🎬 المخرج السينمائي يوسف سليمان: من كواليس الطفولة إلى عدسة الواقع”… يروي أول لحظة شغف
حاورته: سمية معاشي

🎬 المخرج السينمائي يوسف سليمان: من كواليس الطفولة إلى عدسة الواقع”… يروي أول لحظة شغف 🔥🎙
🟠🟠 فكر في فيلم عن ذوي الهمم… لأن السينما تجاهلتهم طويلا
🟠🟠 250 فيلمًا وصفر تراجع.. كيف واجه سليمان الإنتاج بالإرادة..
🟠🟠 يوسف سليمان: أؤمن بأن السينما لا تحتاج الابتذال لتكون جريئة..
______
🔘 حاورته: سمية معاشي
▪️المخرج السينمائي المصري يوسف سليمان
هو مخرج شاب، تألق نجمه في سماء الفن السابع، وبدأ شغفه بالإخراج منذ سنٍ مبكرة جدًا. يرى في المخرج الكبير الدكتور بيتر ميمي قدوته ومثاله الأعلى، ويسير على خُطى الكبار بثقة وإصرار.
رغم حداثة سنه، يمتلك يوسف سليمان في رصيده أكثر من 250 عملًا سينمائيًا، قدّم من خلالها رؤى فنية متميزة أثرت السينما المصرية والعربية. وفي هذا الحوار، يفتح قلبه ليتحدث عن القيم، والإنسانية، والإبداع… بكل صدق وشفافية.
مرحبا:
🔸 متى بدأت تدرك شغفك الحقيقي بالإخراج، وما الموقف الذي شكّل نقطة التحول بالنسبة لك؟
◽منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمري، اكتشفت شغفي بالسينما والإخراج السينمائي.
🔸 قلت إن “الإخراج يحتاج إلى رؤية وفلسفة خاصة”، ما هي الفلسفة التي تتبناها في أعمالك الفنية؟
◽الإخراج بالنسبة لي ليس مجرد تنظيم مشاهد أو إدارة كاميرا، بل هو تعبير بصري عن رؤية داخلية، عن طريقة تفكيري تجاه الحياة والإنسان والمجتمع. أنا أتبنّى فلسفة تقوم على البحث عن الحقيقة خلف الوجوه، في التفاصيل الصغيرة، في اللحظات الصامتة. لا أهتم بالضوضاء البصرية، بل بالشعور الذي تتركه الصورة في قلب المتفرج بعد أن تنتهي. أؤمن أن كل مشهد يجب أن يكون له روح، لا فقط وظيفة درامية. لذلك تجد في أعمالي تركيزًا على البعد النفسي، وعلى الصراع الداخلي للشخصيات أكثر من الصراعات الظاهرة. هدفي ليس أن أقول للمشاهد ما يجب أن يفكر فيه، بل أن أحرّضه على التفكير.
🔸من هو المخرج أو العمل الفني الذي ألهمك أكثر في بدايتك؟
المخرج الكبير د. بيتر ميمي.
◽ كيف تختار موضوعات أفلامك، وهل تميل إلى قضايا مجتمعية معينة؟
أختار موضوعات أفلامي من خلال ما أراه وأعيشه في الشارع المصري، وفي حال وجدت موضوعًا جيدًا وفكرة ملهمة، أسارع إلى تنفيذها.
🔸هل تعتقد أن السينما اليوم تؤدي رسالتها بالشكل المطلوب تجاه القضايا الإنسانية؟
◽السينما اليوم أمام مفترق طرق. هناك من يستخدمها كأداة للتسلية فقط، وهناك من لا يزال يؤمن بأنها صوت للناس وصورة للواقع. لا يمكن إنكار أن كثيرًا من الأفلام أصبحت تجارية بحتة، وتغفل عن القضايا الإنسانية الجوهرية، لكن في المقابل، هناك أيضًا أعمال قوية وجريئة تتناول مواضيع مثل اللجوء، الفقر، القمع، الهوية، وحتى الصحة النفسية، بطريقة مؤثرة. المشكلة ليست في السينما كفن، بل في توجهات السوق، وفي مدى استعداد المنتجين لدعم أفلام تُحاكي هموم الإنسان. باختصار: السينما قادرة، لكن هل يُسمح لها دائمًا أن تؤدي رسالتها؟ هذا هو السؤال الحقيقي.
🔸 ما أصعب تحدٍّ واجهته أثناء إخراج أحد أفلامك القصيرة؟
من أصعب التحديات التي واجهتها كانت صعوبات التصوير والتنفيذ، واختيار الممثلين وفريق العمل. هذه الجوانب جميعها تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، ولكن في النهاية نرى عملًا فنيًا قويًا يحمل معاني إنسانية عميقة.
🔸 كيف تغلبت على التحديات الإنتاجية في مسيرتك الفنية؟
◽السعي المستمر وراء الحلم، إلى جانب شغفي الحقيقي بما أقدمه، جعلني شخصًا صبورًا. لم يكن الوقت هو ما يشغلني، بل كان تركيزي دائمًا على ما سأقدمه، وماذا سيضيف عملي للمُشاهد.
🔸ما هي التجربة التي تعتبرها الأهم بين أكثر من 250 فيلمًا قدمتها؟ ولماذا؟
◽تجربة فيلم روح كعب عالي كانت من أهم تجاربي، واستمرت عملية التصوير فيه لمدة عام كامل، مما جعله تجربة استثنائية على جميع المستويات.
🔸 هل شعرت يومًا بالإحباط لدرجة التفكير في ترك هذا المجال؟
◽لا أعتقد أنني شعرت بالإحباط لدرجة التفكير في ترك المجال، لأنني كنت دائمًا ما أحاول التخفيف من الضغط بتغيير نمط حياتي أو أخذ استراحة قصيرة من العمل.
🔸في ظل الانتقادات التي تُوجَّه أحيانًا لنوعية بعض الأفلام حاليًا من حيث الابتذال أو خدش الحياء، وبصفتك مخرجًا شابًا، هل تسعى لتقديم أعمال “نظيفة” تحترم قيم المجتمع، أم أنك ترى أن الجرأة ضرورة فنية أحيانًا؟ وكيف توازن بين الفن والرسالة؟
◽أنا أؤمن أن الفن الحقيقي لا يحتاج إلى الابتذال ليكون جريئًا، بل العكس، أحيانًا تكون الجملة الصامتة أقوى من ألف مشهد صادم. وبصفتي مخرجًا نشأت في مجتمع عربي له قيمه وتقاليده، أرى أن من واجبي احترام تلك القيم دون أن أفرغ العمل من مضمونه. الجرأة بالنسبة لي لا تعني خدش الحياء، بل القدرة على طرح الأسئلة الصعبة، وفتح النقاش حول القضايا المسكوت عنها. التوازن بين الفن والرسالة يتحقق عندما أكون صادقًا مع نفسي ومع جمهوري، وعندما لا أتنازل عن القيمة الفنية من أجل الجرأة، ولا أضعف قوة الصورة بحجة احترام القيم، لأن السينما في النهاية هي لغة، وأهم ما فيها هو: كيف نقول ما نريد قوله.
🔸حدثنا عن جديدك! ما هي الفكرة الأساسية وراء فيلم “باب البحر؟
◽باب البحر هو فيلم دراما إنسانية، يتناول قضية سرطان الثدي عند النساء، إلى جانب مناقشته لمشكلات أخرى. هو عمل درامي رومانسي يحمل معاني الحب والوفاء في مدة 25 دقيقة. الفيلم من تأليفي وإخراجي.
🔸هل يتناول الفيلم قضية إنسانية أو مجتمعية كما عوّدت جمهورك؟
◽نعم، يتناول الفيلم قضية إنسانية حقيقية، منها موضوع الإيجار القديم، إضافة إلى تسليطه الضوء على معاناة النساء المصابات بسرطان الثدي.
🔸كيف كان التحضير والإنتاج لهذا الفيلم؟ وهل واجهت فيه تحديات مختلفة عن مشاريعك السابقة؟
◽لأول مرة، نقدم فيلمًا سينمائيًا مصورًا باستخدام الهاتف المحمول، وهو يشارك في فعاليات المركز القومي لسينما الهاتف. وقد استغرق التحضير للعمل وقتًا طويلًا، شمل الكتابة والتنفيذ والتصوير.
🔸بصراحة، هل شعرت يومًا أن هناك تجاهل من الوسط السينمائي لموهبتك؟ وهل تعتقد أن بعض المخرجين الشباب لا يحصلون على فرصهم العادلة؟
◽بصراحة، نعم، شعرت أحيانًا بوجود تجاهل، أو على الأقل بعدم تقدير كافٍ لما أقدمه، خصوصًا في البدايات. وهذا الشعور مشترك بين كثير من المخرجين الشباب، لأن الوسط السينمائي في بعض الأحيان لا ينصف إلا من يمتلك الدعم أو العلاقات. لكنني أؤمن بأن الموهبة الحقيقية تصمد، وتفرض نفسها مع مرور الوقت. صحيح أن الفرص لا تُمنح دائمًا بعدالة، لكن الإصرار والاستمرارية يصنعان فرقًا كبيرًا. التحدي الأكبر هو ألا تسمح للإحباط بأن يُوقفك، بل أن تحوله إلى دافع لإثبات أن ما تملكه يستحق أن يُشاهد.
______