منوعة

الإعلامي سيد عدنان المكصوصي للراصد احاورته: سمية معاشي : 

حاورته: سمية معاشي

♦ الإعلامي سيد عدنان المكصوصي للراصد الدولي:

🔴🔴 من المجلات الورقية إلى الصحافة الرقمية.. كيف بدأت الحكاية…

🔴🔴 الإعلام الحكومي.. بين الرتابة والالتزام بالتعليمات

🔴🔴 ماجستير إدارة الإعلام.. نقلة نوعية في الأداء المهني

🔴🔴 حرية الصحافة في العراق: ديمقراطية ناشئة أم فوضى منظمة

____

▪️حاورته: سمية معاشي 🎙

🔹 ضيفنا اليوم هو الأستاذ سيد عدنان المكصوصي،، أحد الأسماء البارزة في الإعلام الحكومي العراقي. حاصل على ماجستير في إدارة الإعلام، وعضو متمرن في نقابة الصحفيين العراقيين، يشغل حاليًا منصب مدير إعلامي في وزارة الصناعة والمعادن، ويعمل أيضًا محررًا صحفيًا في وكالة أنباء نسيم الرافدين.

 

في هذا الحوار الخاص، نقترب أكثر من مسيرته، نتعرف على رؤيته حول الإعلام المؤسساتي، والصحافة الحرة، ودور الإعلام في التنمية، فضلًا عن نصائحه للشباب الإعلامي الطموح.

 

🔹نورت مرحبا:

 

▪️كيف بدأت مسيرتك الإعلامية، وما الذي دفعك لاختيار هذا المجال؟

 

◽بدأت مسيرتي منذ الصغر حيث كنت أتابع المجلات والصحف الورقية وقنوات التلفزيون الحكومية الرسمية وعددها 2 فقط، حيث قدمت بعض النشاطات والمشاركات المتواضعة في ذلك الوقت، لأن الإنترنت لم يكن موجودًا في العراق في العهد السابق (الثمانينيات والتسعينيات). وبعد سنة 2003م، حيث التحول الكبير ودخول عالم الإنترنت والانتشار الواسع لمواقع التواصل والنشر الإلكتروني، دفعني ذلك لاختيار هذا المجال حبًّا ورغبة في معرفة ما يدور في العالم من أحداث، وكذلك للاطلاع على ثقافات وعادات الشعوب الأخرى، والحصول على المعلومات المتعددة. حيث تعلمت الكثير وزاد هذا رصيد معلوماتي، وإلى اليوم أبحث عن كل ما هو جديد.

 

▪️من خلال عملك كمدير إعلامي في وزارة الصناعة والمعادن، ما أبرز التحديات التي تواجه الإعلام المؤسساتي الحكومي؟

 

◽ الإعلام المؤسساتي مقيد بضوابط وتعليمات النشر، لأنك تابع لمؤسسة حكومية تعمل حسب التوجيهات، سواء كان ذلك في نشر الخبر الذي يخص الدائرة الرسمية التي يعمل بها الشخص مقابل راتب حكومي، أو نشر توجيه من مسؤولك الأعلى، دون أن يكون لك رأي أو أي تدخل فيه. وهذا معمول به في جميع المؤسسات التابعة إلى الحكومة في العراق. نعمل وفق قانون موحد، مركزية القرار لا تعطي أي فسحة أو مجال لممثل الإعلام في التعديل أو الصياغة، مما يجعل الرتابة هي السائدة في تناول المعلومة ونشر الخبر.

 

▪️بصفتك محررًا صحفيًا في وكالة أنباء نسيم الرافدين، ما هي المعايير التي تعتمدها في تقييم المواد الإخبارية ونشرها؟

 

◽ هناك عدة معايير، أهمها: المصداقية من مصدر الخبر، الحيادية، الأمانة في الكتابة، وتجنب العاطفة، والابتعاد عن الميول أو الولاء أو المجاملات. لأن المتلقي والمتابع يعتبرك مصدر ثقة عندما يطلع ويقرأ ما نشرته وكتبته. وهذا يزيد من مكانتك لدى المتابع والقارئ والمتلقي، لأن جسور الثقة يجب أن تستمر وتتوسع وسط هذا الانفتاح وحرية النشر على مستوى العالم. خلاف ذلك، تفقد الثقة، وهنا تكون قد خسرت كل شيء سواء كنت بقصد أو غير قصد.

 

▪️كيف ساهمت دراستك لمرحلة الماجستير في “إدارة الإعلام” في تطوير أدائك المهني؟

 

◽شغفي وممارستي للإعلام في حياتي المدنية وكذلك الحكومية دفعني للبحث عن فرصة لإكمال الدراسات العليا حيث سنحت لي، وكان لابد من استغلالها. وبفضل الله تم ذلك وأكملت في تخصص “إدارة الإعلام”، وكان عنوان رسالتي في الماجستير هو “دراسة استراتيجية الصحافة الاستقصائية في الكشف عن قضايا الفساد المالي في المؤسسات الحكومية (صحيفتي الصباح والزمان نموذجًا)”. ولله الحمد نلت معدل 85-87 وتقييم جيد جدًا، مما كان له الأثر البالغ في نفسي حيث أعطاني ومنحني حافزًا ودافعًا لمزيد من الإبداع. كما اكتسبت معلومات وأشياء جديدة لم أكن أعرفها أثناء دراستي في مرحلة البكالوريوس، مما زاد من عطائي لخدمة المؤسسة الحكومية التي أعمل فيها وكذلك وكالة أنباء نسيم الرافدين.

 

▪️هل ترى أن الإعلام العراقي بحاجة إلى تجديد في المناهج الأكاديمية التي تدرس في الجامعات؟ ولماذا؟

 

◽سؤال جيد. نعم، يحتاج إلى التجديد لعدة أسباب، أهمها: لمسايرة الحداثة التي يشهدها ويعيشها العالم اليوم بسبب القفزة النوعية للتطور التكنولوجي الهائل في عالم الإلكترونيات، حيث النشر السريع والانتشار الواسع والحرية في الكتابة، التي قربت المسافات وألغت الممنوعات التي تصدرها حكومات الدول خوفًا على سلطانها. من الضروري التجديد في المناهج لأن بقاء نفس المنهج لحقب زمنية طويلة يشعرك بالرتابة. ونحن نعيش اليوم في عصر الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والتجديد في الإعلام يعتبر شيء إيجابي ونافع لمسايرة العالم وما وصل إليه.

 

▪️ كيف تقيم وضع حرية الصحافة في العراق اليوم؟ وهل هناك تطورات ملموسة؟

 

◽ بعد سنة 2003م، حيث التغيير من نظام شمولي بوليسي إلى متعدد الأقطاب – مدني – البث الفضائي – دخول الإنترنت – حرية الكتابة – النشر. ولكن هذا تحول إلى فوضى، لأننا نعيش ديمقراطية ناشئة بعد عقود من الدكتاتورية والظلم والحرمان. وكذلك عدم وجود قانون ينظم ذلك مما جعل الإعلام لمن هب ودب، حيث دخلت المهنة أشخاص ليسوا أكاديميين أو متخصصين، ولكنهم دخلوا بناءً على العلاقات والولاءات والمحسوبية مما أدى إلى تراجع واضح. ما فائدة الحرية بلا أشخاص أكاديميين أو متخصصين؟! لأن أغلب المؤسسات والأفراد والقنوات والمنابر أصبحت تدار وتتبع لمن يدفع ويمول، حتى صار الإعلام خانعًا وخاضعًا وموجهًا وسياسيًا وتجاريًا وتابعًا، حيث لا يوجد إعلام حر ومستقل بكل ما للكلمة من معنى. التطورات فقدت وضاعت وسط الفوضى العارمة بحجة المفهوم الخاطئ للحرية.

 

▪️ ما دور الإعلام في دعم جهود التنمية الاقتصادية والصناعية في العراق؟

 

◽ للإعلام دور بارز في جهود التنمية من خلال إبراز الوجه الحسن ونقل صورة بيضاء ومطمئنة لأصحاب الشركات ورؤوس الأموال، لغرض المساهمة والدخول في الاستثمارات. خصوصًا أن العراق خرج من حروب متعددة وحصار وإرهاب وتوقف عجلة الحياة فيه لأكثر من ثلاثة حقب زمنية. مشاريع كبرى وعملاقة بانتظار تنفيذها على أرض الواقع وتقع مسؤولية ذلك على الإعلام باعتباره واجهة تعكس واقع الحال في العراق وضرورة التأكيد على الإيجابيات في الترويج والنشر والإعلان.

 

▪️كيف توفق بين مهامك كمدير إعلامي ومحرر صحفي وعضو في نقابة الصحفيين؟

 

◽ تنظيم الوقت حسب الأعمال والالتزامات حسب المسؤولية والأهمية. وأنا باعتباري موظفًا رسميًا في مؤسسة حكومية، أكون ملتزمًا بها أولًا. أما عملي في الوكالة الإعلامية، فنحن مجموعة من الأشخاص كل حسب تخصصه وعنوانه. نمارس أعمالنا بكل أريحية. أما العضوية في نقابة الصحفيين، فهي تؤكد أننا خريجو إعلام لغرض التواصل في المناسبات والمؤتمرات والمشاركات الأخرى. فهي البيت لكل إعلاميي وصحفيي العراق وحسب التخصصات: إدارة الإعلام، الصحافة، الإذاعة والتلفزيون، العلاقات العامة، الإعلام الرقمي.

 

▪️ هل من شخصية إعلامية محلية أو عالمية أثرت بك خلال مسيرتك؟ ولماذا؟

 

◽ أعجبت بالكثير من الشخصيات المحلية، لكن لم أصل إلى حد التأثير، فقط أخذت الفكرة بغض النظر عن صاحبها من يكون، لأن كل إنسان لديه الطريقة التي يفكر بها والأسلوب الذي يميزه عن الآخرين.

أما على المستوى العالمي، بصراحة، أعجبت وتأثرت بشخصية “أوبرا وينفري” الأمريكية، وهي إعلامية مرموقة جمعت بين الثقافة والأسلوب المؤثر لدى المشاهدين والمتابعين مما ولد لها شعبية عارمة من كافة طبقات الجمهور ومن كلا الجنسين.

 

▪️ما النصيحة التي تقدمها للشباب العراقيين الراغبين بدخول مجال الإعلام والصحافة؟

 

◽ نصيحتي لكل من يرغب في مجال الإعلام والصحافة أن يؤمن بمبادئ المهنة باعتبارها إنسانية أولًا وأخلاقية واحترافية وتخصصية. يجب أن يؤمن بمبدأ المصداقية والأمانة والحيادية، وأن يكون مثقفًا وملمًا بكل شيء، وأن لا يخضع للميول والتأثير العقائدي والفكر السياسي، والابتعاد عن تعميم تلك القناعات والمسميات من خلال النشر والكتابة. عندئذٍ يكون قد حافظ على أهم ركيزة وهي الحيادية.

الشباب الواعي ثروة وطنية لبناء مستقبل زاهر للبلد من خلال استثمار تلك الطاقات التي تعتبر رأس مال لا ينضب.

______

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار