المقالات

بين خطاب التضليل وواقع التضحيات.. العراقيون يرفضون تمجيد الإرهاب .بقلم الدكتور مهدي علي الكعبي. العراق 

.بين خطاب التضليل وواقع التضحيات.. العراقيون يرفضون تمجيد الإرهاب .بقلم الدكتور مهدي علي الكعبي. العراق

 

في خضمّ المعركة التي خاضها العراقيون ضد تنظيم داعش الإرهابي برزت أصواتٌ مُتضاربة تحاول تزييف الحقائق وتقديم رموز الإرهاب وكأنهم “أبطال” أو أصحاب مبادئ متناسيةً دماء آلاف الشهداء من أبناء الحشد الشعبي والقوات الأمنية والمدنيين الذين سقطوا دفاعاً عن أرض العراق وعرضه. اليوم يُواجه المجتمع العراقي تحدياً جديداً يتمثل في محاولات بعض الأطراف السياسية والدينية إعادة تدوير خطابٍ مسمومٍ يُحاول تبرير جرائم الإرهاب أو تطهير صورة من ارتكبوها تحت ذرائعٍ واهية.

 

التناقض الصارخ .. بين دماء الشهداء وخطاب التضليل ..

لا يُمكن فصل الحديث عن حصانات مزعومة لقيادات داعش أو محاولات ربطهم بـ. عائلات شريفة عن محاولةٍ لطمس جرائمهم الوحشية التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ ودمّرت المدن وأزهقت الأرواح. فمن يرفع شعار الالتزام الديني أو النسب الشريف بينما يدافع عن سفّاكي الدماء إنما يكرّس ثقافةَ الإفلات من العقاب ويُهين كلَّ من قدّم روحه فداءً للوطن.

 

إنَّ وصف الإرهابيين بألقابٍ مثل أحمد الشرع أو أبو غيرة ليس سوى محاولةٍ لاختراق الوعي الجمعي العراقي عبر تحويل المجرمين إلى رموزٍ مقاومة بينما الحقيقة أنهم كانوا أدواتٍ في مشروعٍ إرهابيٍ عالميٍ هدفه تفتيت العراق وإذلال أبنائه. فكيف يُمكن لمن يدّعي الوطنية أن يقف مع من حوّلوا السكاكين والمفخخات إلى أدواتٍ للذبح والتهجير على الهوية؟

 

العراقيون يختارون أبطالهم الحقيقيين .

لم يكن النصر على داعش ممكناً لولا دماء الشهداء وتضحيات الأبطال من الحشد الشعبي والقوات الأمنية الذين حرّروا الموصل وتكريت والرمادي وأنقذوا العراق من براثن التكفيريين. هؤلاء هم الرجال الحقيقيون الذين يستحقون التمجيد وليس أولئك الذين اختبأوا خلف الشعارات الزائفة أو تعاونوا مع الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية أو مالية.

 

أما أولئك الذين يتغنون بـ. الغزوة أو يرفعون شعارات الثورة المزيفة فهم جزءٌ من نفس المنظومة التي جلبت الغزو والدمار. فـ. الغزوة الحقيقية كانت في ساحات القتال ضد داعش وليست في خطابات التضليل التي تُمهّد لعودة الإرهاب.

 

السيادة العراقية فوق كل اعتبار .

يُؤكّد العراقيون اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى رفضهم لأي شكلٍ من أشكال التطبيع مع الإرهاب أو مع من يدعمونه سواءً عبر علاقاتٍ دبلوماسيةٍ ملوثةٍ بدماء الأبرياء أو عبر قوانين دوليةٍ مُتحيزةٍ تتنكر لمعاناة الضحايا. فـ”تباً للقانون الدولي إذا كان ثمنه قبولَ مجرمي الحرب كـ ضيوف على الأرض التي دنّسوها!

 

لقد اختار العراقيون الوقوف مع مؤسساتهم الوطنية خاصةً في ظلِّ الظروف الاستثنائية التي مرّت بها البلاد. فالقضاء العراقي بقيادة الدكتور فائق زيدان أصبح صمامَ أمانٍ لمحاسبة المجرمين واستعادة الحقوق بينما تُظهِر المرجعية الدينية العليا ممثلةً بآية الله السيد السيستاني دوراً محورياً في ترسيخ الوحدة الوطنية ورفض الفتنة. كما تبقى القوى الوطنية مثل التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر حاميةً لخطاب المقاومة الشرعي ضد كل أشكال الاحتلال والفساد.

 

في النهاية …. العراق يُعيد كتابة تاريخه بأيدي أبنائه ..

العراق اليوم ليس ساحةً للمتاجرة بالشعارات أو استرضاء الإرهاب بل هو وطنٌ يُعيد بناء نفسه بقوة أبنائه الذين تعلّموا أن النصر لا يُصنع بالكلمات المزيّفة بل بالتضحيات الجسام. كل محاولةٍ لتمجيد الإرهاب أو تبرير جرائمه ستبوء بالفشل لأن وعي الشعب العراقي أصبح سداً منيعاً في وجه كل من يحاول العبث بأمنه أو تشويه مسيرة أبطاله.

 

دماء الشهداء لن تذهب سدى ولن يكون هناك مكانٌ تحت سماء العراق إلا لأولئك الذين وقفوا معه في محنته لا مع من باعوه بسكاكين الإرهاب وأكاذيب السياسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار