المقالات

الادب دوره في التغير في المجتمع …بقلم المفكر والكاتب د. جلال عبدالكريم الشيخلي العبيدي. العراق 

الادب دوره في التغير في المجتمع …بقلم المفكر والكاتب د. جلال عبدالكريم الشيخلي العبيدي. العراق

الامين العام ورئيس مجلس إدارة اتحاد الاكاديميين والمثقفين الدولي …

إنَّ الأدب فنٌّ غير محايد، ومهما حاول أن يتجرَّد من انتمائه السياسي أو العقدي أو الأيديولوجي؛ فإنه غير قادر على ذلك. إنه دائماً تعبير عن رؤية فكرية، عن تصور للكون والإنسان والحياة، وهو دائما طموح إلى ترسيخ مفاهيم أو تغيير مفاهيم، مستغلاً قدراته النفسية والجمالية لإحداث هذا التغيير .

يمكن للأدب أيضًا أن يُنمّي التعاطف ونظرية العقل، أو القدرة على قراءة أفكار الآخرين، من خلال تشجيع القراء على تبني منظور الشخصيات الخيالية. ومن منظور واقعي، يُسهم الأدب أيضًا في إحداث تغيير اجتماعي من خلال كشف حقائق المجتمع

 

التحول هو التغيير. قد يشمل تطورًا كاملًا للشخصية إلى شخص جديد، أو قد يتضمن تغييرًا جذريًا في العقلية، أو العملية، أو الشخصية، أو التوجه

زيادة المخزون اللغوي والتعبير عن النفس

وعليه، يمكن القول إنّ الأدب يضع النقاط على حروفنا، ويبدّد الضباب عن أنفسنا، فنفهمها ونتمكن من التعبير عنها. الكلمات أداة البشر في التفاهم والتواصل فيما بينهم، كما أنها أداة فهم النفس والتصالح معها ومع ظلها.

يلعب الأدب دورًا هامًا في إحداث التغيير في المجتمع، فهو ليس مجرد وسيلة للتعبير الفني، بل هو أداة فعالة لتشكيل الوعي العام والتأثير في سلوك الأفراد وقيمهم. الأدب قادر على تحفيز التفكير النقدي، وإثارة التساؤلات حول الواقع، وتقديم نماذج جديدة للتفكير والسلوك، مما يساهم في إحداث التغيير الاجتماعي والفكري.

دور الأدب في التغيير:

التعبير عن الواقع:

يعكس الأدب الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي، ويسلط الضوء على المشكلات والتناقضات في المجتمع، مما يثير الوعي ويحفز على التغيير.

تغيير المفاهيم والقيم:

يمكن للأدب أن يغير المفاهيم والقيم السائدة في المجتمع، من خلال تقديم نماذج جديدة للأخلاق والسلوك، وتحدي الأفكار التقليدية.

إلهام التغيير:

يلهم الأدب الأفراد للتفكير بشكل مختلف، واتخاذ مواقف جديدة، والمشاركة في الحركات الاجتماعية التي تسعى إلى التغيير.

التعبير عن الهوية:

يسهم الأدب في تشكيل الهوية الثقافية للمجتمع، وتعزيز الانتماء الوطني، وحماية التراث الثقافي.

تجاوز الحدود:

يساهم الأدب في تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، من خلال تبادل الأفكار والخبرات بين الشعوب المختلفة، مما يؤدي إلى تعزيز التفاهم والتعاون الدولي.

أمثلة على دور الأدب في التغيير:

الأدب المقاوم:

في فترات الاستعمار والاحتلال، لعب الأدب المقاوم دورًا هامًا في تحفيز الشعوب على النضال من أجل الاستقلال والحرية.

الأدب الاجتماعي:

يسلط الضوء على قضايا الفقر والظلم والتمييز، ويدعو إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.

الأدب النسوي:

يناقش قضايا المرأة وحقوقها، ويسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين.

ختامًا:

إن الأدب ليس مجرد كلمات على ورق، بل هو قوة دافعة للتغيير، وقادر على تحويل المجتمعات وتشكيل مستقبلها. لذا، يجب على المجتمعات أن تولي الأدب اهتمامًا خاصًا، وأن تشجع الكتاب والأدباء على مواصلة دورهم في إحداث التغيير الإيجابي.

لا شكّ في أنّ التفكير النظري في الأدب وعلاقته بالإنسان والعالم يستندُ إلى تقليد فلسفي يمتد إلى البدايات الأولى للتنظير للأدب في إطار نظرية المحاكاة عندما تساءل أفلاطون، وهو الذي كتب عن الشعر مطولًا في العديد من محاوراته، عن الدور الذي يَنهضُ به الشعراء، فأنكر عليهم أن يكونوا يتحدثون باسم حكمة ما أو تحمل نغمة حديثهم الإقناع في طياتها، وهكذا طالب بطردهم خارج مدينته الفاضلة. ومنذ القدم كان وعد الأدب ولا يزال هو التعبير عن الحياة، من خلال ما يُتيحُ للقراء من منافذ إلى مسارات جديدة للتعرف على تجاربهم وحيواتهم من منظورات لم يسبق أن اختبروها من قبل، لكنّها تَتعيّنُ بالنسبة لهم بمثابة المرآة التي تَنعكسُ عليها أحلامهم ومشاعرهم المختلفة. ورغم أن المكانة والوظيفة التي يَنهضُ بها الأدب فيما يخصّ إعطاء الحياة محتواها الصلب بديهية، فإن الأدب – هذه الكلمة التي من فرط التبدّلات التي تطاولها، وكثيرًا ما شدّد رولان بارت على مسيس الحاجة إلى كتابة تاريخها- لم يكف، مع ذلك، عن أن يوضع موضع المساءلة والتفكير والتأمل والشكّ في دوره، بل وحتى في وجوده. ولربّما لهذا السبب استنتج محمد برادة أن “علاقة الأدب بالبوطيقا، منذ القديم، هي باستمرار علاقة هروب وانفلات تجعل الأدب حريصًا على الزّوغان من قبضة النظريات والتنظيرات الإستتيقية والبوطيقية والبلاغية التي تحاول إخضاع النّسغ النّابض، والدّفق الوجداني المنطلق لمقتضيات المفاهيم والمصطلحات المنشغلة باختزال النصوص الإبداعية في جملة أشكال ومقولات معقلنة”. إذًا، في كلّ عصر يتجدّد السؤال ليس فقط عن طبيعة الأدب ومبادئه ومقوماته الجمالية، وإنما أيضًا عن الموقع الذي يشغله قياسًا إلى الخطابات وأشكال المعرفة الأخرى، وعن دوره بالنسبة للفرد والمجتمع. .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار