
”الأحزاب السياسية والجماعات الدينية
في الدول الشرقية والغربية”محمد عبد المرضي منصور
قد يفكر البعض في العيش عالة على المجتمع فينضم إلى حزب سياسي أو جماعة دينية؛ ليري فيهما عجب العجاب من مناصب ونفوذ وغنى، ويري التعصب الفئوي وتبادل المصالح والمفاسد من تراخيص وأعمال ومكاسب غير مشروعة وإعفاءات ضريبية وسن قوانين خاصة، فالأحزاب السياسية والجماعات الدينية هما وجهان لعملة واحدة تسمى عملة الفساد، وكلاهما في خدمة الآخر، منذ القدم وحتى اليوم في العالم كله. ودائما صاحب النصيب الأكبر هو الأقوى، ولا أقوى دون قوي.
هنا يجب على الفرد إعادة التفكر في الأمر، إما الانضمام إلى فئة منهما لجلب المكاسب المادية بطريقتهم وإما خوض معركة الحياة بالجد والعمل.
يحسَب الكثير من الناس أن الجماعات والأحزاب الدينية هي العدو للأحزاب السياسية الحاكمة ولكن هذا الظن عارٍ من الصحة، فالأحزاب الدينية هي الداعم الرئيسي للأحزاب الحاكمة.
إذا اختار الفرد الانضمام لإحداهما؛ فعليه أن يبدأ بدور الكومبارس في اللعبة، فيُضرب على وجهه بدلا من البطل صاحب المنصب ويتحمّل الإهانة من الجميع وصولا إلى أبطال اللعبة بالابتسامة الزائفة، ويقوم بالأدوار الخطرة حتى يحصل على دور أعلى في اللعبة ثم يقوم بعمل نفس الحركات البهلوانية حتى يحصل على أدوار أكبر وأكبر ثم أدوار البطولة. وهنا يجب عليه الالتزام بالقوانين الجديدة لهذه الطبقة العجيبة التي لا تمل من زيادة أرصدتها من المال.
قوانين لطبقة الكومبارس حتى ما قبل الطبقة العجيبة :
لا تُفكر، لا تقرأ، من بيده تصعيدك هو رئيسك في الجماعة أو الحزب، نصيبك في المال لن يأخذه غيرك، نفذ أوامر رئيسك، لا ترفض أي دور تُكلّف به، تحدث باسم الوطن أو الدين، مجِّد جماعتك أو حزبك، الغاية تبرر الوسيلة، المحسوبية ممنوعة لذا يجب على الجميع تقبل الإهانة كما تقبلتها الطبقة العجيبة في الماضي، خدّر ضميرك ولا تفكر في التوبة الآن.
بالطبع المميزات الممنوحة لكل طبقة تختلف عن الأخرى، فلا يمكن أن تصعد السلم إلا على قفزات بسيطة بمساعدة أحدهم، ومن العجيب أنه قد تضطرك الظروف إلى النزول من طبقتك إلى الطبقة الأدنى، لتقف بباب من كان في الماضي يقف ببابك، سبحان الله.
بالطبع من عاش على شيء مات عليه؛ لذا فمن عاش على قوت العباد مات على هذا الأمر، ومن عاش على التوحيد مات موحدا، حتى من عاش على الكبر مات عليه. ومن عاش على تقبل ذل العباد مات على ذلك.
ولا يخفى على أحد الأحزاب والجماعات السياسية أو الدينية في دولة الهند أو الصين أو روسيا أو أمريكا أو العالم العربي
لذا فكل الحب والاحترام لمن يقومون بالعمل العام أو العمل خاص في هذا العالَم لخدمة المجتمعات حقا دون النظر لمنصب يُمتص منه المال دون رقيب.
محمد عبد المرضي منصور