الشاعر مراد بيال مراد صرخة المجد والعزّة: الجزائر تقف مع غزّة، ومؤامرات التفرقة لن تمر!
متابعة/ سمية معاشي. مدير الوكالة فرع الجزائر
الشاعر مراد بيال مراد
صرخة المجد والعزّة: الجزائر تقف مع غزّة، ومؤامرات التفرقة لن تمر!
في خضمّ المحنة العصيّة، وبينما تتسارع الأحداث ويشتدّ الخناق على أهلنا في غزّة، يبرز صوتٌ عربيّ أصيل، صوتٌ لم تُلجمه المصالح ولا كبلته الضغوط، صوتٌ يصدح بالحقّ والكرامة: إنها الجزائر، بلد المليون ونصف المليون شهيد.
منذ اللحظة الأولى، لم تتردّد الجزائر في التعبير عن موقفها الثابت والمبدئي، موقفٌ ينبع من عمق تاريخها النضالي المرصّع بالدماء والتضحيات. لقد ترجمت الجزائر دعمها إلى فعلٍ وكلمة، فكانت دبلوماسيتها سيفًا مسلولًا في المحافل الدولية، تدافع عن الحقّ الفلسطيني بشراسة لا تلين، وتفضح ازدواجية المعايير بجرأة لا تُضاهى. والأهمّ من ذلك، كانت يد العون والمساعدة ممدودة، فالجزائر تُقدم العون والإغاثة والمؤازرة لأهلنا الصابرين، إدراكًا منها أن التضامن مع غزّة ليس مجرد واجبٍ سياسي، بل هو عقدٌ أخويّ مقدّس.
إن هذا الموقف البطولي ليس غريبًا على بلدٍ خرج من رحم ثورة التحرير، بلدٌ آمن بأنّ “القضية الفلسطينية هي أمّ القضايا”، وبأنّ “الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”. إنه امتدادٌ لإرثٍ ثوريّ عظيم، يُذكّرنا دائمًا بأنّ الكرامة لا تُساوَم، وأنّ الحقّ لا يموت، وأنّ الشعوب الحرّة لا تقبل الضيم. تحية إجلالٍ وتقديرٍ للجزائر، قيادةً وشعبًا، على هذا الموقف التاريخي المشرّف! ففي زمن الخذلان، كانت الجزائر قنديلًا يُضيء طريق العزّة.
حذارِ من سموم الفتنة!
ولكن، في خضمّ هذا التلاحم الروحي والوقفة الشامخة، تظهر بين الحين والآخر أصواتٌ نشاز، ومحاولاتٌ يائسة خبيثة تهدف إلى بثّ سموم الفرقة والوقيعة بين الشعبين الشقيقين: الشعب الجزائري العظيم والشعب الفلسطيني البطل.
إنّ أعداء الأمّة، الذين يخشون قوّة التضامن ووحدة الصفّ، يحاولون بشتى الطرق تضخيم الخلافات، وتلفيق الأكاذيب، وتشويه الحقائق، وزرع الشكّ في القلوب. يسعون جاهدين لإيهامنا بأنّ هناك شرخًا أو تباعدًا، محاولين بذلك تفتيت جبهة الدعم لغزّة وتقويض الموقف الجزائري الثابت.
فليعلم هؤلاء، مهما اختلفت دوافعهم وتعدّدت أدواتهم، أن محاولاتهم محكومة بالفشل الذريع!
إنّ الروابط التي تجمع الجزائريين والفلسطينيين هي أعمق من أن تهزّها تغريدة حاقدة أو مقالٌ مأجور. إنها روابط دمٍ، وتاريخ مشترك، وقضية واحدة. الشعبان يدركان تمامًا أن العدوّ الحقيقي هو من يسعى لتفريقنا، وأنّ قوّتنا تكمن في وحدتنا.
إنّنا نرفض رفضًا قاطعًا أن نُجرّ إلى مستنقع الفتنة. ونعلم يقينًا أنّ كلّ صوتٍ يحاول النيل من هذا التلاحم هو صوتٌ يعمل لخدمة أجندة الاحتلال وأعوانه.
دعوة إلى اليقظة والتلاحم
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يجب أن نكون على درجة عالية من اليقظة والوعي. يجب على كلّ جزائري وكلّ فلسطيني أن يدرك أن أيّ محاولة للتشكيك في أصالة الموقف أو نزاهة الداعم هي ضربة موجّهة إلى القضية نفسها.
فلنتكاتف جميعًا، شعوبًا وقيادات، لنُعلي صوت الحقّ ونُرسّخ قيم الإخاء. ولتبقى الجزائر، كما عهدناها، جدارًا صلبًا منيعًا في وجه المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، ولْيبقَ الشعبان الجزائري والفلسطيني صفًا واحدًا، يدًا واحدة، وقلبًا واحدًا، حتى يتحقّق النصر ويزول الاحتلال وتعود الأرض لأهلها.
عاشت الجزائر حرّة أبية، وعاشت فلسطين عربيّة حرّة، والمجد لكلّ من يرفض الذلّ ويُعلي كلمة الحقّ!