المقالات

الحسين سيد الشهداء عليه السلام (الشعائر الحسينية) بقلم الكاتبة الصحفية زينب كاظم. العراق

أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
الحسين سيد الشهداء عليه السلام (الشعائر الحسينية)
سنتحدث في هذا المقال عن الامام الحسين عليه السلام الذي كلما هممنا للكتابة عنه سبقتنا الدموع وأوقفتنا وكلما حاولنا الكتابة عنه نجده أكبر من كل الحروف والكلمات وكلما أردنا أن نرد جزء من عطاءه وايثاره وتضحيته أنهمرت أنهار الحزن في صدورنا وامتلئت القلوب وجعا ودم ،لكن من المحزن أن هناك الكثير من البشر البعيدين عن الأنسانية والرحمة يحاربون الطقوس الحسينية بكل شراسة وبمختلف الطرق فتارة نجد عبارة تتكرر عبر التعليقات الموجودة في تطبيقات الأنترنيت تنم عن وحشية وحقد دفين وحرب لشخصية الحسين عليه السلام ولطقوسه التي اعتدنا عليها منذ ألف وأربع مئة عام مثلا كلمتي السخرية (الطم ترتاح)وهم لا يعرفون أن هذا واقع وليس سخرية ففي علم النفس ينصحون علماء النفس والأطباء النفسيين بالبكاء والنحيب والصراخ للتنفيس عن الطاقات السلبية وإخراج التراكمات النفسية الأليمة على شكل شحنات من خلال الدموع والصرخات عندما تزيد الضغوط والصدمات عن الطاقة التحملية للنفس البشرية ،وكل ذلك من ضغوط الحياة العادية فكيف هو الحال مع تلك المصيبة الأزلية الأبدية التي تتجدد معنا كل عام في ذكرى استشهاد ابن بنت النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتلك الجريمة التي اندت جبين الأنسانية ،والتي جعلت الحسين عليه السلام يظل حاضرا خالدا في قلوبنا ومعنا اينما كنا وجعلت قاتليه لعنهم الله يجلسون فترة على كرسي الحكم الساحر ومن ثم يذهبون إلى مزبلة التأريخ ويلعنهم اللاعنون الشرفاء أبد الدهر ما حيوا ،هذه الكارثة البشرية والتعدي الذي طال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ابن بنته هو تعدي على الدين والأنسانية والرحمة وتلك الكارثة كسرت العمود الفقري للقيم والمبادئ فانشطر الناس من خلالها إلى من يتبنى أخلاق وفضائل الأمام الحسين عليه السلام ويندبه في كل حين وبين من يعتنقون الباطل بل ويدافعون عنه بكل ضراوة ،اذن ما الدموع الا وفاء للحسين عليه السلام وما الصرخات الا صرخات في وجه الظلم وما اللطم بالأيدي الا معاول تهدم أصنام الظلم والجبروت ،والشيعة على وجه الخصوص هم عبارة عن بشرى الزهراء عليها السلام عندما وعدها النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يأتي شيعة جيلا بعد جيل يبكون الحسين عليه السلام.
إذا فاطمة الزهراء عليها السلام لطمت خدها على الحسين عليه السلام وفاطمة عليها السلام حجة نعتبرها في معتقدنا وذلك بقول الأمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وبأقوال كثيرة بل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان الصارخ على الحسين عليه السلام بوجود جبرائيل عليه السلام عندما نزل الأمين جبرائيل قال يا محمد أتفرح وهذا سيقتل في أرض يقال لها كربلاء فبكى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجهش بالبكاء بل وجزع جزعا شديدا بالبكاء وهذا موجود كذلك في كتاب مسند لأحمد ابن حنبل والرواية كالاتي وكان ذلك عندما ولد الأمام الحسين عليه السلام نزل جبرائيل عليه السلام على النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما بك يا جبرائيل فقال السلام يقرؤك السلام ويقول كأني بهذا المولود يقتل بأرض يقال لها نينوى (ونينوى وكربلاء اسمان لمكان واحد في التاريخ الإسلامي نينوى هي الاسم القديم للأرض التي شهدت مقتل الإمام الحسين بن علي عليه السلام، وتعرف الآن بكربلاء) ويقطع اربا اربا فكان الناعي جبرائيل والباكي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم والصارخ علي واللاطمة فاطمة فقالت وا أبتاه يا رسول الله أيقتل ولدي الحسين عليه السلام فقال بلا في زمن خالي مني ومنك ومن أخيه ومن أبيه فقالت اب من يقيم مأتمه من الذي سيبكي عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم سيخلق الله له شيعة ومحبون وموالون سيبكون عليه ويقيمون مأتمه وسيندبونه جيلا بعد جيل إلى يوم القيامة فقالت ما هي جائزة هؤلاء الشيعة فقال أنا سأشفع لهم يوم القيامة ) وهذا ما حدث إذن تحققت الرواية وتحققت نبوءة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهذا كان في العاشر من ذي الحجة اي تحقق ما قاله النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد أكثر من ١٤٠٠عام واكثر أوليس قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حجة واقراره حجة وفعله حجة وفاطمة عليها السلام لاطمة الخد بمحضر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإذا كان ذلك باطل لماذا لا يقول لها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بنيتي لا تلطمي على الحسين ولماذا سكت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذن السكوت عن هذا الفعل يعتبر حجة،بل حتى الأمام زين العابدين عليه السلام وهو أمام معصوم ونعتبره حجة علينا ضرب رأسه بالحائط عندما تذكر مصيبة الحسين عليه السلام والسيدة زينب عليها السلام ضربت رأسها في المحمل عندما رأت مصيبة الحسين عليه السلام بل وحتى الأمام الرضا عليه السلام انشد عنده شعر أن فاطمة عليها السلام تلطم على خذها ولم يستنكر ذلك بل أعطى للشاعر هدية (للطمت الخد فاطم عنده…. ولأجريت دمع العين على الوجنات )فهذا يدل أن الأمام وكل الأئمة لم يستنكروا هذا الفعل فلا إشكال فيه ،أما حكم الزنجبيل مثلا مسألة فقهية وتعود للمكلف فهو مخير ولا يوجد فيها وجوب فمثلا إذا الشخص لا يريد أن يفعلها ولديه اشكال عليها لا يفعلها ولا يوجد عليه واجب ،لكن هناك أمور عندنا إذا سقطت سقط الدين وليس البكاء واللطم والتطبير وضرب الزنجبيل ومن هذه الأمور توحيد الله عز وجل والايمان بالنبوة نبوة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وامامة أهل البيت عليهم السلام والعصمة عصمة ال البيت عليهم السلام فهذه أمور أصولية بحيث إذا صارت عليها شبهات قوية سقط معتقدنا والعياذ مثلا وهذا مثال والأمثال تضرب ولا تقاس وضربنا هذا المثال لتقريب الصورة للقارئ الكريم ،لأن ديننا مبني على هذه الأمور التي ذكرت أما الدين فليس مبنيا على التطبير واللطم وغيرها فمن لا يريد لا يفعل والجزع على الحسين عليه السلام يأتي بصورة فطرية وليس مقصودة فعند سماع المصيبة لا يحتمل فيجزع .
وهناك موضوع ذي صلة للأسف نجد ناس دارسين وواصلين مراحل علمية جيدة يحاولون التقليل من شأن ومن أهمية الدراسات الدينية والروايات ويدعون بأنها عبارة عن نقل فقط وهذا قمة الجهل بالأمور فلو كان الأمر كذلك لما وجدت هناك مدارس وجامعات ومعاهد حول العالم تدرس وعلماء يكتبون بحوثا دينية وتأريخية يشار لها بالبنان وكلها أخذت من ينابيع الكتب الموثوقة والروايات الصحيحة والمتواترة والمكررة فهم يدرسون ويقارنون ويتوصلون للحقائق سواء كان ذلك في الدين الأسلامي الحنيف (ونحن هنا بصدد الدراسات التي تخص المذهب الشيعي) أو فيما يخص العقائد الأخرى ،فأذا يريد الأنسان أن يكون علمانيا أو امبرياليا أو ملحدا أو لا دينيا هذا شأنه لكن محاولته طمس الحقائق بكلامه الذي يوحي به مخه المريض فهذا جريمة كبرى لا يمكن السكوت عليها ونحن هنا في نفس الوقت لا نريد أن يكون الدين ملقنا من الأهل والمجتمع والمدرسة فقط بل يجب أن يبحث ويدرس بنفسه ويتوصل للحقائق لأن العقيدة والدين لب الثقافة وعين العقل فالمثقف بدينه إنسانا عميقا ومثقفا واعيا وحقيقيا كذلك قال تعالى (ما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون )والعبادة هنا ليست مقتصرة على الصيام والصلاة والزكاة بل هي زكاة المعلومة الصادقة التي يعرفها الأنسان من خلال دراساته وتعمقه ومن ثم نشرها للناس بواقعية موثقة بأدلة لغرض تنوير مجتمعه وتطويره وإيصال الحقائق التي طالما حاولوا اخفاؤها ، فكم من انسان تصيبه صعقة كهربائية عندما ننقل له رواية صحيحة منقولة عن الأئمة المعصومين في الوقت الذي ينشر ويروج لمقولات الناس الملحدة ويتباهى أنه يعرفها وهو لا يعلم بأن أساس العلم هو ال البيت عليهم السلام فمثلا الأمام الصادق عليه السلام هو مؤسس علم الكيمياء والفيزياء ورغم ذلك ينسبون ذلك لأبن حيان رغم أنه ابن حيان نفسه اعترف بكل كتب التأريخ أن من علمه علم الكيمياء والفيزياء واساسياتهما هو الأمام الصادق عليه السلام هكذا يتم طمس وتزييف الحقائق ويدلس التأريخ .
فالأعلام الأموي الذي ظلم الأمام علي عليه السلام وادعى أنه لا يصلي ودعا الناس لسب الأمام علي عليه السلام من على المنابر نفسه يحاول تشويه صورة الشيعة حاليا بطرق سامة ومقصودة للأسف لكن لا يمكن تغطية الشمس بغربيل والحقائق خرجت تباعا ولا زالت تتوضح والحمد لله ،أما نحن فننشر مقالاتا عقائدية لغرض التوضيح لمن يعي وللطبقة المثقفة وللشرفاء فقط إذن هذه توضيحات بخصوص الشعائر وليس تبريرات فصاحب الحق لا يبرر ..
عظم الله اجر الأنسانية الحقيقية باستشهاد ابي الأحرار الأمام الحسين عليه السلام فسلام الله على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار