المقالات

التطرف الديني من المسؤول عنه؟ بقلم الكاتب والفنان التشكيلي (كريم علوان الرسام)

متابعة الأستاذ حامد الهلالي

التطرف الديني من المسؤول عنه؟

بقلم الكاتب والفنان التشكيلي (كريم علوان الرسام)

**************************

ماهو التطرف؟

التطرف هو الميل لآراء أو سلوكيات متشددة تتجاوز الحدود المقبولة عمومًا في المجتمع، سواء كانت هذه الآراء أو السلوكيات سياسية أو دينية أو اجتماعية و إنه يمثل الابتعاد عن الاعتدال والتوازن والوسطية، وغالبًا ما يرتبط بالعنف والتعصب الاعمى الناتج عن الجهل والإدراك وقلة الحكمة والعرفان ومن ثم الايمان ولو كان هنالك علم وفقه للدين وكتاب الله لما اشتغل عامة الناس بالغلوا بافكارهم البعيدة عن الحقيقة واتباع الظن والوهم

إن في التطرف العنيف إساءةفهو يقوض السلام والأمن وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، ولا يسلم أي بلد أو منطقة من آثاره.

والتطرف العنيف ظاهرة تتسم بالتنوع وتفتقر إلى تعريف محدد. وهو ليس بالأمر الجديد، ولا يقتصر على منطقة أو جنسية بعينها أو على نظام عقائدي معين. ومع ذلك، فإن جماعات إرهابية مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وتنظيم القاعدة وجماعة بوكو حرام قد شكلت، في السنوات الأخيرة، ملامح تصورنا للتطرف العنيف وحددت معالم النقاش المتعلق بكيفية التصدي لهذا التهديد. ورسالة التعصب – الديني والثقافي والاجتماعي – التي تبثها هذه الجماعات كانت لها عواقب وخيمة في العديد من مناطق العالم. وهي تسعى، بحيازتها للأراضي واستخدامها وسائط التواصل الاجتماعي لإيصال أفكارها وإنجازاتها آنيا إلى مختلف أرجاء العالم، إلى تحدي قيم السلام والعدالة والكرامة الإنسانية التي نشترك فيها جميعا.

وان الحلول الجذرية للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة تتطلب مالي:-

١- الاتزان والاتزام بمنهج القران الكريم واوامر ونواهي سيدنا وقائدنا الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم ومن الايات التي ترفض التطرف وتكفره وهي عديدة ونذكر منها مايلي(﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾

[ آل عمران: 103]

٢-الآية الكريمة “مثل الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا” تشير إلى أهل التفرق والاختلاف في الدين. تعني الآية أن هؤلاء الأشخاص قد اتبعوا أهواءهم المختلفة، وتفرقوا إلى جماعات وأحزاب متناحرة، كل حزب بما لديه فرحون، أي يعتقدون أنهم على الحق وحدهم، وأن غيرهم على باطل.

٣-وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓاْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ…..

والتزموا طاعة الله وطاعة رسوله في كل أحوالكم، ولا تختلفوا فتتفرق كلمتكم وتختلف قلوبكم، فتضعفوا وتذهب قوتكم ونصركم..

ومن الاحاديث النبوية التي ترفض التطرف نذكر منها

عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم يقول: إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان.

وفي رواية: “من أتاكم وأمركم جميع على رجل منكم يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه”.

وقوله: ” فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع “؛ أي: مجتمعة على إمام واحد.

وقوله: ” فاضربوه بالسيف كائنا من كان “؛ أي: لا يحترم لشرفه ونسبه، ولا يهاب لعشيرته ونسبه، بل يبادر بقتله قبل شرارة شره واستحكام فساده …

ومن الحلول الجذرية لهذا المرض الخطير الذي ينهش جسد هذه الأمة الإسلامية هي عدم معرفة نعمة الله( فاصبحتم بنعمة اخوان) اي امام زمان هذه الامة….وكذلك عدم وجود الإيمان الحقيقي.

فالايمان يجعل جسد الامة الاسلامية جسد واحد…

﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾

[ الحجرات: 10]……والحديث

الشريف ” عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (مثل المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا” )يصف العلاقة بين المؤمنين بأنها علاقة تلاحم وتكاتف، تماماً كالبنيان المتماسك الذي يتقوى كل جزء فيه بالآخر.

اللهم صل على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى اله وصحبه وسلم تسليما.

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار