من السلطة الرابعة إلى السلطة الراكعة.. عفاف فنوح تشخص سقوط الإعلام أمام سطوة الرقمنة
حاورتها: سمية معاشي مدير وكالة الراصد الدولي للأنباء. فرع الجزائر

🔴الإعلامية الجزائرية : عفاف فنوح
🔵 من السلطة الرابعة إلى السلطة الراكعة.. عفاف فنوح تشخص سقوط الإعلام أمام سطوة الرقمنة
🔵حاورتها: سمية معاشي مدير وكالة الراصد الدولي للأنباء. فرع الجزائر
_______________
▪️على وقع تحول جذري في المشهد الاعلامي ووسط هيمنة الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، حول مدى احتفاظ الصحافة بلقب “السلطة الرابعة”.
وفي هذا السياق، أدلت الإعلامية والشاعرة عفاف فنوح برأيها في حوار حول الموضوع، معتبرة أن هذا المفهوم لم يعد يحمل المعنى ذاته الذي كان يُنسب إليه في الماضي.
وقالت فنوح في مستهل حديثها:
قد يبدو للوهلة الأولى أن مصطلح السلطة الرابعة بعبع يخيف القاصي والداني.. بيد أنه لم يعد كذلك، فلا المصطلح حافظ على هذه الهبة ولا الرقم أربعة صار فعالا في زمن السلطة الخانعة.
وأوضحت أن الصحافة التي كانت يوما ما تمارس رقابة جادة على السلطات الثلاث، فقدت جزءا كبيرا من قوتها وتأثيرها، قائلة:
هذه السلطة التي كانت منوطة بدور الرقابة الجادة على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية كما تعلمناه في الكتب والجامعات.. أضحت ملكة دون عرش، وهو المؤسف.
وأضافت:
في سنوات غابرة أسقط الإعلام حكومات ودولا وهز عرش الفاسدين، وكان عين الدولة الساهرة.. ثم سرعان ما تبدد ذلك الدور وتلاشت المهام بسبب التغيرات الجيوسياسية وسيطرة المال والنفوذ وميلاد سلطات الفساد وشراء الذمم.. فبدأت السلطة الرابعة تتخلى شيئا فشيئا عن مهامها حسب المصالح وسياسات الدول.
وتابعت موضحة أن بعض الدول ما زالت حتى اليوم تحت تأثير الإعلام القوي والعلني، لا سيما في الغرب، بينما تراجع الدور في العالم العربي:
رغم أن هناك دولا مازالت إلى يومنا هذا تحت رحمة الإعلام والعلن الذي لا يرحم، كبعض ديمقراطيي الغرب.. أما الدول العربية فقد سمحت لهذه السلطة أن تكون رابعة إذا تعلق الأمر بقضايا خارج الديار، كبعض القنوات العربية الخاصة التي تتسلط على فضائح وأخبار العالم من منطق الأسود وتتلذذ بالحقائق، فيما تتغاضى عن صور ووقائع من منطق الخراف إذا وجدت على أرضها.
وفي حديثها عن تأثير الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي، قالت فنوح إن هذه الوسائل غيّرت تماماً موازين القوى الإعلامية:
اليوم مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد لهذه السلطة أي دور.. فالآنية وحكم المجهول يسيطران على العقول والمؤسسات والسلطات والدول.
وأضافت أن الصحافة الإلكترونية حاولت مجاراة التطور، لكنها وجدت نفسها محاصرة أمام سرعة وانتشار المنصات الجديدة:
الصحافة الإلكترونية وجدت نفسها قليلا مع تقنية الزر الواحد، لكن الفيسبوك والتيكتوك والانستاغرام ووو… احتلت الأمكنة والأزمنة وصنعت حروبا وانتصرت وركعت السلطات.
وأكدت فنوح أن تأثير هذه المنصات لم يعد يقتصر على الرأي العام، بل تجاوز ذلك إلى التأثير في مسار الأحداث السياسية والعسكرية:
انظروا كم تساوي لحظة مباشر لفضيحة مصورة أمام مرأى العالم.. في حر. ب غز_ة مثلا حاول بني صهيون توجيه الحرب وتقمص دور الضحية، لكن قوة الوسائط صنعت الفرق، وكانت فعلا مواقع جبارة حاربت مع الغزيين في فلس_طين، مما استدعى تدخلا مباشرا من بني صهيون لمحو كل ما له علاقة بفضح حكومة الاحتلال.. وقس على ذلك الكثير.
وختمت الإعلامية حديثها بلهجة تجمع بين الأسى والواقعية، قائلة:
يطول الشرح لأن الموضوع متشعب وعميق وبسيط في آن.. باختصار لم تعد هناك سلطة رابعة… صارت راكعة. الحكم اليوم للفيسبوك وما شابه، إنه السلاح الأقوى في العصر الحالي. نترقب الفايس وأخواته، فهو الجلاد وهو الضحية وهو السلطة وهو الأرقام كلها. إنه البعبع الذي لا يرحم.. إنه السلطة الرافعة.
____________