نص.. وطني الأسير.. بقلم الشاعر علي عمر
نص.. وطني الأسير.. بقلم الشاعر علي عمر
كعصفور جريح
تهاوى من أحضان عشه
الصغير
وطني في جب الكأبة
والأرق مكبل أسير
لاشيء يدفع فيه نحو
تخوم الأمل والتفاؤل
والخير
ملامح تحمل بين طياتها
بفجر عبوسا قمطريرا
يوحي بالشتات…. بالضياع
بقدر بائس مرير
كياسمينة مات شذاها
بين مخالب طيش
خيبات حقد ضرير
تذوب كمدا وألما
في مخاض ذبولها العسير
كضباب موحل
بلعنات قبح آثامنا
جاثم فوق الصدور
يكتم الأنفاس
يخنق خافق الحب الأسير
//علي عمر //سوريا
مجموعتي الشعرية آمال منكوبة
Welatê min î dîl .
Mîna tilûrê birîndar !
Ji hêlîna xwe ya biçûk ketiye .
Welatê min di bîra giriftariyê de ye .
Û bêxewî û dîl e,
Tiştek wê bi pêş ve natajo ber bi
tuxûbên hêviyê û geşbîn û xêrê .
Çehrin di nav pêçana wan de ne .
Di berbanga sibehek ker de, baraneke sar
Pêşbîniya belavbûn û windabûnê .
Bi çarenûseke gidî, tal
Mîna yasemînek ku mayî bê bêhin.
Di navbera pencên bê piyariyê de.
Bêhêvîyên kîna kor .
Bi êş û jan tê pişaftin
Di nav pêlên wê yên hişk û dijwar de
Mîna mijeke gilkirî .
Bi nifirên kirêtiya gunehên me
Li ser singan rawestiya
Bêhnê diçikîne, difetisîne
Dil dikute , dilerize evîna dîl difetisîne !!!
//Elî Omer//
Wergêr : Muhemed Reşîd Bavê Sobar .
رائعة “وطني الأسير” للشاعر علي عمر من مجموعته آمال منكوبة، هي نص شعري غاضب حزين، يفيض بمرارة الواقع وخيبة الأمل في الوطن الجريح، ويستخدم الشاعر صورًا مكثفة واستعارات حزينة للتعبير عن إحساسه العميق بالخذلان والضياع.
🔹 التحليل الفني:
💠 الموضوع:
القصيدة ترثي حال الوطن الجريح، وتصور انحداره من العز إلى الذل، ومن الازدهار إلى الانكسار، وكأن الوطن نفسه أصبح أسيرًا في غياهب الألم والخذلان.
💠 الصور البلاغية:
“كعصفور جريح تهاوى من أحضان عشه الصغير”
تشبيه الوطن بالعصفور الجريح يعكس الضعف والحنان المفقود. العش الصغير هنا قد يرمز إلى الأمان أو الحلم الذي ضاع.
“في جبّ الكآبة”
صورة قوية لوطن غارق في الحزن العميق، والجُبّ يحمل دلالة السقوط في مكان سحيق بلا أمل في الخروج.
“لاشيء يدفع فيه نحو تخوم الأمل”
تعبير عن فقدان الحافز، والانقطاع الكامل عن الأمل والمستقبل.
“بفجر عبوسًا قمطريرًا”
وصف الفجر، رمز البدايات، بالحزن والغلظة يدل على أن حتى البدايات صارت يائسة، قاسية.
“كياسمينة مات شذاها”
استعارة حزينة، تشبه الوطن بياسمينة كانت تنثر العطر والجمال، لكنها ذبلت في بيئة خانقة.
“ضباب موحل… بلعنات قبح آثامنا”
إدانة ضمنية للذات الجماعية، فالضباب ليس فقط طبيعياً، بل محمّل بخطايانا وآثامنا التي خنقت النور.
💠 الألفاظ والموسيقى:
الشاعر يستخدم لغة مأساوية محمّلة بالمفردات الكئيبة: (جب الكآبة، الشتات، الذبول، الضياع، ضرير، يخنق).
الموسيقى الداخلية تنبع من التوازن بين الكلمات والعبارات ذات الوزن العاطفي الثقيل، لا من قافية تقليدية.
غياب القافية الموحدة يعكس الحالة النفسية المرتبكة ويعزز الجو العام من الضياع والتيه.
💠 الدلالة والرمزية:
الوطن ليس مجرد مكان بل كائن حي يتألم ويذبل.
الحب الأسير في نهاية النص قد يكون رمزًا للمواطن أو الإنسان العربي الذي لم يعُد قادرًا على التنفس بحرية.
“الضياع… قدر بائس مرير” يؤكد أن هذا الانهيار لم يكن صدفة، بل نتيجة حتمية لمسار طويل من الخيبات.
💠 الرسالة والهدف:
يحمل النص في طياته صرخة موجعة ضد الظلم، وضد خذلان الشعوب لأنفسها، وفيه أيضًا توبيخ خفي للمجتمع والذات الفردية والجماعية، فهو لا يحمّل المسؤولية للعدو فقط، بل يعترف ضمنيًا بدور الآثام الداخلية في خنق الوطن.
💠 العنوان “وطني الأسير”:
عنوان صادم، يضع القارئ مباشرة في جو الألم والانكسار.
الأسير ليس فقط أسير احتلال خارجي، بل ربما أيضًا أسير الفساد، القهر، والخذلان الداخلي.
✨ التقييم العام:
قصيدة ذات نَفَس حداثي، عميقة المعاني، مشبعة بالأسى والرمزية، تصلح لأن تكون صوتًا للوطن العربي المكلوم في لحظاته الأكثر ظلمة. وتليق بأن تُدرج ضمن أدب المقاومة الحزين، أو شعر النكبة الروحية.
Seham Osama