهش عينيه كلما رآها فيه. لكن اليوم، كان كل شيء فارغًا، كالوعد الذي لم يتحقق.

 

غسلت وجهها في انتظار إشراقة جديدة، لكن الصباح تأخر. حتى النجوم اختبأت وراء سحبٍ كثيفة، كما لو أنها تشاركه الحزن. همست للريح أن تعيد له ما أخذ، أن تعيده إليها، ولكن الرياح، كعادتها، لم تلتفت.

 

وانتهى الليل كما بدأ، بألمٍ خفيف في القلب، وحلمٍ ضاع في زحمة الأيام. وأما هي، فقد بقيت، لا هي منتظرة ولا هي ناسية. فقط كانت… كما هي، في غليانٍ بارد.

 

أيا من ملكت فؤادي رفقًا بقلبٍ يهيم بك رفقًا بروحٍ تذوب شوقًا كلما نطقت اسمك

 

تعال، امسك يدي وارقصني على نغم حرفك غنِّ معي، غنِّ لي اكتبني لحنًا يشبهني

 

بروحٍ تحيا بروحك عقدًا في القلب عقدناه وعدًا بأضلعتنا كتبناه عهداً تعاهدناه

 

عمراً درب ورود فرشناه فطورنا حبٌّ، غداؤنا سعادة والعمر حديقة غابة ريحان وزهور أقحوان

 

وأنت نهرٌ يتدفق ولهًا تغمرني عشقًا تترقرق حبًا جنونًا يروي قلبي

 

كهذا الماء فأصير قمراً كاملاً كل ليلة، كل مساء واللحن هادئ

 

يعزفه قلبانا وكلمات الأغنية حرفان بين الحاء والباء.

 

حروفنا عجيبة.. فمن قرأها ظن أننا ..عشاق.. ومن فهمها ظن أننا …موجوعين.. ومن لم تعجبه ظن أننا ..بدون مشاعر لكن؟؟؟؟؟ تبقى الحقيقة وراء الكواليس. فلا أحد يعلم ما وراء كل …منا.. لا أحد يعلم ما في قلوبنا إلا من لامس جدار القلب….وآلروح وما كنتُ أهوى الدارَ إلا بأهلها على الدارِ بعد الراحلينَ سلامٌ..

 

إن كنتَ مثلي للأحبةِ فاقدًا أو في فؤادكَ لوعَةٌ وغرامُ

 

قف في ديارِ الظاعنينَ ونادِها يا دارُ ما صنعتْ بكَ الأيامُ.

ربا رباعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار