(رجال حول الرسول )(عمير بن سعد ٠٠نسيج وحده)اعداد السيد جعفر طاهر العميدي

(رجال حول الرسول )(عمير بن سعد ٠٠نسيج وحده)اعداد السيد جعفر طاهر العميدي
اللهم صلي على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما
كان المسلمون يلقبونه ٠٠(نسيج وحده)!! ٠٠ابوه (سعد) القاريء شهد مع رسول الله معركة بدر الكبرى والمشاهد بعدها وظل أمينا على العهد حتى لقى الله شهيدا في موقعة القادسية ٠٠٠ولقد اصطحب ابنه إلى رسول الله فبايع النبي واسلم٠٠ ومنذ اسلم (عمير) وهو عابد مقيم في محراب الله٠ وكان يهرب من الأضواء ويفيء إلى سكينة الظلال ٠ فهو يهرول إلى الصفوف الأولى راجيا أن يكون من المستشهدين فهو اواب يبكي ذنبه٠٠متبتل ينشد اوبه٠٠ مسافر الى الله في كل ظعن ؛ وفي كل مقام٠٠ ولقد جعل له الله في قلوب الأصحاب ودا فكان قرة أعينهم ومهوى افئدتهم٠٠ ولم يكن يؤثر على دينه أحدا ولا شيئا٠٠
(قصة إخلاصه نزل فيه قرآن)
++++++++++++++++++++
سمع يوما (جلاس بن سويد بن الصامت ) وكان يصله بقرابة ٠٠سمع منه كلاما في دارهم يقول(لئن كان الرجل صادقا لنحن شر من الحمر) وكان يقصد رسول الله وهو من دخل الاسلام رهبا لا عن عقيدة وايمان٠٠ ولما سمع منه (عمير بن سعد )كلام (جلاس بن سويد بن الصامت) تفجرت فيه الحمية والإخلاص لرسول الله ودين الاسلام فقال له :((ياجلاس)) والله انك احب الناس الي ولقد قلت مقالة لو إذاعتها عنك لأذتك ولو صمت عليها ليهلكن ديني وان حق الدين لأولى بالوفاء وإني لمبلغ رسول الله ما قلت))٠٠وارضى (عمير )ضميره الورع تماما٠٠ فهو اولا: أدى أمانة المجلس حقها وارتفع بنفسه الكبيرة عن أن يقوم بدور المستمع الواشي٠٠ وهو ثانيا: أدى لدينه حقه فيكشف عن نفاق مريب٠٠٠ وهو ثالثا: أعطى (جلاسا بن بن سويد بن الصامت) فرصة الرجوع عن خطأه واستغفار الله منه حين صارحه بأنه يبلغ رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ولو أنه فعل آنئذ لاستراح ضمير (عمير) ولم تعد الحاجة لإبلاغ رسول الله عليه الصلاة والسلام ٠٠ بيد أن (جلاس بن سويد )أخذته العزة بالاثم ولم يعتذر وغادرهم (عمير بن سعد) وهو يقول :((لأيلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يشركني في اثمك)) وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الى. (جلاس بن سويد بن الصامت) فأنكر وحلف يمينا كاذبا لكن آية القرآن جاءت لتفصل الحق من الباطل:((يحلفون بالله ما قالوا٠٠ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا٠٠ومانقموا إلا أن اغناهم الله ورسوله من فضله٠٠٠((فإن يتوبوا يك خيرا لهم وأن يتوبوا يعذبهم الله عذابا اليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير)) ٠٠٠وبعدها اضطر (جلاس أن يعتذر بمقالته وان يعتذر عن خطيئته٠٠٠وكان تصرف(عمير ) هذا خير وبركة على جلاس بن سويد فقد تاب وحسن اسلامه٠٠٠ وأخذ النبي بأذن (عمير) وقال له وهو يغمره بسناه:((ياغلام ٠٠وفت اذنك٠٠وصدقك ربك))
وكان خليفة المسلمين (عمربن الخطاب)ينتقي ولاته من الزاهدين والامناء الصادقين ٠٠واختار (عمير بن سعد) وليا على حمص٠٠وحاول (عمير ) أن يخلص منها وينجو لكن الخليفة عمر بن الخطاب الزمه بها إلزاما وفرضها عليه فرضا ٠٠٠ وفي حمص مضى عليه عاما كامل لم يصل منه الى المدينة اي خراج منها ٠٠فكتب إليه كتابا يستدعيه إلى المدينة٠٠٠
+واليكم هذا المشهد الرهيب+
***********************
ذات يوم شهدت شوارع المدينة رجلا أشعث اغبر تغشاه عناء السفر يكاد يقتلع خطأه من الأرض اقتلاعا من طول ما لاقى من عناء السفر وما بذل من جهد ٠٠وعلى كتفه اليمنى جراب وقصعة٠٠وعلى كتفه الأيسر قرية صغيرة فيها ماء٠٠ !! وأنه يتوكأ على عصا ودلف إلى مجلس (عمر بن الخطاب) في خطى وئيدة٠٠ وعندما رأى الخليفة قال: السلام عليك يا امير المؤمنين٠٠ ويرد السلام عليه ثم يسأله وقد ألمه مارآه عليه من جهد وأعياء:(ماشانئك ياعمير٠٠؟؟
فقال شأني ماترى٠٠الا ترى إني صحيح البدن ظاهر الدم معي الدنيا أجرها بقرنيها٠٠؟؟!!
قال عمر(( وما معك٠٠؟؟
قال عمير ؛((معي جراني احمل فيها زادي٠٠ وشرابي وقصعتي اكل منها وادواتي احمل فيها وضوئي وشرابي ٠٠ وعصاي اتوكأ عليها واجاهد بها عدوا أن عرض٠٠ فو الله ما الدنيا الا تبع لمتاعي٠٠!!
قال عمر :((اجئت ما شيا))
قال عمير((نعم))
قال عمر((أولم تجد من يعطيك دابة تركبها ٠٠؟؟
فأجاب عمير((أنهم لم يفعلوا ٠٠واني لم اسالهم٠٠ أما البلد الذي بعثتني إليه فجمعت صلحاء أهله ووليتهم جباية فيئهم وأموالهم حتى إذا جمعوها وضعتها في مواقعها ولو بقي منها شيء لأتيتك به٠٠
قال عمر((فما جئتني بشيء٠٠؟؟
قال عمير :((لا ))
وقد أنبهر عمر بن الخطاب سعيدا بهذا النموذج فقال(( جددوا لعمير عهدا٠٠
واجابه عمير في استغناء عظيم((تلك ايام خلت لاعملت لك ولا لأحد بعدك))وقد رسم وهو أمير حمص كلمات يصدح بها المسلمون فوق المنابر وها هي ذي:(( ألا ان الاسلام حائط منيع وباب وثيق ٠٠فحائط الاسلام هو العدل وبابه الحق٠٠فاذا نقض الحائط وحطم الباب استفتح الاسلام٠))
وقال((ولا يزال الاسلام منيعا ما اشتد السلطان وليست شدة السلطان بالسبف ولا ضربا بالسوط ولكن قضاء بالحق وأخذا بالعدل))
تعالوا نحن رؤوسنا وجباهنا:
لخير المعلمين محمد٠٠
لإمام المتقين محمد٠٠
وسلام الله على اله الطيبين الطاهرين وسلام على أصحابه الأبرار المتقين٠٠
اعداد السيد جعفر طاهر العميدي
