( الكتابة متعة العقل في الجمال الكوني والإنساني ) ثامر الخفاجي

( الكتابة متعة العقل في الجمال الكوني والإنساني )
ثامر الخفاجي
هي دعوة للكتابة ولكن بشرطها وشروطها. لا …للاسفاف … لا …للابتذال. لا … للاستخفاف بعقول الناس والترفع عليها بالمبهم من الكلمات والإكثار من المحسنات البديعية والتزويقات اللفظية .
فالعقول تستنطق ما حولها من جمال إنساني وكوني بمستوى احساسها بذلك وما تمتلكه من مشاعر وبحجم ما تستوعب ذاكرتها من مفردات اللغة . .
والسؤال هل أن كل الناس قادرون أن يترجموا احساسهم هذا بلغة سهلة ممتنعة راقية إذا آمنا أن الكتابة موهبة وخصوصا في مجال الشعر الجواب كلا وكما قال الشاعر :
سبحان من قسم الحظوظ
فلا إعتراض ولا ملامة
أعشى واعمى ثم ذو
بصر فزرقاء اليمامة
قيل للخليل بن أحمد الفراهيدي واضع علم العروض
لماذا لا تقول الشعر ؟ أجاب : يأباني جيده وآبى رديئة .
وقيل للمفضل بن سلمة لماذا لا تقول الشعر وانت أعلم الناس به ؟ فقال : علمي به ضيعني منه .
أريد ان أقول للذين يدعون أن ما يكتبونه ادبا رفيعا أو أن مجموعاتهم تعنى بالأدب الرفيع وأن مايكتبه الآخرون قد يكون أدبا غليظا. ..!؟ ولا أدري قد يكون له تسمية أخرى عندهم !!؟
فالادب الرفيع والهادف هو الذي يتغنى به عامل النظافة والاسكافي وبائع الخضار والطبيب وعالم الذرة والحبيب مع معشوقته وكما قيل
( أحلى الشعر اسهله)
أما أدب الطلاسم والمفردات الصعبةوالاستغراق في الغموض والرمزية سيبقى محفوظا عندكم في عقولكم ودفاتركم فقط. لذا ان كنت كاتبا جيدا يجب أن تكون قارئا جيدا تحترم ما يكتبه الآخرون كما تريدهم أن يحترموا ما تكتب وكما قال أحدهم :
هذا كلامي مشروحا لكم فخذوا
ما تعرفون وما لم تعرفوا فدعوا
وأخيرا أقول لكل الأحبة كتابا وقراء
( أكتب ودع غيرك يكتب )
وتحية لكل كلمة هادفة جميلة
ثامر الخفاجي