الفنان التشكيلي المغربي محمد العلوي المحمدي يجسّد معاناة الشعب الفلسطيني في غزة وصموده في لوحته
متابعة . سمية معاشي. مدير وكالة الراصد فرع الجزائر

الفنان التشكيلي المغربي محمد العلوي المحمدي يجسّد معاناة الشعب الفلسطيني في غزة وصموده في لوحته
لوحة فنية بديعة ومعبّرة تعكس ما يكابده الشعب الفلسطيني في غزة من إبادة جماعية، وخراب، ودمار، وإرهاب تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي الفاشي باستخدام مختلف صنوف الأسلحة الفتّاكة، الجوية منها والبرية، في غياب تام للرحمة والإنسانية.
استطاع الفنان التشكيلي المغربي محمد العلوي المحمدي، بحسّه الفني المرهف، أن يقدّم عملاً إبداعياً مميزاً عبر لوحة تشكيلية تراجيدية تتقاطع فيها التقنية العالية مع عمق الرسالة الإنسانية. فقد وزّع الألوان بشكل متناسق ومتكامل، مبرزاً من خلالها المرارة والقسوة من جهة، والبحث عن السلام المفقود من جهة أخرى.
اعتمد الفنان في لوحته على الأبيض والأسود كلونين محايدين يرمزان للنقاء والمأساة، وإلى جانبهما الألوان الحارة: الأحمر والأصفر والبرتقالي التي تعكس مشاهد العنف والنار، مع حضور اللون البارد الأخضر الذي يرمز للحياة، واللونين الدافئين البني والرمادي لإغناء المشهد البصري.
وقد خصّص الفنان فضاء اللوحة للأسلاك الشائكة التي ترمز إلى القهر والحصار، فيما استثمر عدداً من الأشكال التي تمثل صناعة الموت: القنابل، الصواريخ، الطائرات المسيّرة، والقصف العشوائي. وفي وسط هذا المشهد القاتم، تتجلّى حمامة بيضاء تحمل في منقارها غصن زيتون، في إشارة إلى الحياة والبقاء والأمل والسلام. أما النقاط والبقع المتناثرة فترمز إلى الدم المراق والتضحيات من أجل فلسطين الأبية.
وقد اعتمد الفنان أسلوباً تجريدياً يركّز على دلالات المعاني أكثر من النقل الحرفي للواقع، ليقدّم لنا لوحة تنبض بالرموز والمشاعر العميقة. وبإحساسه الإنساني العالي، عبّر محمد العلوي المحمدي عن مأساة الشعب الفلسطيني، مساهماً – وبأضعف الإيمان – في إيقاظ الوعي العربي وحثّه على التعاطف مع غزة الجريحة بكل الوسائل الممكنة.
جمال الدين خنفري / الجزائر