الأديب: Izza Abdelhamid دعوة للتأمل من خلال كتاباته.. 🔵 حين تُصبح اللغة مصلًّى: قراءة في تجربته الأدبية
كتب: سمية معاشي على وكالة الراصد الدولية للأنباء

♦الأديب: Izza Abdelhamid
🔵 هل نحتاج إلى ضجيج لنكون أدباء؟ دعوة للتأمل من خلال كتاباته..
🔵 حين تُصبح اللغة مصلًّى: قراءة في تجربته الأدبية
________
كتب: سمية معاشي على الراصد الدولي
▪️ حين ينحني الشعر للشعر وتصافح الروح ظلها في مرآة الإحساس، تولد لحظة لا تشبه إلا ذاتها… لحظة خالصة، لا تُوصف إلا بصمتٍ يقف على عتبة الدهشة.
قرأتُ له مرارًا، فلم تكن حروفه نصوصًا تُقرأ، بل نوافذ تُفتح على الذات؛ شُرفات تطل منها الروح على أعماقها. لم يكن كاتبًا يُلقي بالكلمات كما يُلقى الظلّ على الجدار، بل كان يصغي من الجهة التي لا يسمع منها أحد… الجهة التي يسكنها القلب.
في حضرة قلمه، تدرك أن الكتابة ليست صوتًا يُقال، بل رجعُ صدى يُسمع من الداخل… كتابة تُحادثك، تُربّت على كتفك، تُوقظ فيك صوتًا كان نائمًا. تجعلك تكتب، وإن لم تنوِ، وتحبّ، وإن كنت منسيًّا.
وعندما يُذكر الأدب الراقي في الجزائر، ينهض اسمه في البال كجناح طائر لا يشبه سربًا. هو ليس كاتبًا بين الكتّاب، بل مقامٌ فريد. لا يكتب ليُحدِث ضجيجًا، بل ليصغي إلى صمت الأشياء… ليُعلّم اللغة كيف تطير، كيف تُغني.
هو الكاتب القدير إيزة عبد الحميد… أديب متفرّد، يكتب بشذرات تحمل من الشعر ظلاله، ومن النثر خفّته، ومن التصوّف أسراره. نصوصه كالماء العذب، لا تملّها، بل تشتاق لارتشاف المزيد منها. من قرأ له يعلم أن اللغة، في محرابه، ترتقي، وتتطهّر.
وعندما يلتقي الورق بقلمه، تُضاء العتمة. ينهمر الحرفُ من بين يديه طيّعًا، ساحرًا، يلامس الوجدان ويخترق القلب. تأثره العميق بأفكار الكبار كابن عربي وجلال الدين الرومي ..
يبدو واضحًا في كتاباته: فيها الهمس، وفيها المعنى المضمر، وفيها البصمة التي لا تُخطئها العين، ولا يُخطئها القلب.
إنه كاتب لا يُحكى عنه فقط… بل يُقرأ، ويُصغى إليه، ويُسكن في الذاكرة طويلاً.
______________
