صورة…صامتة ناديـــة الأؤمــري العراق /الموصل

صورة…صامتة ناديـــة الأؤمــري العراق /الموصل
…..
ثمانون عاما…
كم اخفتها
بين طيات السنين
بصمت جميل جدا
والاجمل …تلك الشفتان
الداكنتان عندما تنطق
الحروف بعذوبة غريبة
….
طفولة جميلة…
أب حنون ..وام دائمة القلق
تعدت الاعوام بطولها وعرضها
لتقف على اعتاب العشرين
ليأتي الفارس القادم من بلاد
الأناضول ليحملها على فرسه
الابيض…ويطير بها
في غربةٍ عشقتها
حتى النخاع
عشقت البلاد ولغتها
وعشقت ارضها وسماءها
لعيون فارسها الجميل
عندما التقت الأعين
بهرها بعينيه الخضراوان
لتبهره هي الاخرى
بذلك السحر الشرقي
الاسمر وتلك العينان
السوداوان
خمس سنوات..
هو مشوار حلمها الجميل
الاوحد…عاشته مع فارس احلامها
هي خلاصة العقود
الثمانية
وهي نبض القلب
وهي المتنفس
الوحيد ..
…..
قَدٌ جميل ممشوق
يذكرني بعارضات الازياء
في السبعينات
واناقتهن المفرطة
كنت اراقبها
أناقةٌ ارستقراطية
وازياء لعائلة برجوازية
وضفيرتها السوداء الطويلة
لم تتخل عن اي منهم
رغم تغير الموضات
كانت تضع لمسات
من الجمال على كل
شيء تلمسه يديها
…
خمس سنوات…
حلم وردي…
عاشت فيه…
ولم تتركه لحظة
حتى بعد ان ايقظها
القدر يوما…حاملا
معه ثوب حدادٍ
لترتديه طوال العمر
كان حديث أخلاصها
لفارسها…حديث مجالسنا
عجباً لها…ماهذا الحب
الذي لم يستطع اي رجل
ان يمحوه من قلبها
او يتربع على عرشه
….
دقات تتسارع
ودمعات أبت إلا ان تنحدر
معها غصة دفينة
-:هل حقا ستزورين بلاد الأناضول بصحبة والدكِ؟؟
-:نعم…
-:سأحملكِ سلام …لقلبٍ
تركته هناك منذ عقود لاتعد
احملي شوقي وسلامي معكِ…
احملي لي نبضات
من ثرى تلك البلاد
لأكمل ماتبقى من هذا العمر
الصامت…
نعم صامت …
هو كل ما اعلمه عن هذه
المرأة الرائعة…
أحبت بصمت وعاشت بصمت
ورحلت بصمت…صمت هاديء
جدا…
ناديـــة الأؤمــري العراق /الموصل
