المحلية

زكية محمد… صوت الجزائر الذي يُهاجم بدل أن يُكرَّم

كتبت: سمية معاشي على الراصد الدولي للأنباء 

🟠🟠 زكية محمد… صوت الجزائر الذي يُهاجم بدل أن يُكرَّم

_____

كتبت: سمية معاشي على الراصد الدولي للأنباء

 

▪️الفنانة القديرة زكية محمد من الأسماء التي سكنت وجدان الوطن، ومن الأصوات النسوية التي أنشدت للجزائر حبًا ووفاءً، وغنّت لكبار الشعراء، وعلى رأسهم الشاعر الكبير سليمان جوادي. صوتها عاش بيننا جيلاً من الزمن الجميل، ذاك الجيل الذي لم يعرف وسائل التواصل، لكنه عرف كيف يُطرب بروح الكلمة وأصالة اللحن.

 

زكية محمد لم تكن مجرد مطربة، بل كانت سفيرة للجزائر بصوتها الشجي، غنت للوطن في عزّ الأوقات الصعبة، وظلّت وفية لرسالتها الفنية رغم الظروف. لكن المؤسف، بل والموجع، أن تُقابل كل تلك المسيرة اليوم بحملة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي، حملات تحريض وافتراء لا تستند إلى منطق ولا حقيقة، تطعن في وطنيتها، وتصفها زورًا بالخيانة.

 

أي خيانة تُلصق بصوت نشأ على حب الجزائر، وتغنّى بها منذ نعومة أظفاره؟! أليس من الجُرم أن تُحاكم فنانة على كلمة قالتها بعفوية، بينما تُسلب منها حتى أبسط حقوقها في التعبير؟! الأدهى أن من صبّوا عليها جام الغضب والذم، لم يكتفوا بذلك، بل تجاهلوا تمامًا شرف الكلمة، وأخلاق الحوار، وكرامة الإنسان.

 

إن ما تتعرض له زكية محمد ليس إلا حملة مبيتة، يقودها بعض المتطرفين أو أعداء النجاح، وبدل أن نفتح نقاشًا عقلانيًا مع مختصين حول ما قيل أو لم يُقَل، اندفع كثيرون، بعضهم من مسؤولين يُفترض أن يكونوا قدوة، في نبرة غوغائية تحرّض وتتهم وتُقصي.

 

هكذا يُذبح صوت وطني عظيم في وضح النهار، لا لشيء، إلا لأنه أخلص للجزائر… تلك الجزائر التي ما زالت زكية محمد تغني لها، وتبكي من أجلها، وتفتخر أنها من بناتها.

 

ما يحدث اليوم ليس مجرد نقد… بل هو نهش في لحم أخت، أخت كرّست فنّها لوطنها، وكان الأولى أن تُكرَّم لا أن تُدان.

فرفقًا بالفن… رفقًا بالأصوات التي بُني بها وجدان الجزائر… رفقًا بزكية محمد.

______

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار