محكمة الشيطان بقلم الأديبة آمال السعدي.. العراق
محكمة الشيطان بقلم الأديبة آمال السعدي.. العراق
عالم فاض برسل حملت رسالات بها العشرة فحوى و عدد،هي عشرٌ من الفروض و عشرٌ من السلوك و عشرٌ من الاخلاق و القيم، فكم من العشَرة تم بها الالق؟ميثولوجيا انتهجت و أقُنعنا أنها الحق الذي لا يُعدم،رسل قاتلوا و قُتِلوا لاجل العشرة التي بها الوعد مَنفى،حُررت اسطورة الشيطان أو(إبليس،لوسفر،دفل،سيتان)،روايات عديدة لكل ديانة و مذهب رأي و طرح و أبالسة غالطت التعريف و رثى بها الوشم، أن اعتمدنا التعريف اللغوي،فالشيطنة سيداتي سادتي هي الملعنة و القدرة على اللعب بكل اشكال الحيل التي تحقق ما رغب بها السيد إبليس، لكن القصة هي لابليس الذي لانذكره الا قليلا وبات الشيطان الذاكرة و الفعل الادهى في عوالم التعريف و اللفظ.
كتاب العهد القديم هو اول من اختلق قصة أبليس أو الشيطان(هي الكلمة المستخدمة في اللغة العبرية)و مثلوه على شكل ثعبان أجتهد في أغراء الأُنسية و رفيقها أدم(فقط للذكر الأُنسية كانت طلب أدم لقتل الوحدة أي فكرة السلطوية الذكورية ليست جديدة)، لكنها تبقى أسطورة لم يتم التأكيد على صحتها الى اليوم بل اعتمدناها رغم إنا نعي أن العهد القديم لا يمثل كل الاديان.،أما العهد الجديد وضع اللوم على المرأة بشكل يوحي إشكاليتها في سبب نشاة فكرة الشيطان أو إبليس، يذكر العهد الجديد أن القادم من نسل إمرأة سيسحق الشيطان!!! وفقا لطبيعة التوالد البشري المرأة هي التي تلد الادمية ترى ما الذي يشير اليه العهد الجديد؟؟ من هو الشيطان و من هو ادم؟ و هل هذه فرضية قديمة لخلق النزاع الجنسي في التفضيل و الفرض؟هل الطبيعة ارادت ان تنشر الفتنة بين البشرية؟
الاية التي كانت تقريبا اول الأشارة الى كفر إبليس هي:
“” وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ””
رد إبليس “”
“أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ”
( لاحظ الإشارة منه و ليس منها؟؟؟)
بين الامر و الرد منطق يشير الى أن الرد باحث عن حق لم يوفر له مثلما وفر لادم،وفقا للكتاب الكريم أن ابليس ليس ملاك لكنه جني من الارض!!! هل هذا يعني أن الارض كانت ملك للمشعوذين قبل أن يخلق أدم و أُنسيته؟ و هل كانت هناك امبراطوريتان تتنازع امبراطورية الارض و امبراطورية السماء؟دُرِسنا ان الارض تواجدت قبل خلق أدم و الدليل على ذلك((أن الملائكة قد رأت وعلمت ما كان من إفساد الجن وسفكهم الدماء)) كما ورد في الاية 16 من سورة الجن:
{وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً}
هذا اثبات على أن سكان الارض ماكانوا يوما أبناء خير بل القتل سياسة أعتلتهم و بها دونوا كل التراتيل، فكرة الاحتلال ليست بجديدة فهي بنت التاريخ و العقيدة المعتمدة عبر كل العصور، ربما هناك ضرورة في خلق أدم ليعد عالم و سياسة اخرى مخالفة لما به حُكمت الاؤض؟و عليه أرسلت الرسالات مشاهد عوالم الاخلاق، صراع ابدي بين عالم الجريمة و السلوك حتمية لامهرب منها.
خلق ادم كان له سبب،هي محاولة من سلطة السماء في انقاذ الارض من عالم الجن وسلالته لكن هذه التركيبة اخفقت في تاكيد الحمض النووي، وربما الرسالات كلها مثلوجيا اخرى لم تفلح في فلح لحصاد افضل !!!!السؤال هنا لمن و على من نرفع الشكوى وكيف تبسط المحكمة و من هو القاضي الذي سيقر قرار حكم الافضلية؟ وعلى من سيقع الخيار؟.
هل كانت هناك محكمة لابليس حين رفض السجود لادم أم هو مجرد تبادل اقوال بين الخالق و إبليس؟ لماذا طلب الخالق ذو الشأن الاعلى من الجن أن يعترف بولادة أدم؟وهل فعلا أن هناك إثم أسمه حواء؟إن كان مثل هذا الاثم فكيف للأُنسية نسب به القدرة على الغاء و انهاء حكم إبليس وفقا لما اتى به العهد الجديد؟و ما هدف الله في رفع أبليس من الارض الى السماء ليحضر احتفالية خلق أدم و الانسية؟وهل فعلا كفر أكل التفاح؟ لما هو فاكهة بها الضرورة و وصف للكثير من الامراض إن كانت فاكهة شيطانية؟وهل هناك دكتاتور اكبر فرض حكم التحريم ليبسط سلطته على البشر؟ و لما جعل للأُنسية أرض الميعاد جنة بها تطأ تكريما لما تتحمل من اوجاع في حمل و خلق البشر؟
علامات استفهام كثيرة لابد أن تكون قد وردت في ذهن الكثير منكم و اتى الوقت لطرحها و اعلانها لعلنا نصل لحوارية اخرى بها نُسمع الخالق إقرار سلوك أدمي لعله يعفو عنا و عن الخطيئة التي دُبرت قبل أن تقام امبراطورية البشر.
لم يحرر موقع الشيطان في الديانات الا بعد تواجد الامبراطورية الاخمينية الفارسية عام 550 قبل الميلاد،كلمة شيطان اتية من العبرية و هي”” ها- ساتان” و تعني الرافض المعادي و المعارض ، في الفترة الاخمينية تم رسم شكل الشيطان أو ساتان للمرة الاولى و باشكال مرعبة،الشيطاينة فكر و ايديولوجيا تمثل الشر الذي حكم و يحكم بلا منازع،ايدلوجيا حررت سلطة الاحكام ومنع قول الحق و حصاد الحق أي لم تسمح بمحاكمة شرعية يقر بها عدالة ملموسة كما لم يحاكم الشيطان بل أُصدر عليه الحكم و أُبلينا بفكره منذ الخليقة الى اليوم،أستُحدثت مدارس عن الابلسة و دُرست ، رص بها البحث و التنقيح دون أي قضاء يحقق فكر الادمية، أدم عليه السلام لما تم عقابه؟ و لما حُرم ابليس من رحمة الله؟ منطقيا الاثنين عوقبوا لكن احدهم عليه السلام و الاخر بئس المصير!!!!.
مازلنا الى اليوم يقال عنا عبيد الله وعصور بها البشرية تحارب العبودية فالوقت مازال معنا لنقر اسس محكمة ترفع لنرى من له الاحقية في العيش الجن من سكنوا الارض قبل البشر أم الادمية التي عوقبت و مازلنا نسلم عليها و نسبح لها؟الم يحين الوقت لمحاكمة أدم و إبليس من قبل البشرية المبتلية في ظلمة القسر عسى نعي السبب من العقوبة و التكريم، بُت في حيرة من امري إن كنت من شعب الجن أم من نسل الانسية التي قيل انها سبب كوارث الكون و مع ذلك منحت الجنان!!! أُقرت منطقية التفسيرات و تلك المثولوجيا التي سيطرت على عقولنا الى اليوم مستعبدة الافكار مغيمة على النور،روايات سممت مسار البشرية و عمدت الظلم و رسالات و مذاهب تعيق الفكر من التنوير في عالم غُيبت به المنطقية منذ الخليقة الاولى.
هل تعلمي سيدتي سيدي أن الشيطانية علم يُدرس و له منهجه ومراجعه و تسمى (علم الديمنولوجيا)،أُختلقت فكر العالم السفلي و العلوي رغم ان العهود تشير الى أن إبليس سكن الارض ولم يسكن سافلها و تعددت اسماء الشيطان و كلا منهم صار يخدم تظليمة معينة، وفقا للزرادشية هناك قرابة 3333 شيطان مسؤلين عن الحرب و الدمار،و الحضون الشياطين المسؤولة عن الجنس و ممارسته مع النساء لتلد أبناء ابالسة و تتوسع رقعة الشيطنة و الابلسة ليغرق العالم في بحر الدماء،اما الابراهيمية التي هي جذر غالبية الرسالات ترى الشيطان في محورين محور الحرمان من العدن و محور فشل أدم و الانسية في اتباع الحاكم الاعلى، باقي الحوار في تعدد الانواع و المنظمات و النوادي التي تتزايد يوميا لتقر جلسات السيادة الاولى على الارض و هذا يمكن أن يراه من يعيش في النوادي الليلة و يبصر حقيقة الواقع الذي نهمشه تحت ستار خلاصة الامم المتحدة في ضمان الحق الانساني.
مازالت محكمة الشيطان مرفوعة و لم يحضرها نواب و لا هيئات ولا متابعين ليتم إقرار الحق و لمن الاحقية في العيش ومن هو إبليس و من هو أدم، أي مازال الحوار متهشم في ريع الاصول و الاعراف و الخوف من الطرح و التبادل، و عدلية الصراع الاجهمي يحرق الاخضر و يبني اليابس،متى سنقر العلن و نحق القرار لنرى لمن الاحقية و لمن الحكم؟و الوسوسة مستمرة في صراع بين اليمين و اليسار ومن احق في تولي القيادة الالهية!!!!
14\07\2025
أمال السعدي