الرئيسية

اغنيه المگير ماهي قصتها : بقلم الاستاذ حليم عباس الأعرجي. جمهورية العراق    

اغنيه المگير ماهي قصتها : بقلم الاستاذ حليم عباس الأعرجي. جمهورية العراق

 

نشرت البارحه منشورا عن الشاعر كاظم الرويعي واتصل بي صديق لي هو الاستاذ كاظم الغريباوي واشكرة لما اضاف على منشورنا بعض المعلومات باعتبارة شاهد عيان لصديقه الذي اسماة كعشرة عمر معه لمدينه المدحتيه

وقال لي كنت زميلا للمرحوم كاظم الرويعي وقدم لي بعض المعلومات فشكرته على ذالك وارسل لي فيدو صورة وصوت عن قصه ( اغنيه المگير) مشكورا من شهود عيان لماطلبت منه ماهي حقيقه تلك الاغنيه التي كتب كلماتها الشاعر زامل سعيد فتاح هل من خياله صاغها تلك الكلمات ام قصه حقيقيه صورها بقصيدته ؟ فكان الرد بل هي قصه حقيقيه وقعت باحدى قرى الناصريه وعلى مقربه من قضاء سوق الشيوخ بعدما سمعت الفيدو الذي من قبله فشكرته على ذالك

 

 

ملخص القصه ان احد الشيوخ في تلك القرى التابعه لمحافظه ذي قار الناصريه اليوم له بستان من النخيل وهو ثري ومعروف بين افراد القريه توفيت زوجته وقرر الزواج من امراة ثانيه لان الشيوخ لايستغنون عن الزوجه بحكم مكانتهم الاجتماعيه فرزقه الله منها ولد كان في غايه الجمال كامه الا ان الاب اصابه مرض فاوصى اولادة باخيهم الصغير خيرا وان لايشعروة بالذله وليكن مدللا واوصى ولدة الكبير بذالك مع اخوته وبعدها توفي الاب وعاش الولد مدللا بين اخوته

لم تمضي سنين طويله حتى توفت ام الشاب المدلل وبقي يتما لكن الاخ الكبير كان بمثابه الاب له امتثل لوصيه والدة فلم يشعرة بلوعه فقدان الابوين وعاش مترفا يامر وينهى حتى صار شابا يركب فرس والدة وهو في البستان فكان محسودا من بنات القريه وهو ابن شيخ معزز مكرم من قبل الاخوة خاصه وان اخاة الكبير اوصى زوجات اخوته بان يهتمن به ولم يشعر بلوعه اليتم ويخدمن اخاهم باحترام من دون ملل

كانت العادة في القرى انذاك و في موسم الگصاص للنخيل ( موسم جني التمر ) كانت بستان الشيخ في كل موسم يستاجر نساء لجني التمر في موسم ( الگصاص ) يطلق عليهن اسم ( الطواشات ) بالعاميه وعادة من المناطق القريبه للقريه لكن الشيخ بزمانه كان يستاجر نساء من البصرة فكان الابن الكبير على سجيه والدة

كانت فتاة جميله من بين الطواشات وقع الشاب ابن الشيخ المدلل بحبها وهي بادلته بنفس الشعور الى ان افصح بحبه لاخيه لكنه رفض بحكم واقعه الكبير الاجتماعي لانه ابن شيخ وهي فقيرة طواشةاعتبرها عيب يلحق باسم العائله وحتى نساء الاخوة قلن له هذا لايجوز لاننا بنات شيوخ وما عليك الا ان تختار زوجه من بنات عمك ولكن الشاب ركب راسه ورفض كلامهم وقال لا ارغب بهن فان لم اتزوج الا بمن احبها لا اتزوج بغيرها فركب راسه بعناد

اضطر الاخ الكبير ان يرضخ له لان وصيه اباة بعنقه بان لايرد له طلب رغم انه مع اخوته غير قانعين بزواجه من تلك الطواشه وفعلا خطبها من اهلها والغريب ان الفتاة كانت يتيمه الاب حيث تكفلهاالاعمام فقالوا للخطابه ابنتنا فقيرة ونحن فقراء وانتم اولاد شيوخ وحياتها معكم صعبه وتذل عندكم لكن الخطابه ومن كلام الاخ الكبير تعهد أمامهم بانها تعيش معززة ومكرمه اكراما لاخيه ولوالدة فتم الزواج وكل شي سار بشكل صحيح

مرت الايام والاشهر وكانت زوجات الاخوة ينظرن اليها بكراهيه وبحسد وهن كمن يخدمنها وهي طواشه وهذا لايجوز لكن خوفهن من الازواج اجبرن لخدمتها وشعرت الشابه بمرارة العيش معهن بمرور الزمن وغير قانعه لانها من عائله فقيرة وهن بنات شيوخ فكانت العلاقهمعهن علاقهةحسد وكراهيه لاعلاقه حب وصبرت لكن نفء صبرها حتى زادت المشاكل يوما بعد يوم فقررت ان تشكو لزوجها وفعلا قالت له ذات مرة اريد منك طلبا تحققه لي فقال انت تامرين واناانفذ فابتسمت قائله لاتقدر فغضب قائلا كيف هل انت عاقله فقالت لا اقول الا بان تقسم لي بالامام ابو الفضل العباس عليه السلام فاستغرب وقال ماهو طلبك قالت اقسم لي اولا فاقسم لها فقالت طلقني فوقع كلامها كالصاعقة على راسهة فبهت لايقول شيئا

فراودها بان تترك هذا الطلب لكنها اصرت وقالت انت اقسمت بالامام لي وانا لا اتراجع بكلامي وبقيت انت والامام تحازى ان نقضت العهد والكلام معي فخاف من هذا القسم لانه عاش في قريه لا تعرف المراوغه والكذب وحبهم لاهل البيت عليهم السلام فاضطر يلبي طلبها لكن بمرارة وتم الطلاق ولما طلبت منه ان يرسلها الى اهلها بالبصرة حمل متاعها الى محطه (المگير ) القريبه من القريه لكي تركب بالقطار الصاعد من بغداد للبصرة

هنا الشاعر زامل سعيد فتاح اجاد بوصف الحاله الماسويه مابين الزوج والزوجه وكيف تم الطلاق والفراق بينهما فلاالزوح مرتاح ولا الزوجه مرتاحه فوصف الحاله بقصيده كتبها بالسبعينات اسماها (المگير) نسبه الى تلك المحطه التي فارق بها الزوج زوجته لما ركبت بالقطار الى البصرة ومما جاء بقصيدته :

١-مشيت وياة للمگير اودعنه

مشيت وكل كتر منه انهدم بالحسرة والونه

على الرمله وضوة الگمرة يناشدني وانشدنه

٢بجه ودموعي لاگنه

بعد وعضاي زتنه ويوميلي بطرف جفيته ومن ابعيد اشوفنه

وصاح الريل وانه وياة يعت بيه واعتز بنه يجرني بحيله ويصوفر وانه معىرت اجرنه ذمه برگبتك خلي فرد مشوار اشوفنه

٣ـ ولك ياريل لاتجعر خذت ولفي واريدنه وجزاني يجر فراگينه وماميش حيل اردنه واظل ارفس رفس الطير ادين ازغار لزمنه

واهومش مادريت منين

جدمي وين انگلنه واحط گلبي على السجه بلجي الزين اسمعنه وعلى الدلال مو سجه مشى الريل اهيسنه

٤ـ واعد محاط للبصرة ها تل اللحم وصلوا

جزوا ونام وهدل شعرة

ولك ياريل لاتجعر اخاف اتفزز السمرة وارد للناصريه اردود مخنوگ بالف عبرة

يراويني النهر موگاف حبنا وديرة العشرة

يگلي اصبر شهر ويعود والمفطو م شيصبرة

الرحمه لك ياشعارنا الفذ زامل وانت صورت لنا بهذة القصيدة اروع لوعه حب وفراق بين زوحين في مقتبل العمر كانت عوادي الزمن اجبرتمها على الفراق في ذالك الزمن الجميل بجمال وطيبه قلوب اهلنا ايام السبعينات والله من وراء القصد

شاعر من مدينتي الحله

ذاك هو الشاعر كاظم الرويعي

١٩٤١-٢٠٠٢:

صدق من قال يهرم الرجل اذابليت مشاعرة وتهرم المراة اذا بلي مظهرها وبانت تجاعيد وجهها والذين يطالبون بحريه المراة ليست غايتهم فكريه بقدر ماهي شهوانيه فهم يريدونها ان تتحرر بجسدها لابعقلها فليس كل مايقرا قد يكون صح وليس كل من نسمع بانه خطا هو صح بل الحياة تجارب وما عليك الا ان تعرف الحقيقه بنفسك لا من غيرك

رجل شاعر يعد من ابرز الشعراء ممن كتب بالشعر الشعبي ووصف سعرة بالالم والحب واللوعه والغربه لانه عانى مراىة الحياة آنذاك. لهذا عبر بشعرة عن الوطن وعن الارض والفلاح والصديق واغلب قصائدة هي كانت غنائيه لحلاوة كلماتها وقد غناها مطربي العراق في حقبه السبعينات امثال فاضل عواد. حسين نعمه وسعد الحلي وحميد منصور وفؤاد سالم وغيرهم من للمطربين في تلك الحقبه الفنيه بالعراق والتي وصفت ب العصر الذهبي للعراق في السبعينات من القرن الماضي وبالذات١٩٧٠-١٩٧٥

هذا الشاعر الفذ كاظم ناصر الرويعي ولد بمدينه المدحتيه التابعه لمحافظه بابل /الحله سنه ١٩٤١ واكمل دراسته الاعداديه بالحله سنه ١٩٦٣ ثم اكمل دراسته الجامعية في بغداد في كليه الشريعه نهايه الستينات تقريبا

اجود ما قاله وكتبه الشاعر كاظم الرويعي هو بشعر شعبي فيه نوع من اللوعه والعتاب للاصدقاء اخترت لكم منها لما قال :

اون من ونتي اليرضع يشيب

وعلى المبعد حبيبه الگلب ينعاب

دحنو لي واذكروا بعشرتي الطيب

ولو حنه گلوب اجناب لجناب

العتب شيفيد لوعن ناظري اتغيب

وگبل مافادو احنه الباب بالباب

جميل جدا يصور لوعته عتابه لمن هم نسوة بارض الغربه فقد خاب ظنه بمن هم اعز الناس له فقد تركوة مجهول الهويه لما ترك المدحتيه مجبرا من قبل ازلام النظام الدكتاتوري فهو يقول انا ليس الصديق المفضل عندكم لماذا !؟ ولكن القلوب الضعيفه تجازي الحبيب بذالك اذا انقلبت الامور وربما البعض معذور لان النظام الدكتاتوري كان يطارد المعارضين له وهو رجل معروف بوطنيته ومعارضا لذالك النظام

اروع مشاركه لشاعرنا كان ارث اصيل تركه هو اوبريت (لوحه الارض ) غناها فؤاد سالم وشاركته زميلته لم يذكرني اسمها رازقيه ام غيرها ويقول فيه وهو يتغنى بحب الفلاح للارض والعامل لوطنه ومصنعه غناها فؤاد سالم بالسبعينات من القرن الماضي وتقول كلماته :

ياعشگنه فرحت الطير اليرد لعشو شه عصاري

يا عشنگه

ومن صوابيط العنب ونحوشه عصاري ياعشنگه

وگاعنه فضه وذهب واحنه شذرة

وشحلات العمر لو طال بعمرها

ياعشنگه

اما اجمل كلماته شعرا وقد صارت اغنيه وقد غناها اغلب المطربين منها

١ـ اغنيه ( يانجو م صيرن گلايد ياگمر شذرة

صوغت ولف للولف يضون على صدرة ) غناها فاضل عواد بالسبعينات

٢ـ اغنيه(ضوة خدك مادري صوة الگمرة

جوري عطرك ماادري انت من عطرة للمطرب فاضل عواد )

٣ـ اغنيه ( تناشدني عليك الناس واتحير شجاوبها

هاالفتنه الماتنقاس گلي منين جايبها غناهاسعد الحلي )

٤ـ اغنيه ( يم داركم والتمت بروحي المحنه واشتهت لخباركم للمطرب حميد منصور )

وللعلم ان الجواهري يقول ما ان سمعت بهذة الاغنيه فعلا شعرت بالغربه وبالحنين للاهل لما كنت لاجئا في سوريا ومدح كاظم الرويعي لهذة الكلمات الجميله

وللعلم ان الرويعي ممن عاصر الشعراء الفطاحل انذاك وهو من زملائهم منهم مظفر النواب ووزهير الدجيلي وناظم السماوي وكاظم اسماعيل الگاطع وذياب گزار غيرهم

كذالك يعد من اصدقاء الكتاب والادباء والمفكر السيد عزيز السيد جاسم ورياض النعماني وصفاء الحافظ والروائي حسن مطلگ ممن غادرو ارض الوطن الى الخارج بسبب مطاردة النظام البائد لهم فرحمهم الله لما قدموة من ارث عريق بالادب والشعر والفن

ترك الرويعي الحله لانه مطارد من قبل النظام الدكتاتوري الى عمان وهناك توفي غريبا سنه ٢٠٠٢ وهو يحن الى ارض الوطن والى مدينته المدحتيه واهلها ورحمه الله كان علما من اعلام كتاب الادب والشعر الشعبي بجدارة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار