مقام رد الشمس اهميته ومكانته وبنائه بقلم المهندس عبدالكريم مهدي. العراق

مقام رد الشمس اهميته ومكانته وبنائه بقلم المهندس عبدالكريم مهدي. العراق
اشاروا الي بعض الاصدقاء الذين يهمهم توثيق تاريخي للاماكن المهمة التاريخية ضمن حدود الفرات الاوسط من مراقد ومقامات وجوامع تعرضت الى تحوير او صيانة او بناء والذين يهمهم توثيق الحقيقة من مصادرها او من شخوصها الحاضرين
من خلال نظره على الصور الخاصة بالموقع الاثري المهم تبين ان الجزء الاثري القيم هو القبة المخروطة والباحة المربوطة بالقبة المخروطة ذات الاقواس العباسية الواضحة بالصور وهذه الباحة والاقواس ذات الابعاد الكبيرة
اخر اعمال الصيانة الاثرية التي اجريتها في الموقع وباشراف دائرة الاثار كان عام ١٩٨٩ تمثل باسناد هذه الاواوين وباستخدام مواد مشابهه بلاجزاء المشيد منها الموقع دون اضافة او تحوير
القبة المخروطة:بناء تراثي جميل جدا بدأ ظهور مثل هذا الطراز في بناء القبب بنهاية العصر العباسي المتأخر
وهذا الطراز يعتمد على بناء المحاريب المتداخلة والمركبة وفق وحدات قياسية اعتمدها المعمار العراقي تبدأ بقياسات كبيرة وتتناقض بشكل تدريجي وحسب ارتفاع القبة ومركز الثقل لها باستخدام الاجر والنورة
القبة المحروطة مدار البحث بعد التصدع الكبير الذي حدث فيها نتيجة القدم والتاثير الجانبي على اساس القبة نتيجة حركة وسائط النقل الكبيرة والصغيرة والتي لا تبعد عن اساس القبة اكثر من ٤ امتار اضافة الى وجود القبور المحيطة باستس القبة وقدمها وعدم وجود صيانه لها بالرغم من المناشدات للجهات ذات العلاقة وكان اخرها نشر مقال ومناشدة حول خطورة القبة على ارواح المواطنين في جريدة الجمهورية عام ١٩٧٢ ولم نلقي اذان صاغية للحالة
وفي يوم عاصف جدا من عام ١٩٧٣ ساد الظلام في الحلة وسقط ثلثي القبة المخروطة ومن لطف الباري لم يكن احد متواجد في المقام لشدة العاصفة
ولاهمية الموقع شكلت دائرة الاوقاف في الحلة لجنة لاعادة بناء القبة المخروطة وصيانة المقام وبمبلغ ثمانية عشر الف دينار وكانت اللجنة برئاسة المهندس المرحوم شوقي جابر /مدير بلدية الحلة في وقتها ، والسيد عبد الرحمن الملي / الموظف في دائرة اوقاف الحلة واحد المحاسبين في الدائرة
استعانت اللجنة بالمرحوم المعماري الحاج مرزة في اعادة بناء القبة المخروطة وبالرغم من صعوبة اعادة بناءها وقلة المبلغ الموجود للجنة ومع ذلك استطاعت اللجنة والحاج مرزة من اعادة بناء القبة المخروطة بنفس الطراز السابق وبمساعدة الميسورين من اهالي الحلة تم بناء السياج للمقام للمحافظة على الاراضي التابعة له ، والغريب في الموضوع ان ديوان الاوقاف العامة في بغداد رفض استلام العمل واطفاء السلفة بذمة اللجنة بالرغم من انجاز العمل خلال السنة التي شكلت بها اللجنة اي بحدود ١٩٧٤ تم اكمال العمل ولاسباب غير معروفة لم يتم اطفاء السلفة واستلام العمل من اللجنة لغاية ١٩٨٩ حيث تم تشكيل لجنة لاستلام العمل من قبلي والمهندس حازم فاضل من الدائرة الهندسية في بغداد واشراك المهندس المشرف المرحوم شوقي ظاهر وتم اطفاء السلفة التي بذمة اللجنة اي في الوقت الذي كنت في الصف الثالث متوسط اكملت اللجنة عملها وعند تعييني بالاوقاف بعد مرور خمسة عشر سنة من الحدث قمت باستلام العمل
في فترة الستينات او الخمسينات تم بناء مأذنة بالقرب من القبة المخروطية مشيدة من الطابوق العادي ومغلفة من الطابوق الماطلي المنجور والمطعم بالكالوك الكربلائي وقمة المأذنة مزينة بالاشياف الكربلائي ولفظ الجلالة من الستن ستيل والمطلي بالكروم
الاضافات والتحويرات التي اجريت على الموقع شوهت المعاني التاريخية للموقع لكنها وفرت الخدمات الضرورية للزائر لكن مع الاسف بعد صيانة المقام واعادة بناء القبة من جديد وتصدعها والسبب الرئيسي في التصدع والاضرار الكبيرة التي تحدث في اغلب المواقع الاثرية والمهمة هو غياب القرار الفتي الصحيح وعدم الاستعانة بالخبراء الحقيقيين في هذا المجال مما يؤدي الى اتخاذ قرارات تؤدي الى فقدان الموقع للروح الحقيقية والاثرية والحسية ويرتب اثر في صرف مبالغ كبيرة ليش في محلها كما في مواقع كثيرة يعرف المتلقي كثير منها مع الاسف

