الثقافة والفن

( لهفةٌ لا تعرفُ السكون) بقلم الشاعرة. إنعام الحمداني/ جمهورية العراق 

( لهفةٌ لا تعرفُ السكون) بقلم الشاعرة. إنعام الحمداني/ جمهورية العراق

 

لهفتي إليك

ليست شوقاً عادياً

إنها إعصار يقتلع سكوني

ويذرّيه في الجهات الأربع.

 

أراك في كل شيء

في ارتجافة الضوء على زجاج النافذة

في دفء الفنجان بين يديّ

في صمت الليل حين يتثاءب وحيداً

وفي رعشة الحروف التي تكتبك بلا وعي.

 

لهفتي إليك

تجعلني أعدّ الدقائق كطفلٍ ينتظر عيديته

وتحوّلني إلى عاشقٍ

يخاف أن يفلت منك حتى في الحلم.

فأنا حين أحلم بك

أستيقظ مرتجفاً

أمدّ يدي إلى الفراغ

كأنني أخشى أن تتبخر صورتك

قبل أن تكتمل ابتسامتك في مخيلتي.

 

أيتها المسافة التي تفصلني عنك

كم مرة لعنتك في سري!

كم مرة حاولت أن أمدّ قلبي جسراً

فأتعثر بغيابك؟

أيتها اللحظة التي لم تصل بعد

ألا ترحمين جنوني؟

 

لهفتي تشبه النار

لكنها نارٌ لا تحرق

بل تنير دربي إليك.

تشبه المطر

لكنها مطرٌ يتركني أكثر عطشاً.

تشبه البحر

لكنها بحرٌ لا يعرف الشاطئ.

 

كلما حاولت أن أهدأ

يزداد اضطرامي.

كلما أقنعت نفسي أنني صبور

ينهار صبري أمام أول خفقة قلبٍ

تنطق باسمك.

 

لهفتي إليك علّمتني أن العشق

ليس أن نلتقي فقط

بل أن أفتقدك حتى وأنت بين ذراعي.

أن أبحث عنك فيك

كما لو أنك متاهةٌ لا قرار لها.

 

أيها الحبيب

إنني مجنون بك

ولن أشفى من هذا الجنون

حتى لو غسلتني كل أنهار الأرض

وغطّتني كل سماوات الصبر.

فأنا خلقت لأحبك

ولهفتي إليك هي دمي

هي نشيدي

هي الطريق الذي يقودني دائماً

إليك

 

وأخيراً … إن كنت وحيداً في زمنك

فأنا سأحرق الليالي باسمك

أوقد من أنفاسي شموعًا تكسر جدران البعد

وأرصف الظلام بأغاني الجنون حتى ينهار.

سأرسل إليك لهفةً مشتعلةً كبركانٍ لا يهدأ

تبلعُ المسافات، وتدكُّ الصمت، وتفتحُ البابَ على جناحين

واحدٌ يدخلون ب هُنا نحنُ

والآخر يخرجون به كلّ ما بقي من صبرٍ للّقاء.

 

فلتعلم إن اشتعلتُ فها أنا أشتعل لأجلك

ولن أملك حينها سوى الرغبةُ الوحيدةَ

أن أدخلك معي في اللهب

حيث نتحول إلى وعدٍ لا يطفئه وقت، ولا يُطفئه

غياب..

 

إنعام الحمداني

 

2025/9/17

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار