إنوما إليش ‐ بقلم الأديب سعد المشهداني.. جمهورية العراق

إنوما إليش ‐ بقلم الأديب سعد المشهداني.. جمهورية العراق
عندما بالأعالي هذه هي الترجمة الحرفية لعنوان ما نحن بصدد سرده [ أنوما أليش] أنها الإسطورةُ أو الملحمة الشعرية إلتي لاتحمل وزنا شعريا ً بل هي على شكل مربعات وإلتي وجدت في المكتبة الاشورية الذي بناها الملك اشور بانيبال وإلتي تم اكتشافهامن قبل عالم الاثار الانكليزي اوستن هنري لايارد في نينوى عام ١٨٤٩م وطبعها عالم الاثار الانكليزي جورج سمث ١٨٦٧م تتكون الملحمة من سبعة ألواح طينيةمفخورة كانت قد كتبت باللغة البابلية وهي تروي ملحمة الوجود واعتقاد أهل بابل في موضوعة بداية الخلق والوجود وكيف أصبح الأله مردوخ أو مردوگ المخلص صاحب الخمسين اسما ًالذي يمكنه الرؤيا بكل الأتجاهات إلها قوميًا ًللبابليين نحن هنا نتكلم عن ١٨٠٠ عاماً قبل الميلاد اي قبل ٣٨٠٠ عام أو يزيد نتكلم عن العصر البابلي الأول تحديدا ً .
تقول الإسطورة عندما لاسماء َ كانت ولا أرض َ وجدت سوى المياه الأزلية كان الأله أبزو قد جاء من المياه العذبة والالهة تيامات كانت قد جاءت من المياه المالحة وكانا قد تزوجا وذلك بأعادة مزج مياههما بعد أن كانت قد انفصلت هذه المياه الازلية وقد انجبا اولادهما [[ لخمو والخامو]] و[[انشار وكيشار ]] الذين بدورهم قد انجبا سلسلة اخرى من الأله مثل أنو وأيا وهكذا كثرت الألهةلكن ابزو اخذ يتضايق من اصواتهم واحتفلاتهم وقلة احترامهم له حيث سببوا له الأزعاج وعدم القدرة على النوم لذا قرر أن يقضي عليهم جميعًا لكن زوجته ُ تيامات رفضت هذه الفكرة البشعة بشكل ٍ قاطع ٍ وبغضب ٍكبير إذ كيف يمكن قتل ُ اولادهماوفناءهم لكن وزيره [ مومو ] وهو أله الضباب اقنعه على انفراد بأن زوجته توافقه الرأي بضرورة القضاء على اولاده من الالهة لكنها تخجل وقد لاتصرح بذلك علنا ًهنا فرح أبزو وقفز في حضن مومو وقبله على هذا الخبر السار و المفرح لكن الأله [ آيه ] الشديد الذكاء سمع بخطة أبزو لذا قرر قتل أبزو ومومو برمحه الحاد والقوي فتمكن أن يُدخل َ ابزو بتعويذةِ نوم ٍعميق ٍ وفي الصباح حيث وجد ابزو لازال تحت تأثير التعويذة نائماً قام بقتله ومن ثم وزيره ُ مومو واعلن بصوت ٍمرتفع ٍ للجميع انه أستطاع أن يقتل أبزو ومومو وانه الملك الأن وبنى من جثة أبزو قصره الكبير الذي تزوج فيه ( تمكينا ) ذلك بعد أن سرق عباءة ابزو الثمينة وتاجه و قد انجب بعد ذلك عدة أبناء من الألهة من بينهم [ مردوخ ] الابن الذي حضي بأهتمام كبير من جده ِ (أنو ) حيث كان يتمتع بقوةٍ وبركةٍ كبيرة وذكاء وحكمة بالغة واربعةُ عيون ٍواربعة ُ أذانٍ ويكسو جسدهُ الذهب ومن فمه تخرج النار اللاهبة وقد اهداه ُ جدهُ ُ((أنو )) الرياح الأربعة لذا كان مردوگ يلعب بالرياح مما زاد الضجيج والازعاج لباقی الالهة إلتي ذهبت تشكوه ُ إلى الجدة تيامات وتتوسلها ضرورة تخليصهم منه طالبين منها انهاء هذا الضجر و هذا العبث والضجيج الذي يسببه مردوخ هنا اتخذت تيامات قرارهاالمصيري بضرورة التخلص من احفادها الألهة الجُدد ومن بينهم مردوخ وإن زوجها أبزو كان محقًا في فكرته ِ أنذاك لذا خلقت العديد من الشياطين والوحوش لتكون جيشًا كبيرًاوقويا ً لها واختصارا ً للملحمة إلتي تطول جدًا وتتعد فيها مسميات الألهة والشياطين وغيرهم من الوحوش فقد تمكن مردوخ ان يقضي على تايمات جدة الألهة ويدحر جيشها بقوته وسهامه ورياحه الأربعة وشبكته الكبيرة إلتي اصطادها بها واعلن انتصاره وانه اصبح الأن كبير الألهة وعظيمهم كل ذلك حصل بعد أن وافق الانانوكي ان يكون مردوخ الأله الوحيد الذي يتصرف كما يريد ويشاء بعد أن نزعت عليه جميع الألهة بركتها واسرار قوتها ذلك بعيد حضورها حفلة تتويج عظيمة لمردوخ فيها اكلت وشربت الخمور وسكرت وجعلت من الاله مردوخ يتمتع بقوة لايملكها غيره حيث كان ذلك شرطه الوحيد لقتال تيامات هذا إذا ما علمنا أن جميع الالهة لم يتمكن احدا ًمنهم أو حتى أن يجرىء على قتالها وهي بهذا الجيش المخيف والمرعب .
مردوخ كان قد شطر جسد تيامات إلى نصفين بعد أن قتلها .
خلق من النصف الأعلى السماء وعين حراسا ً عليها وارسل إليها ٣٠٠ إله ومن النصف الثاني الأرض وخلق من دمائها المياه ومن عينيها نهرا دجلة والفرات ومن ثدييها الجبال ومن لعابها الغيوم والمطر والزمهرير وكان قد خلق ((الإنسان )) من دماء كينگو إلتي تزوجته تيامات بعد مقتل زوجها أبزو ليكون لها سندا ً في حرب مردوخ وإلتي كانت قد اعطته [الواح القدر ] والتي سلبها منه مردوخ بعد أن قتله وإن من اهم مهام الإنسان هي خدمة الألهة وكان قد خلق من جمجمتها التلال وخلق القمر واوصاه وبين له متى يكون هلالاً ومتى يصبح بدرا ً ووكل آنو ليكون ألها في السماء بعد أن سلمه الواح القدر إلتي سلبها من كينگو إلتي سلبها حين قضى عليه فی معركته الفاصلة وكذلك ارسل إنليل وأيا [أله الحكمة ] إلى السماء كاالهة وخلق المجرات كمحطات أستراحة لهم والليل والنهار وقام بعمل بوابتين للشمس منهما تشرق وتغرب وقام بناء معبده ايساكيلا ((روح الأقداس )) كضريح له وهي فكرة تقدمت به الألهة إليه تكريما ً له في مدينة بابل العظيمةإلتي اتخذها مردوخ مقرا ً ومسكنا ً له وقد سمح لباقي الألهة أن تزوره فيه وهنا باركته جميع الالهة وهي عارفة ومقرة بعظمته الجبارة جالسة عند قدميه. ِ