قصيدة الدمعُ حزَّ معاقدَ الأجفانِ… بقلم الشاعر حسين علي عوفي متابعة السيد جعفر العميدي

قصيدة الدمعُ حزَّ معاقدَ الأجفانِ… بقلم الشاعر حسين علي عوفي متابعة السيد جعفر العميدي
فقْدُ الأَحِبَّةِ للأســــــــــــــى أَلقاني
وإلى المواجِعِ بعــــــــدهمْ أبقاني
أرنو إلى الدارِ الحــــــزينةِ إذ بَدَتْ
لوحاً يمورُ بِأحـــــــــــــــزَنِ الألوانِ
لاروحَ فيها كُلّــــــــــــــــــما ناديتُها
إلّا صريرٌ رجْعُهُ أشـــــــــــــــــجانِي
مِنْ بعدِهمْ أزْرَتْ بروحيَ وحْــشةٌ
فَلَقدْ مضى تحتَ الثرى خلّانِــــــي
أشتاقُهمْ ماءً يُبَلِّلُ لهفتــــــــــــــي
ويُرِيحُ وجْدَ أضالعِ الظّمـــــــــــــآنِ
أوَهكذا ياموتُ إذْ فرّقتنـــــــــــــــا
لاشمْلَ يجمعُنا مدى الأزمَــــــــانِ
ماحيلتي والشوقُ يشربُ مِنْ دَمي
كأساً مُعتّقةً مِنَ الحِرمَــــــــــــــانِ
لوكانَ في يَدِيَ القرارُ تَبِعتُهُــــــــم
ولكانَ أهونَ مِنْ أسى سجّــــــــاني
ماحِيلتي والذِكرياتُ تُريقُنــــــــــــي
وجْداً على جمرِ النّوى الـــــــحَرّانِ
وعلى الجِدارِ رسومُهمْ وكأنّهـــــــا
تحكي الأسى لكن بغيرِ لِســــــــانِ
أوَكُلّما رَنّتْ بسَمعي همســـــــــةٌ
مِنْ أهلِ وِدّي ذِكرُهمْ أبكانِـــــــي
فألوذُ بالصبرِ الجميلِ وأضلعــــي
حطبُ الشجونِ لِلاهِبِ النِّيــــرانِ
ماذا يُخَبِّىءُ لي الزمانُ وقد غَـــدا
قفْراً ولا أنداءَ مِنْ خلّانـــــــــــــي
وشرارةُ الأوجاعِ تســملُ مُقلتـي
والدمعُ حزَّ معاقِدَ الأجفــــــــــانِ
دعني مِنَ الأمواتِ حيثُ طَواهُـمُ
أمرُ القضا بِمشيئةِ الرّحمٰـــــــــنِ
وانظُرْ إلى الأحياءِ كيفَ تمرّغــوا
جوعاً يُتَرجِمُ محنةَ الإنســـــــــانِ
أثوابُهُمْ بالمُبرحاتِ تمزّقَـــــــــتْ
أيّانَ عاشوا في طُوىً وهَـــــــوانِ
هَلَعاً تفرُّ جموعُهمْ كحمامَــــــــةٍ
تخشى الغُرابَ ومخـلبَ العُقْـبانِ
أزرارُهمْ فضحتْ عناءَ قميصِهــم
كقصيدةٍ تربو على التِبيـــــــــــانِ
بينَ الحروبِ عقيمةٌ آمالُهُــــــــمْ
والحُلمُ ضاعَ بِمَـــــفرقِ الخُذلانِ
أعيا الحَنايا مايشــــيبُ بهِ الثّرى
لمّا خلا من نكــــــــــهةِ الشُطآنِ
يازُمرةَ الحُكّامِ حتّامَ العَنــــــــــا
وإلى متى سلْبَ الحقوقِ نُعــاني
أفلا تراعوا الله في إنصــافِ مَنْ
سأموا الحياةِ على مدى الخُذلانِ
بَدَنُ العروبةِ مُزِّقَتْ أوصالُــــــــهُ
لمّا تمادى الشرُّ بالطُغيــــــــــانِ
في كُلِّ رُكنٍ للمـــــــــواجِعِ غَزّةٌ
بِصُراخةٍ قصَــــــمَتْ عُرى الآذانِ
مِنْ أيِّ سهمٍ تستغيثُ وقد علا
صوتُ الغياثِ بمَـــسْمعِ العُربانِ
ياأيُّها الماضونَ للتَطبيعِ هَـــــلْ
نضبَ الحياءُ بزمـرةِ السُــلطانِ
مِمّنْ تخافوا والحياةُ كــــساعةٍ
مِنْ رحْمِها تمضونَ للتِربــــــانِ
ماكانَ أولى أنْ تكونوا موقِـــفـاً
يُثري الجِهادَ بوثبةِ الفُرســــــانِ
لاخيرَ بالعيشِ الذليلِ وإنْ يكُنْ
مَلِكاً يسيـــــــرُ بِإمرةِ الشيطانِ
حفّوا شَوارِبَكمْ فلا جــدوى بِها
وتقافزوا في هيئةِ النِّســــوانِ
حسين علي البابلي
