عنوان المقال: “الإنسانية: أسمى لغة وأعظم سلوك” بقلم ربا رباعي الاردن

عنوان المقال: “الإنسانية: أسمى لغة وأعظم سلوك”
بقلم ربا رباعي الاردن
في عالمٍ يزداد فيه الصخب وتتسارع فيه وتيرة الحياة، تبقى الإنسانية اللغة الأصدق، والأجمل، والأبقى. هي ليست حروفًا تُقال، ولا شعارات تُرفع، بل هي سلوك راقٍ ينبع من أعماق النفس، وضمير حيٍّ ينهض كلما نادت الحاجة، وقلوب تنبض بالعطاء في زمن الشحّ العاطفي والمعنوي.
الإنسانية، هي تلك الفطرة النقية التي يحملها الإنسان في داخله، لكنها لا تبقى حية لدى الجميع. البعض يدفنها تحت ركام الأنانية، والبعض ينساها في زحمة الركض خلف المصلحة، والبعض الآخر لا يعترف بها أصلاً. أما القليل، وهم صفوة البشر، فهم من يتقنون هذه اللغة النبيلة، ويترجمونها أفعالًا يومية: جبرًا لخواطر، دعمًا لضعيف، مساندةً لمكلوم، أو حتى ابتسامة تُزرع في وجه عابر سبيل.
أن تكون إنسانًا لا يعني فقط أن تعيش وتأكل وتنام، بل أن تكون يدًا تمتد، وقلبًا يحتوي، وصوتًا يواسي، ونورًا يهدي وسط العتمة. الإنسانية ليست مرتبطة بدين أو عرق أو جنسية، بل هي قيمة عالمية، لغة يفهمها الجميع، لكنها لا تُتقن إلا بصفاء الروح وعلو الأخلاق.
إن الإنسان الإنساني يُدرك أن الحياة لا تُقاس بطول العمر، بل بمدى الأثر الذي نتركه خلفنا. هؤلاء القلة لا يُشار إليهم بكثرة في الإعلام، لكنهم يتركون بصماتهم في قلوب الناس، وفي زوايا الحياة التي لولاهم لأصبحت أكثر ظلمة وبرودًا.
فلنكن من القلائل، من الذين لا يعيشون فقط، بل يبقون على قيد الإنسانية، مهما قست الظروف أو تبدلت الأزمنة. لأن الإنسانية، في نهاية الأمر، هي أعظم ما يمكن أن يتحلى به الإنسان.
ربا رباعي
الاردن
