الثقافة والفن

قصيدة   العاشقونَ لتُربها  بقلم محمد حبيب الخطاط جمهورية العراق 

قصيدة   العاشقونَ لتُربها  بقلم محمد حبيب الخطاط جمهورية العراق

– – – – – – – – – – –

 

بغدادُ تزهو في الوجودِ وتُزهرُ

في حُبِّها ذابَ اللبيبُ المُبصرُ

 

قدْ أبصرَ النُّورَ البديعَ بأُفقها

يضفي الجَمالَ على البلادِ ويبهرُ

 

بغدادُ إرثٌ ليسَ يحملُ ثقلهُ

إلاَّ غيورٌ في الشَّدائدِ يصبرُ

 

قدْ مسَّها ألمٌ يُشاطرهُ الأسى

قلبُ المُحبِّ لشجوها يتَفَطَّرُ

 

تأريخُ بغدادَ الكبيرُ منارةٌ

منْ ذا يضاهيها ومنْ ذا يكبرُ ؟!

 

فيها العلومُ تنوَّعتْ أشكالُها

كالشَّمسِ في كبدِ السَّماءِ تنوِّرُ

 

فيها الخوارزمي الفريدُ بعصرهِ

وبها ابنُ حيانَ الذَّكيُّ المُبحرُ

 

عُلماؤها سبقوا الجميعَ بفكرهم

فترى الذي عن بعدها يتحسَّرُ

 

وبها المَراقِدُ فاقَ وصفُ جمالها

في الكاظمينِ نفوسنا تُستبشرُ

 

نفحاتُ أهلِ البيتِ تقربُ نحوها

طيفًا يدورُ على القلوبِ يُطهِّرُ

 

العاشقونَ لتُربِها وهوائها

باقونَ لمْ ينسوا ولمْ يتنكّروا

 

أسفي على خيراتها قدْ ضُيِّعتْ

أوما كفى؛ إرثُ الحضارةِ يُنحرُ

 

أوما كفى؛ قدْ حاربوا أحلامنا

مستقبلُ الأبناءِ باتَ يُدمَّرُ

 

حتمًا تعودُ لمجدها ودلالها

وبعزمِ كُلِّ الخيِّرينَ ستزهرُ

 

حتمًا ستخرجُ مثلُ أجملِ وردةٍ

والمسكُ في كُلِّ الرِّبوعِ يُعطِّرُ

 

بغدادُنا نبضُ الحياةِ وزهوها

وإذا أردتَ المجدَ فهيَ المعبرُ

 

فحضارةُ الماضينَ كانتَ معلمًا

منْ سومرٍ والعلمُ فيها يُبهرُ

 

وكذا بآشورَ المعارفُ سُطِّرتْ

ينبوعُ علمٍ للورى يتفجَّرُ

 

تبقى ببغدادَ المنَابرُ إنَّها

منْ كُلِّ فنٍّ صارَ منها المصدرُ

 

بقلم محمد حبيب الخطاط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار