المقالات

إليزا ماسيا… شاعرة الجمال والإبداع الإنساني، وسفيرة السلام بين ثقافات العالم.

حاورتها لوكالة الراصد الدولية للانباء : دنيا صاحب - العراق 

إليزا ماسيا… شاعرة الجمال والإبداع الإنساني، وسفيرة السلام بين ثقافات العالم.

حاورتها : دنيا صاحب – العراق

نستضيف في هذا الحوار الخاص الشاعرة والفنانة الإيطالية إليزا ماسيا، إحدى أبرز الأسماء في الساحة الأدبية والثقافية العالمية، والتي جمعت بين الكتابة والشعر والفن التشكيلي والإعلام الثقافي استطاعت إليزا ماسيا أن تؤسس لنفسها حضوراً لافتاً عبر مشاركاتها الدولية، وإسهاماتها في تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال الأدب والفن. هي كاتبة، شاعرة ثنائية اللغة (الإيطالية – الإسبانية)، ناقدة مذيعة إذاعية، ومنسقة فعاليات ثقافية، اختارت أن تجعل من الكلمة جسرا للتلاقي الإنساني ومن الفن رسالةً للسلام والجمال.لم تتوقف مساهماتها عند حدود الإبداع الأدبي، بل مارست أيضاً نشاطاً إعلامياً بارزًا تمثل في نشر وتوثيق مواضيع الكتّاب والتعريف بإنتاجاتهم الفكرية، مما عزز حضورها كصوت ثقافي قادر على مدّ الجسور بين المبدعين في العالم. رحلة إليزا ماسيا الإبداعية التي انطلقت من مسقط رأسها في وسط إيطاليا امتدت لتصل إلى العالم أجمع حيث عُرفت بمثابرتها، تنوع إنتاجها الأدبي، وانخراطها في مهرجانات وملتقيات دولية جعلتها تُلقب بـ “سفيرة السلام والثقافة وشاعرة بلغة الجمال الإنساني، في السطور التالية نقترب أكثر من عوالمها الإبداعية، رؤيتها الفكرية ورسالتها التي تنسجها بين الشعر، الفن، والإنسان.

• بدايةً نرحّب بالشاعرة والفنانة المرموقة إليزا ماسيا. هل يمكنك تقديم نفسك للجمهور والتعريف بهويتك الشخصية والثقافية؟

– أنا كاتبة، محاضِرة، مذيعة إذاعية، ملقّية، ناقدة، كاتبة مقالات، شاعرة ثنائية اللغة (إيطالية–إسبانية)، عضو في لجان تحكيم مسابقات الشعر، مُحاوِرة ومُروِّجة ثقافية في إيطاليا والعالم. منذ أكتوبر 2023 أقدّم البرنامج الثنائي اللغة (الإيطالية–الإسبانية) “البحث عن الجمال الحقيقي” مع بيترو لا باربيرا، يتخلله يوم أحد في كل شهر أمسية شعرية دولية تتضمن مقابلات وقراءات شعرية لشعراء عالميين.

عضو فخري في “كرسي النساء”.

عضو مسجَّل ومؤسِّسة مشاركة في “ويكي-بويزيا”.

لدي صفحة في “ويكيتيا” حاصلة على لقب “الأكاديمية الخالدة”، ومنسّقة إيطاليا ومديرة الاتصالات والفعاليات في أكاديمية “ألباب”.

عضوة ومنسقة لمهرجان PILF 2021 – 2022 – 2023 – 2024 – 2025، ولمهرجان الفنون والنحت PIAF للأعوام 2022 – 2023 – 2024 – 2025 التابع لمؤسسة كتّاب العالم ودار Writers Editor.

عُيِّنت قائدة “البينالي الدولي للأيقونة والقديسين” 2023.

حكمت في “بانوراما الكتاب الإيطالي الذهبي” Golden Book Awards لعامي 2023 – 2024.

شاعرة مختارة شهريًا منذ مايو 2019 حتى 2025، ومشاركة في مختارات سنوية تصدر عن دار النشر OPA للأرشيف الأدبي بإشراف نيلفرو نيل شوفرو.

أرسم وألوّن عبر دروس عبر الإنترنت يقدّمها الفنان والنحّات والخزّاف الأرجنتيني ميغيل أنخيل غينياثو.

تعاونت مع الشاعر والصحفي النيكاراغوي كارلوس خاركين، وأليسيا أنطونيا مونيوث فيري “غوايني” – الأرجنتين، ومع الشاعر والصحفي جهانغير ميرزو.

شاركت في مسابقات وأحداث أدبية للأطفال وقصصهم ضمن مشروع “أنسترياليا ابن الشمس” لستيلاماريس ساندوفال – الأرجنتين. حصلت من حركة “باسيس نونتي” – الأرجنتين على شهادة و”علم السلام العالمي” بصفة “مبشِّرة وبانية للسلام”.

حصلت على دبلوم “جائزة العالم” لعام 2022 من البروفيسور رحيم كريم كريموف.

نُشرت أعمالي في مجلة “أزهار” من العدد 121 إلى 137 بإشراف خوسيه لويس روبيو ثارثويلا. كما صدرت لي مجموعة شعرية رقمية بعنوان “القمر السامي” بالإيطالية والإسبانية.

مؤلّفة في مجلة “ألساندريا توداي” بنحو 2000 مقالة منشورة.

مدونة شخصية بعنوان: nonsoloarteepoesia Magiche Emozioni dell’Anima (سحر عواطف الروح).

وُلدت في بلدة بوسط إيطاليا وما زلت أعيش فيها. أحبّ الهدوء ولذلك أفضل العيش في المكان الذي أقيم فيه، حيث أتمتع بهواء نقي ومناظر طبيعية خلابة، وتلال خضراء وغابات بكر، وشروق وغروب شمس يبعثان على الجمال والإلهام الكبير.

• احكي لنا عن اللحظة التي شعرتِ فيها أن الكتابة والفن هما رسالتك الحقيقية في الحياة؟

– منذ طفولتي كنت مبدعة؛ بدأت بتعلّم الكروشيه لأصنع أعمالًا فنية من القطن والصوف: أغطية طاولات، أوشحة، ملابس، وسائد، قبعات. كما تعلمت الخياطة وقصّ الملابس من نماذج ورقية وخياطة الفساتين حسب المقاس. التحقت بدورات لتعلّم تشطيب الملابس من الأقمشة الفاخرة والرقيقة. أحببت التمثيل ثم الكتابة، التي كانت دومًا مقرونة بالقراءة. الفضول للبحث والدراسة كان دائماً أساساً متيناً جعلني أكتب الإهداءات والقصائد على دفاتر المدرسة أو كهدايا للأصدقاء دون أن أحتفظ بنسخة.

بدأت الكتابة بانتظام بعد الزلزال الذي ضرب بلدتي في 31 أكتوبر 2002، والذي خلّف الموت والألم. من بين الشقوق التي فتحتها الكارثة على الجدران وفي النفوس وُلد إلهام شعري وما زلت أحتفظ ببعض آثاره.

بعض قصائدي بقيت محفوظة في مختارات، خاصة لمشاركتي في جائزة “هيستونيوم” لتسع دورات، والتي شكلت نقطة مهمة في مسيرتي الشعرية المتنامية.

لاحقًا، عبر “فيسبوك”، التقيت بالفنان والشاعر الكبير إرمينيو جيراردو الذي شجعني كثيراً وقدّم لي نصائح قيّمة.

أواصل الدراسة لأطوّر أسلوبي الشعري نحو مزيد من الرقي والأناقة؛ بدأت أولًا بالشعر الحر ثم بالقوافي، ثم بالسونيتات المتنوعة، ومؤخراً (منذ مطلع 2025) بدأت أدرس أسلوباً جديدًا مع البروفيسور كريم عبد الله – العراق، حيث أستخدم استعارات متعددة تمنح النص ألوانًا ومعاني أعمق، ما فتح لي آفاق إلهام شعري أكثر شمولية وجذب القراء الذين يقدّرون هذا التحول.

• كيف تصفين مسارك الإبداعي، من بداياتك في سانتا كروتشي دي مانيانو حتى مشاركتك الحالية في الفعاليات الثقافية الأوروبية والدولية؟

– بالنسبة لي كان الأمر طبيعياً تماماً؛ كان استجابة لميولي الإبداعية الفطرية، فقد شعرت دومًا بحاجة إلى العمل والإبداع وعدم الاكتفاء بالمشاهدة.

في البداية لم أتخيل أنني سأصبح “مواطنة عالمية”، حيث بفضل وسائل الاتصال الحديثة تمكّنت من التعرف على أشخاص كان لهم أثر في مسيرتي الشعرية والأدبية والفنية والثقافية عالمياً. كان ذلك بمثابة تدريب يومي وإثراء متواصل، مع حسن اختيار الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب.

بعد أن تعرّفت على ثقافة أمريكا اللاتينية، أصبحت اليوم على اتصال وثيق بشعراء وفنانين وكتّاب وصحفيين من الشرق مهد الثقافة القديمة، التي أكن لها إعجاباً كبيراً.

بفضل شخصيتي المنفتحة على الشمولية والتطوع، وجدت سهولة في دخول العالم الثقافي والأدبي على الإنترنت. لطالما تميّزت بالصبر والاحترام للآخر.

أكنّ امتناناً كبيراً لكل من ساعدني في مسيرتي، وأردد دوماً أن “لا أحد يصل وحده”، بل شعرت مراراً أن هناك من أخذ بيدي مثل الشاعر والصحفي الهندي أسوك كومار ميترا، والإيطالي ستيفانو كاباسو، والشاعر ريناتو مارجاريتشي، وإرمينيو جيراردو، الذين قدّموني لمجموعات ثقافية عالمية أصبحت بالنسبة لي مدرسة مهمة.

• ما القيم والمبادئ التي تحرصين على أن تنعكس في أعمالك الأدبية والفنية؟

– القيم التي أحرص على نقلها والتي تُستَقبَل بوضوح هي تلك التي أؤمن بها بصدق، والتي ورثتها عن والديَّ، وأشكرهما دائمًا على المبادئ التربوية التي منحتني هوية متميزة وفريدة.

أهمها: الصدق، الإخلاص، الوفاء، احترام الجميع، عدم التحدث بالسوء عن أحد، الأخوة، والرحمة.

• كتبك تتنوع بين الشعر والمقالات والقصص. كيف تختارين المواضيع التي تتناولينها، وما هو مصدر إلهامك الأساسي؟

– غالباً ما تكون المواضيع مرتبطة بفعاليات أُدعى إليها وهذا يمنحني الفرصة للتعمق أو دراسة موضوعات جديدة تثير فضولي.الإلهام قد يكون موجهاً ومرتبطاً بحدث، وقد يكون عفوياً يأتي فجأة في الذهن فأكتب فوراً كي لا أفقده.

أحب أيضاً أن أكتب انطلاقًا من أفكار تثير إلهاماً متجدداً أُطوّره من زاويتي الخاصة، ما يمنح النص بصمتي المميزة.

• برأيك، ما الدور الذي يمكن أن تؤديه الأدب والفن في تعزيز التفاهم بين الثقافات المختلفة؟

– الترويج للأدب والفن هو مشاركة، وهو الوجه الإيثاري للفكر الإبداعي. لا معنى لابتكار الجمال وحبسه في الأدراج.

أؤمن أن الشعر كالجواهر، لا يُحتفظ به للنفس فقط، بل يجب مشاركته لأنه قد يترك أثراً عميقًا في نفس قارئ ما.

إن منح قصيدة تصنع ابتسامة واحدة أو لحظة تأمل يعني أن الشاعر قد أنجز مهمته.

• هل هناك تجربة أو حدث أثّر بشكل كبير على مسيرتك الإبداعية أو أسلوبك الفني؟

– بعد فقدان الشاعر إرمينيو جيراردو، الذي شجعني على الكتابة، انضممت إلى مجموعة “ورود وأوركيدات شعرية”. أردت أن أكرّمه بمشاركة إحدى قصائده. رحّب رئيس المجموعة إنريكو لينيرو سيرانو بفكرتي ومن هناك بدأت رحلتي كمنسّقة ومروّجة ثقافية عالمياً.

تقدمت بخطوات صغيرة، دون طموح مفرط، بل بصبر واختيار الأشخاص الإيجابيين فقط وتجنّب الانتهازيين أو الأنانيين الذين يحاولون إضعاف الآخرين ليبرّزوا أنفسهم.

• كيف ترين العلاقة بين الجمال الفني والرسالة الإنسانية في أعمالك؟

– هناك دائمًا ترابط بين الجمال الفني والادبي والرسالة الإنسانية، لا يمكن فصل أحدهما عن الأخر. عند صياغة الجمال والأصالة في النص الشعري أسعى إلى بثّ رسائل متعددة تُستقبل بشكل مختلف من القراء، ما يفتح آفاقًا جديدة ويتيح حواراً بنّاءً معهم.

• هل تطمحين لأن يكون لك دور أوسع كـ “سفيرة للسلام” من خلال فنك وكتاباتك؟ وكيف ترين قدرة الأدب والفن على بناء جسور السلام بين الشعوب؟

– لم أسعَ يومًا وراء المناصب أو المراتب الأولى، بل كان كل شيء يسير بعفوية وبساطة.

أفضّل أن أعيش في سلام ومحبة مع الجميع، وأضع خبراتي دائمًا في خدمة الآخرين للمشاركة في أي فعالية ثقافية.

أؤمن أن الوصول وحدي بلا معنى إذا تُرك الآخرون خلفي.

• خلال مسيرتك الطويلة، ما التحديات التي واجهتها ككاتبة وفنانة، وكيف تخطيتها؟

– لم أعتبر مسيرتي تحدياً، بل مساراً للتعلّم والنمو الشخصي.

التحدي الوحيد هو مع نفسي؛ أن أكون غداً أفضل مما كنتُ عليه بالأمس، عبر الدراسة اليومية المستمرة لصقل معارفي وقدراتي.

• أخيرًا، ما الرسالة التي ترغبين في إيصالها إلى الجيل الجديد من الكتّاب والفنانين والشعراء وخاصة أولئك الذين يسعون لإحداث تأثير إيجابي في العالم عبر إبداعهم؟

• رسالتي لهم: واصلوا الدراسة دائمًا، وابقوا طلاباً لا أساتذة فاليوم يظن الجميع أنه يعرف أكثر من الآخر،لا تقعوا في وهم أنكم “وصلتم إلى القمة”، بل تحلّوا بالتواضع، وكونوا قادرين على مواجهة أنفسكم يوميًا فهذا هو التحدي الأصعب.

“أهم المؤلفات الشعرية لإليزا ماسيا”:

1. مبشرة القمر

2. الريح المتوحشة (ترجمة شعرية لكتاب أسوك كومار ميترا)

3. مشاعر سحرية للروح

4. أحلام مرسومة

5. لحن الحب

6. بين اللانهاية والاتساع

7. الترابط العقلي

8. القمر السامي (ثنائي اللغة: إيطالية–إسبانية)

9. شمس حمراء

10. أجنحة الحرية

11. أتنفّس… بالقلب

12. أغنية الحصى (ترجمة شعرية لكتاب أسوك كومار ميترا)

13. دائرة كاملة (يناير 2025)

14. ارتقاءات الروح (ثنائي اللغة: إيطالية–فرنسية، ترجمة ستيفانو كييزا)

15. مقابلات من أجل السلام (بالاشتراك مع ستيفانو كييزا، فبراير 2025)

16. ارتقاءات الروح (ثنائي اللغة: إيطالية–إنجليزية)

17. كل شيء موسيقى

18. من يهديك الزهور

19. أصوات القلب: قصائد لإليزا ماسيا مع قراءة نقدية للدكتور كريم عبد الله – العراق

20. الروح في الشعر: قصائد لإليزا ماسيا مع قراءة نقدية للدكتور كريم عبد الله – العراق

21. قصائد من أصابع ناعمة، دراسة أدبية – الجزء الأول (بالاشتراك مع الدكتور كريم عبد الله – العراق)

22. قصائد من أصابع ناعمة، دراسة أدبية – الجزء الثاني (بالاشتراك مع الدكتور كريم عبد الله – العراق)

23. مختارات شعرية: البحث عن الجمال الحقيقي (ثنائي اللغة: إيطالية–إسبانية) من المجلد الأول حتى الخامس

24. مختارات شعرية للأمسيات الدولية (ثنائي اللغة: إيطالية–إسبانية) المجلد الأول والثاني

كما أن لها مشاركات عديدة جدًا في مختارات شعرية وطنية ودولية بقصيدة واحدة حتى عشر قصائد في كل مشاركة.

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار