الدوليةالسياسية

لحظة انفجار الحرب العالمية الكبرى بين أمريكا والصين: صراع الكبار والحرب بالوكالة

كتب/عبدالله صالح الحاج–اليمن

 

لحظة انفجار الحرب العالمية الكبرى بين أمريكا والصين: صراع الكبار والحرب بالوكالة

كتب/عبدالله صالح الحاج–اليمن

 

الصراع الخفي بين القوتين العظميين

الصراع بين واشنطن وبكين اليوم ليس مجرد مواجهة اقتصادية أو سياسية، بل اختبار عالمي لإرادة الإمبراطوريات وقدرتها على التحكم بمستقبل النظام الدولي. الولايات المتحدة، القوة التي اعتادت فرض إرادتها عبر العقود، تواجه خصمًا صاعدًا يهدد مركز نفوذها التاريخي ويعيد رسم قواعد القوة العالمية. الحرب اليوم تُخاض بكل الأدوات: الاقتصاد، العقول، التكنولوجيا، السياسة، والحرب بالوكالة التي تدور بالفعل على الأرض والجبهات، من بحر الصين الجنوبي إلى أوروبا، ومن الأسواق المالية إلى ممرات الطاقة والموانئ.

 

💥 الاقتصاد: ساحة الحرب الصامتة

فرضت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية بحجة حماية السوق المحلي، لكنها في الواقع تحارب صعود الصين الاستراتيجي الذي لم يعد يكتفي بدور “المصنع العالمي”، بل يسعى للهيمنة المالية والنقدية على مستوى العالم.

 

📰 وفق ما نقلته الصحف الرسمية، بلغت صادرات الولايات المتحدة إلى الصين في 2024 نحو 143.2 مليار دولار، مقابل واردات أمريكية بقيمة 438.7 مليار دولار، ما أسفر عن عجز تجاري قدره 295.5 مليار دولار.

الدراسات الاقتصادية تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 660.7 مليار دولار، بينما تسيطر الصين على أكثر من 18% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ما يجعلها لاعبًا حاسمًا في النظام المالي الدولي.

 

الصين ردت عبر مبادرة «الحزام والطريق» لربط آسيا بأفريقيا وأوروبا، وجعلت من اليوان أداة مواجهة مباشرة للدولار الأمريكي، مع تعزيز التحالفات الاقتصادية والتكنولوجية، ما يزيد الضغوط على واشنطن ويعيد رسم قواعد اللعبة الاقتصادية العالمية.

 

💥 الحرب بالوكالة: الجبهات الساخنة على الأرض

الحرب بالوكالة بين أمريكا والصين ليست مجرد فكرة نظرية، بل واقع عسكري قائم، وتُدار عبر جبهات متعددة تشمل:

 

تايوان والبحر الجنوبي الصيني: تصعيد بحري وجوي مستمر، مع مناورات عسكرية وتشديد الحظر على أسلحة متطورة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للتوازن الإقليمي.

 

اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا: قواعد عسكرية وتجهيزات مستمرة تحسبًا لأي مواجهة مباشرة بين القوتين.

 

أوكرانيا وروسيا: استخدام الصراع الأوروبي لتقليص الدعم العسكري الأمريكي للصين، وإشغال روسيا عن مناطق النفوذ في آسيا والمحيط الهادئ.

 

الصين تتحرك بدهاء الإمبراطوريات القديمة، تدعم خصوم واشنطن اقتصاديًا وتقنيًا وسياسيًا، مستنزفة الولايات المتحدة بهدوء بعيدًا عن المواجهة المباشرة، لكنها تضرب عبر وكلاء حقيقيين على الأرض، محوّلة الحرب بالوكالة إلى واقع ملموس على الجبهات.

 

💥 حرب العقول: السباق نحو المستقبل

المعركة اليوم تُحسم في المختبرات ومراكز البحث العلمي: الذكاء الصناعي، الأمن السيبراني، الصواريخ الدقيقة، والرقمنة المالية.

 

📰 المستشارون في الأكاديمية الصينية للعلوم العسكرية قالوا: “لقد بدأت الحرب فعلاً، لكن جنودها لا يحملون السلاح بل الأفكار”.

الصين تسابق الزمن لتقليل الاحتكار الأمريكي للتقنيات المتقدمة، بينما تسعى واشنطن للحفاظ على تفوقها التكنولوجي. هذا الصراع الفكري سيكون العامل الحاسم لتحديد موازين القوى في المستقبل القريب.

 

💥 الشرق يصعد.. والغرب يرتجف

الولايات المتحدة تواجه خصمًا يضربها بأدواتها نفسها: شركات متعددة الجنسيات، تحالفات اقتصادية، عملة رقمية، وذكاء صناعي متقدم. الصين لا تُعلن الحرب صراحة، لكنها تعيد رسم النظام الدولي وفق إرادتها، وتحوّل القرن الحادي والعشرين إلى قرن الصعود الشرقي والانكسار الغربي، وفق التحليلات الاستراتيجية الحديثة.

 

💥 المواجهة العسكرية: شرارة الانفجار قريبة

كل مناورات بحرية حول تايوان، كل تصعيد في ملف أشباه الموصلات، وكل خطوة لتسليح اليابان وأستراليا، مؤشرات على انفجار عالمي محتمل. العالم على موعد مع اختبار إرادة الإمبراطوريات، وقد تبدأ الشرارة في بحر الصين الجنوبي وتمتد لتشمل النظام العالمي بأسره، وفق تقارير مراكز الدراسات العسكرية.

 

💥 الصراع الذي سيهزّ العالم

المعركة بين واشنطن وبكين ليست مجرد مواجهة اقتصادية، بل صراع حضاري بين إمبراطورية تحكم بالهيمنة والسيطرة وأخرى تخترق بصمت وتتوسع بذكاء.

 

هي حرب بالوكالة تُدار من خلف الستار، تُخاض بأصابع غير الأصابع، وأموال غير الأموال، وقرارات في الظل. هذه الحرب، الخفية والظاهرة معًا، ستعيد تشكيل ميزان القوى العالمي، وتضع القرن الحادي والعشرين على مفترق طرق تاريخي.

 

💥 العالم يترقب لحظة الانفجار

هل حانت لحظة الشرارة الكبرى التي قد تغيّر النظام العالمي كما نعرفه، أم أن الهدوء المخيف لاء يزال يسبق الحرب الكبرى بين أمريكا والصين؟

 

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار