عندما يكون الأكاديمي فوق الشبهات .البروفيسور أمين العلواني أنموذجا..
بقلم الكاتب والمحلل الأكاديمي أ م د مهدي علي دويغر الكعبي
عندما يكون الأكاديمي فوق الشبهات .
تحية إلى شرف المهنة في امتحانات كلية الطب – جامعة بغداد .. دفاع عن المصداقية والضمير المهني
البروفيسور أمين العلواني أنموذجا..

بقلم الكاتب والمحلل الأكاديمي
أ م د مهدي علي دويغر الكعبي
والتدريسي في الجامعة العراقية
في زمن باتت فيه المواقف تُصنع على عجل والأحكام تُطلق قبل التحقق يبرز ضوء الحقيقة من شخصيات آمنت بأن العمل الأكاديمي رسالة لا وظيفة وبأن المهنة العلمية لا تُختزل في قاعات الدراسة بل تتجاوزها إلى بناء وطن وصناعة أمل.
الامتحان التقويمي الوزاري الذي تشرف عليه كلية الطب – جامعة بغداد والذي يديره البروفيسور الدكتور أمين العلواني عميد الكلية ورئيس لجنة عمداء كليات الطب في العراق كان – ولا يزال – نموذجًا في المهنية والنزاهة والإبداع التنظيمي.
ان ما حصل في كلية الطب بجامعة بابل – في الامتحانات الاعتياديه كان هذا وارد مطبعيي وهو ما خضع فعليًا للتحقيق والمحاسبة – إلا أن محاولة التشهير بكليات الطب العريقة هي ضرب من التجني بل وظلمٌ واضح لجهد وطني مخلص.
جدر بنا التوقف قليلًا أمام الحقيقة لا أمام موجات التشهير. فقد حصلت أخطاء محدودة في كلية الطب – جامعة بابل وتم تشكيل لجنة تحقيقية نزيهة باشرت بمحاسبة المقصرين هناك. لكن المؤسف أن سهام النقد وُجّهت بشكل خاطئ نحو كليات الطب – جامعة بغداد وهي الجهة التي لم تكن مسؤولة عن الخطأ بل شاركت بكل جدية في نجاح العملية التقويمية.
إن من المؤسف أن يتحول خطأ موضعي إلى فرصة للطعن في نزاهة منظومة كاملة التعليم الطبي في العراق كان من المفترض أن نُثمن فيها جهود الأكاديميين الشرفاء. وهنا نخص بالذكر الدكتور أمين المشرف العام على الامتحانات التقويمية الوزارية وهو شخصية أكاديمية مشهود لها بالكفاءة والإخلاص.
نود التذكير أن الامتحان في بابل لم يكن بإشراف الوزارة مباشرة، بل كان ضمن صلاحيات الجامعات، وقد اتُخذت الإجراءات اللازمة فورًا بحق المقصرين لكن ذلك لا يعني تعميم الخطأ أو تحميل مسؤولية لا تمت بصلة للمشرف الحقيقي على الامتحانات، الدكتور أمين العلواني المعروف بصرامته المهنية وحرصه على سمعة التعليم الطبي العراقي.
هذا الرجل الذي لا يتحدث كثيرًا عن نفسه، فتح عيادته الخاصة مجانًا للمرضى الفقراء وساهم في دعم البنية التحتية للجامعة والكلية بشكل استثنائي. هو مثال نادر لأكاديمي يحمل شرف المهنة بضمير حيّ ويُمثّل العراق بوجه مشرّف في كل المحافل الدولية.
وهنا نثمّن عالياً التوجّه المسؤول لوزارتنا الموقّرة التي جعلت من دعم الأستاذ الجامعي أولوية استراتيجية وذلك بفضل الرؤية الحكيمة لمعالي الدكتور نعيم العبودي الذي رسّخ نهجًا سيبقى يُتداول عبر الأجيال نهجًا يضع الأستاذ في المكانة التي تليق به ويمنع أي تعسّف أو استهداف بحقه.
كلنا أمل بأن تستمر هذه الرعاية وأن يُعاد النظر بكل خطاب أو منشور أساء دون وجه حق من باب العدالة وردّ الفضل لأهله
أما على صعيد أوسع فإننا ندعو الجميع إلى احترام الأستاذ الجامعي وعدم الزج به في معارك التشهير. فالأستاذ، وإن أخطأ يبقى رمزًا علميًا يحمل صفات الدبلوماسية والعقلانية ويمثل بلده في المحافل الدولية كأكاديمي وسفير ثقافي وفكري. ويجب أن تكون له حصانة أدبية لأنه لا يمثل نفسه فقط بل يمثل شرف المهنة ووجه الوطن.
إن الأكاديمي الحقيقي فوق الشبهات لأن علمه وسيرته هي رصيده وإنصافه واجب على كل من يكتب أو ينشر أو يحكم.
وللأسف نؤكد أن الإساءة إلى الأستاذ الجامعي – حتى عند وقوع خطأ – لا تليق بمقامه، فهو ليس مجرد موظف، بل سفير علم ودبلوماسية في الداخل والخارج. يجب أن تكون له حصانة معنوية تحفظ كرامته ومكانته، لأن احترامه هو من احترام الدولة نفسها ومن احترام مستقبل أجيالها.
ختامًا نرفع تحية تقدير وإجلال إلى الأكاديمي العراقي الحقيقي المبدع في زمن التحدي النزيه في زمن الالتباس ونخص بالذكر الدكتور أمين العلواني الذي أثبت أنه أهل للمسؤولية وأهل للثقة.
ولنقلها بوضوح من كان هذا إخلاصه لا يُساء إليه بل يُشاد به.
ونقول لمن يقف خلف سهام التشويه أنصفوا من خدمكم، وميزوا بين المقصّر والمُجد فليس من العدل أن تظلموا من حمل عنكم أعباء النجاح.
وإنسانية


