الثقافة والفن

وصيّة الجرح ..مهدي سهم الربيعي/العراق/

Screenshot

وصيّة الجرح ..مهدي سهم الربيعي/العراق/

***************

أبوحُ لكَ بضعفي،

وأعرفُ أنّك قاتلي،

كلما هممتُ بالفرار

شدّتني إليك سلاسلُ من نارٍ وندى،

فأعودُ إليك…

كالعطشانِ إلى كأسه المسموم.

أكتم؟ ..

لا أستطيع،

الصمتُ عندي أشدُّ فتكًا من السنابك ،

وأقسى من النزيف على مهل.

أبوحُ ..

حتى صارت الكلماتُ مقابرَ لذاتي ،

وأصبحتُ أنا الميتَ الوحيد

الذي يكتبُ وصيّتَه

بمدادِ الشغف.

غدوتُ أوّلَ مقتولٍ يعشقُ قاتله،

وأوّلَ عاشقٍ يباركُ سيفَ الجلاد،

لكنّ الصدمةَ الكبرى…

أنّي حين طُعِنتُ،

لم أجدك خلف السيف،

بل وجدتُ ملامحي على نصله،

صرختُ مذعورًا ..

يا ليتني كنتُ أجهلك !؟

قتلتني يدي،

كنتُ أفتّش عن قاتلٍ خارجي،

بينما الذئبُ

كان يعوي في صدري.

والآن…

ها أنا أدفنني بيدي،

أكتبُ شاهدةَ قبري الأخيرة ..

هنا يرقدُ عاشقٌ،

ماتَ من جرحٍ صنعه بنفسه،

وظنَّ أنّه من يدِ حبيبته.

**********************

مهدي سهم الربيعي/العراق

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار