السياسية

من الرمزية إلى الواقع ملعب كربلاء استعراض القوة السياسية

 بقلم أ م د مهدي علي دويغر الكعبي 

من الرمزية إلى الواقع ملعب كربلاء استعراض القوة السياسية السوداني يعلن ولادة مشروعه السياسي “ائتلاف الإعمار والتنمية” بشعار العراق أولاً

 

بقلم أ م د مهدي علي دويغر الكعبي

السبت ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥

رأي وتحليل

 

مقدمة ….

استعراض انتخابي يفوق التوقعات .. كربلاء اليوم لم تعد مجرد ساحة للاحتفالات الدينية أو المعارك الانتخابية التقليدية فقد تحوّل ملعبها الدولي إلى منصة استعراض سياسي استثنائي حيث أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ميلاد مشروعه الجديد ائتلاف الإعمار والتنمية، تحت شعارٍ واضح: “العراق أولاً”.

السوداني الرجل الذي عرفناه سابقاً كمهندس للإعمار ومشاريع التنمية أخذ اليوم قفزة نوعية نحو سيادة رجل الدولة ورسم خريطة السياسة الوطنية لم يأتِ ليكون أحد اللاعبين في اللعبة التقليدية بل ليضع بصمته كزعيم قادر على الجمع بين الإنجاز الواقعي والقدرة على قيادة الدولة مؤكداً أن زمن الشعارات الفارغة قد انتهى وأن المشروع السياسي الجديد هو هوية المرحلة المقبلة

 

كربلاء المدينة التي لطالما حملت رمزية الروح والوفاء تهتز اليوم ليس بالطقوس الدينية وحدها بل بصوتٍ سياسي جديد يعلن عن ولادة مشروع يضع العراق أولاً من ملعبها الدولي أطلّ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حاملاً شعار التنمية والإعمار ليعلن أمام جمهور واسع “ائتلاف الإعمار والتنمية” في استعراض سياسي أشبه بملحمة كبرى تهدف إلى تحويل الإنجازات الحكومية إلى حضور انتخابي ملموس.

ما حدث اليوم ليس مجرد مهرجان أو خطاب انتخابي بل رسالة واضحة لكل الأطراف السياسية من يمتلك رؤية عملية وخطاب دولة قادر على الجمع بين الإنجاز والتفويض الشعبي هو من سيصنع معادلات المرحلة المقبلة كربلاء إذن لم تشهد مجرد تجمع جماهيري بل بداية تحوّل سياسي يمكن أن يعيد رسم خارطة القوة الشيعية والعراقية بأكملها.

الهتافات الأعلام والتنظيم العالي لم تكن سوى مؤشر على حجم المشروع وطموحه في مواجهة خصوم تقليديين يحاولون الصمود أمام رياح التغيير ومع انطلاق هذه الشرارة تصبح كربلاء منصة بداية “صراع الجبابرة” الذي قد يحدّد شكل الانتخابات المقبلة ومسار القيادة الوطنية .

 

التفاصيل …

 

كربلاء، المدينة التي لطالما كانت ميداناً روحياً وساحة للمواقف، تهتز اليوم بصوتٍ انتخابي مختلف، عنوانه “العراق أولاً” وشعاره التنمية والإعمار. من ملعب كربلاء انطلقت أولى شرارات المشروع السياسي الجديد لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، معلناً ولادة “ائتلاف الإعمار والتنمية”، في مشهدٍ أقرب إلى الاستعراض السياسي الكبير الذي حمل دلالات تتجاوز حدود المحافظة إلى عمق المشهد الوطني برمّته.

 

لقد اعتدنا أن تكون كربلاء ساحة صراع انتخابي ثنائي بين التيار الصدري ودولة القانون لكن المشهد اليوم تغيّر. دخول السوداني بثقله الحكومي والسياسي إلى قلب كربلاء أعاد رسم الخريطة الانتخابية من جديد وخلق محوراً ثالثاً يتحدث بلغة “المشاريع لا الشعارات”، مستنداً إلى ما تحقق ميدانياً من خدمات وتنمية ملموسة في المحافظة فالسوداني لم يأتِ إلى كربلاء كـ”ضيف” بل كصاحب مشروع ورسالة يطرح نفسه كزعيم قادر على إدارة الدولة وتوحيد القوى تحت راية التنمية والإعمار لا الاصطفاف .

 

تجمّع اليوم لم يكن مجرد مهرجان خطابي، بل رسالة سياسية واضحة المعالم الحكومة التي قدّمت الخدمات تريد أن تترجم إنجازها إلى حضور انتخابي مؤثر. الحشود والهتافات والتنظيم العالي كلها بدت وكأنها إعلان مبكر لسباقٍ انتخابي تتقدم فيه كتلة التنمية والإعمار بخطى واثقة. فهل هو تمهيدٌ لفوزٍ مرتقب؟ أم أن الأيام القادمة ستحمل صراعاً محتدماً بين “قطبي كربلاء” السياسيين؟

 

في الجهة المقابلة يقف ياسر صخير، “المدلل” كما يُلقّب داخل أروقة دولة القانون في موقف لا يُحسد عليه خالي اليدين من أوراق القوة بعد أن انشغل زعيمه نوري المالكي في إعادة ترتيب أوراق بغداد ومعادلاتها السياسية بينما تقدم محافظ كربلاء، بصفته رئيس كتلة الإعمار والتنمية خطواتٍ لافتة أحرجت خصومه وأربكت المشهد الانتخابي في المحافظة.

 

هل ما حدث في كربلاء هو إعلان مبكر للفوز؟ أم مجرد جولة من جولات الصراع السياسي الطويل الذي لا يخلو من المفاجآت والتحالفات الطارئة؟

الأيام المقبلة وحدها ستفصح عن الجواب، لكن الثابت أن السوداني استطاع أن يحوّل ملعب كربلاء إلى منصة إعلانٍ سياسيٍّ مدروس، يضعه في مقدمة السباق نحو ولاية ثانية، أو على الأقل زعامة انتخابية لا يمكن تجاوزها.

 

لكن اللعبة لم تنتهِ بعد فالسيد نوري المالكي ما زال يمتلك قاعدة جماهيرية متماسكة وولاءً تنظيمياً منضبطاً قادراً على التعويض في أي لحظة، ما يجعل الأسابيع القادمة حُبلى بالمفاجآت والمناورات السياسية الساخنة.

كربلاء اليوم لم تهتز فقط بالأصوات والهتافات… بل اهتزت بمعادلات السياسة.

فالسوداني أطلق رصاصة البداية والبقية تنتظر دورها في مضمارٍ عنوانه القادم

من يملك كربلاء… يقترب من بغداد.

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار